تسمم غذائي جماعي لأزيد من 700 تلميذ ببرج بوعريرج
عاشت مستشفيات ومراكز الاستشفاء بالمنطقة الشرقية من ولاية برج بوعريريج نهاية الأسبوع الماضي حالة استنفار قصوى
وعاش أولياء تلاميذ أكمالية ” مباركية أعمر”حالة من الهستيريا و الهلع على خلفية وقوع حلة تسمم واسعة بعد ساعات من تناول وجبة غداء بالا كمالية مكونة من لحم و أ رز و “فلان” لحوالي 700 تلميذ يتمدرسون هناك.
تعبئة شاملة من طرف المواطنين و السلطات
فور سماع الخبر من مئذنة المسجد أين تم استدعاء أولياء التلاميذ إلى المؤسسة لإعلامهم بوقوع الحادثة تجمع الجميع هناك ووصل في الحين مديري التربية و الصحة بالولاية أين بدأت عملية نقل التلاميذ الذين بدت عليهم أعراض الإغماء،القيء ،و آلام حادة في البطن وهي العملية التي شاركت فيها مصالح التدخل للحماية المدنية ببرج بوعريريج ووحدة عين تاغروت بالإضافة إلى سيارات الإسعاف التابعة لمستشفى رأس الوادي و برج بوعريريج وكل المراكز الصحية المتواجدة بالمنطقة بالإضافة إلى سيارات المواطنين و حافلات نقل المسافرين و النقل المدرسي.
تضارب في الأرقام و إشاعات عن وفايات لا أساس لها من الصحة
و بعد أن بلغنا الخبر في ساعة متأخرة مساء الأربعاء حاولنا الاتصال بمستشفي رأس الوادي و المراكز الصحية والاستشفائية الجوارية التابعة لدائرة “بئر قاصد علي” التي تقع بها القرية المذكورة لم نفلح في معرفة العدد الحقيقي للمصابين ما دفع بنا للاتصال ببعض المواطنين الذين قدروا العدد بحوالي 400 تلميذ و بالغ البعض منهم إلى حد 700و علمنا من طرفهم انه بالإضافة إلى المراكز المذكورة يكون مستشفى برج بوعريريج و سطيف قد تلقيا عددا منهم و هو الخبر الذي تأكدنا فيما بعد أن لا أساس له من الصحة حسب مصادر مؤكدة شانه شان الإشاعات التي بدا الشارع في تداولها عن وقوع وفايات ، و في صبيحة الخميس علمنا من مصالح الحماية المدنية أن عدد الأشخاص الذين تم نقلهم قد بلغ 380 مصابا و لا وجود لأية حالة وفاة، و بتنقلنا إلى عين المكان ، كانت وجهتنا الأولى مستشفى رأس الوادي أين اطلعنا على حالة بعض المصابين المتواجدين هناك رفقة أوليائهم المتواجدين في حالة نفسية حرجة خوفا من مضاعفات قد تحدث لأبنائهم.
حالة الخوف ترفع العدد فجأة و العدد الحقيقي لم يتعد 74
و أثناء لقائنا بمدير المستشفى الذي قدم لنا صورة شاملة عن الوضع حيث صرح لنا أن مصالحه بدأت في استقبال التلاميذ حوالي الساعة الخامسة مساء من يوم الأربعاء ليتنقل هو بعد ذلك إلى المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بدائرة “بئر قاصد علي” للاطلاع على الأوضاع هناك حيث ارتفع العدد فجأة ليأمر بنقل الحالات التي ستخضع إلى عناية مركزة نحو رأس الوادي في حين عاد البقية إلى منازلهم بعد أن تبين أن قدومهم إلى المركز كان بداعي الخوف لا غير و أن أبناءهم لم تظهر عليهم أية أعراض ، و بمستشفى رأس الوادي تم استقبال 74 حالة استشفى منهم 60 في ساعات الليل الأولى و خصصت لهم حافلتين للعودة إلى منازلهم و تم الإبقاء على 14 تحت العناية ليغادروا في صبيحة يوم الخميس .
بعد ليلة من الطوارئ عاد الوضع إلى حاله بعد ظهور الأعراض من جديد و بدا توافد المصابين ليستقبل المستشفى 26 حالة أخرى اغلبهم ممن غادروا ليلة الأربعاء بعد أن قدمت لهم الإسعافات و وصفات الأدوية ، وفي حدود الساعة الثانية مساء أكد مدير المستشفى أن الحالات 26 لا خوف عليها و ما بقاؤها في المستشفى إلا من جانب الاحتياط و الاطمئنان على صحتهم و هو ما لمسناه من طرف بعض ممن تحدثنا إليهم في أسرة المستشفى.
غضب لدى أولياء التلاميذ و الوالي يتدخل لتهدئة الأوضاع و تنصيب لجنة تحقيق
بعد ما حدث ليلة الأربعاء و من جراء الحالة النفسية الصعبة علمنا من بعض المواطنين أن أولياء التلاميذ و أهالي المصابين تجمعوا أمام الاكمالية وقاموا بغلق المؤسسة التربوية بقرية الشفا على العاملين بها و طالبوا بتدخل الوالي الذي وصل إلى عين المكان في حدود الساعة الحادية عشر ليلتقي بالمواطنين الغاضبين و اللذين كانت مطالبهم في بادئ الأمر خارج الموضوع الرئيسي حين طالبوا السيد الوالي بالغاز الطبيعي الذي لم يصل بعد إلى قريتهم و بعد تهدئة الأوضاع جرى حوار مع ممثلي السكان الذين طالبوا بإعادة تشغيل المركز الصحي بالقرية و دعم عيادة بئر قاصد علي بالأطباء و المعدات كما طالبوا بتوفير النقل المدرسي لأبنائهم و هي المطالب التي وعد المسؤول التنفيذي الأول بتحقيقها في اقرب الآجال ، قبل أن يقوم بتنصيب لجنة تحقيق لتقصي الحقائق و الكشف عن المتسببين في هذه الحادثة متكونة من ممثلي مديريتي الصحة و التربية و مكتب النظافة .
توافد المصابين لساعات متأخرة من ليلة الخميس
في حدود الساعة الرابعة من يوم الخميس تنقلنا إلى دائرة بئر قاصد علي و توجهنا إلى المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بدائرة “بئر قاصد علي” أين لاحظنا توافد المرضى من جديد و من دون توقف إلى ساعات متأخرة من ليلة الخميس و هذا بعد عودة الأعراض من جديد بالرغم من تناول الأدوية الموصوفة من طرف الأطباء و أثناء تجولنا بالمركز المذكور و لقائنا بالمدير علمنا انه يتوفر على 4 أسرة لا غير ما دفع بالقائمين إلى استغلال 10 أسرة بعيادة الأمومة لتدارك الوضع في انتظار فتح العيادة المتعددة الخدمات ببلدية “خليل” التي من شانها أن تخفف الضغط مستقبلا و هي التي شارفت الأشغال بها على الانتهاء و أثناء تواجدنا هناك دخل احد الأولياء رفقة ابنته التي غادرت مستشفى رأس ألواد في الليلة الماضية و الذي تنقل من قرية الشفا بكراء سيارة ب400 دينار و اخرج من جيبه وصفة طبية بمبلغ 750 دج مغتنما الفرصة ليخبرنا عن معاناته و هو أب ل07 أطفال متسائلا “لماذا لم يصب الأساتذة و المعلمين بالتسمم؟” وعلامات التعب و الحيرة بادية على وجهه.
صبيحة الجمعة كل المصابين يغادرون المستشفى
و في انتظار نتائج لجنة التحقيق المنصبة من طرف والي الولاية، غادر صبيحة الجمعة كل المصابين المستشفى ليستقرو بمنازلهم ، و لمسنا تذمرا لدى بعض الاولياء اللذين اكدو انهم وجدوا انفسهم مرغمين على التكفل بابنائهم بنفقتهم الخاصة و اخبرنا البعض انهم توجهوا الى الاطباء الخواص للاطمئنان و اجراء فحوصات اضافية ، في حين اكدت مديرية الصحة و ادارة الاكمالية انه لا خوف على صحة التلاميذ و انه قد تم التكفل بالجميع و انه على بعض التلاميذ الركون الى الراحة لا غير.
رئيس جمعية حماية المستهلك يتوعد بمتابعة المتسببين في التسمم
و من خلال متابعتنا للقضية اتصل بنا رئيس جمعية حماية المستهلك بالولاية الذي نوه بالتعبئة و المجهودات المبذولة من طرف السلطات و المواطنين وصرح بأنه سينتظر نتائج التحاليل المخبرية و تقرير لجنة التحقيق التي نصبها الوالي متوعدا بالتا سس كطرف و متابعة المتسببين في هذه الحادثة أمام العدالة حتى لا تتكرر مثل هذه المصائب التي لا تزيد المواطن إلا هموما و أعباء إضافية.