تفجير إنتحاري في محطة للحافلات في باكستان
اعلنت الشرطة الباكستانية ان فتى انتحاريا فجر عبوته الناسفة الاثنين في موقف للحافلات متسببا في مقتل زعيم ميليشيا مناهضة لطالبان وسبعة اخرين في شمال غرب هذا البلد الذي يشهد موجة اعتداءات نسبت الى حركة طالبان وحليفها تنظيم القاعدة.
ويبدو ان الانتحاري قتل هدفه فيما كان يحتسي الشاي مع اقارب في معرض للسيارات قرب محطة للحافلات في قرية جندول في منطقة لوير دير على بعد 200 كلم من العاصمة اسلام اباد.
وخاضت القوات الباكستانية ما اعتبر عملية ناجحة نسبيا لطرد طالبان من المنطقة قبل عامين لكن هجوم الاثنين قوض الوضع الامني الهش في شمال غرب البلاد.
وتقع البلدة على مقربة من المنطقة القبلية شبه المستقلة على حدود افغانستان التي تعتبرها واشنطن مقر القاعدة العام، حيث تخضع القوات المحلية لضغوط اميركية من اجل توسيع نطاق مكافحة المسلحين الاسلاميين.
واشارت الشرطة الى ان الانتحاري كان راجلا في محطة حافلات قريبة من معرض السيارات عندما فجر نفسه حيث قتل ثلاثة اشخاص فيما تضرر عدد من السيارات. وارتفعت حصيلة القتلى الاجمالية بعد الظهر الى ثمانية.
وقال قائد شرطة دير سليم مروات “عثرنا على رأس الانتحاري. يبدو انه مراهق، فتى في ال15 او ال16”.
وقال الطبيب محمد كريم لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي الى مستشفى المنطقة في تيمرغاره كبرى بلدات دير التي تقع على بعد 28 كلم جنوب غرب موقع الانفجار “حصيلة القتلى ثمانية بعد ان توفي شخص اضافي متأثرا بجروحه”.
واعلنت الشرطة ان هدف التفجير كان محمد اكبر زعيم ميليشيا “عسكر” القبلية التي شكلتها الحكومة لمكافحة مسلحي طالبان.
وكان اكبر (55 عاما) نجا من عدة محاولات اغتيال، وكان في معرض يديره اقرباؤه عند وقوع الانفجار.
وصرح نائب مفتش الشرطة العام الاقليمي قاضي جميل الرحمن “قتل مالك اكبر في الانفجار” وتابع “يبدو انه كان الهدف”.
وقال سكان ان السلطات فرضت حظرا للتجول وان اجهزة الطوارىء كانت بطيئة في البلدة النائية.
وافاد محمد ارشاد العامل في ال30 من العمر لوكالة فرانس برس “كنت في متجر على بعد عدة مبان”.
وتابع “شاهدت فتى يدخل معرض السيارات حيث كان الزعيم القبلي مالك اكبر يتناول الشاي مع اقاربه. ثم وقع انفجار ضخم”.
واضاف “اختفى الفتى وسط الدخان الذي ملأ المنطقة. لاحقا عثر على اشلائه مبعثرة قرب المعرض”.
وافاد الشاهد اسرار الدين ان سارات الاسعاف استغرقت وقتا طويلا للوصول من بلدات مجاورة، ما حدا بالسكان الى نقل الجرحى بسياراتهم الى تيمرغاره.
وقتل اكثر من 4200 شخص في باكستان في هجمات نسبت الى طالبان وغيرها من الشبكات الاسلامية المتشددة التي تتخذ مقرا في المنطقة القبلية منذ اقتحام القوات الحكومية مسجدا للمتشددين في اسلام اباد العام 2007.
وهذا سادس هجوم انتحاري تشهده باكستان في غضون ستة ايام، بعد ان فجر انتحاريان الاحد عبوتيهما امام ضريح صوفي كان مكتظا بالزوار في اقليم ديرا غازي خان وسط البلاد وقرب المناطق القبلية ايضا. وسقط ما لا يقل عن خمسين قتيلا بينهم نساء واطفال. واستهدف الهجوم مئات الزوار الذين يقصدون ضريح ساخي سروار الولي الصوفي الذي عاش في القرن الثالث عشر.
وتحقق الشرطة والوكالات الامنية مع شريك مفترض اوقف وهو يرتدي سترة مفخخة وافادت الشرطة انه اصيب بجروح عند انفجار قنبلة يدوية في يده.
وعرف عن الموقوف بانه لاجئ افغاني مراهق من حصن الناشطين في وزيرستان الشمالية الواقعة في المنطقة القبلية.
وتعتبر المناطق القبلية في شمال غرب باكستان الحدودية مع افغانستان من معاقل طالبان الباكستانية واكبر معاقل تنظيم القاعدة في العالم والقاعدة الخلفية لطالبان الافغانية.
وفي صيف 2007 اعلنت حركة طالبان الباكستانية مع اسامة بن لادن الجهاد على اسلام اباد لدعمها منذ 2001 “الحرب على الارهاب” التي تخوضها واشنطن.