تسكن منزلا يوشك أن ينهار…عائلة “حيدب عبد القادر” تعيش تحت الخطر وتطالب والي ورڤلة بالتدخل العاجل
تسكن عائلة “حيدب عبد القادر” المتكونة من 10 أفراد، أكبرهم بدون عمل، بيتا قصديريا هشا تكاد جدرانه أن تنهار عليهم من كثرة تشققاتها وعدم تماسكها، يتكون من حجرتين صغيرتين لا تكادان تتسعان لكامل أفراد العائلة، مبنية بمادة الجبس المحروق والمعروف محليا بمادة “التاغوري”، هذه المادة غير الصلبة تتآكل لأتفه الأسباب، خاصة إذا ما تعرضت للمطر.
يقع هذا المنزل المتهرئ بحي سكرة بالجهة الجنوبية على بعد حوالي 5 كيلومترات إلى الجنوب من مدينة ورڤلة وببلدية الرويسات تحديدا، الذي أصر سكانه على ضرورة مرافقة فريق “النهار” إليه للوقوف على معاناتهم اليومية به، وعلى حجم الأضرار التي لحقت به مع مرور الزمن. هذا البيت، إن صح وصفه كذلك، يفتقر لكل ضرورات الحياة وعلى رأسها مرفق الصرف الصحي، حيث عمدت هذه العائلة إلى حفر حفرة عميقة يرمون بها فضلاتهم. وقد وقفت “النهار” على منظر تلك الحفرة العميقة غير المغطاة والمليئة بالمواد السائلة غير الصحية وحولها أكوام من الأتربة التي استخرجتها العائلة من داخل الحفرة، بل كان الأدهى والأمر هو وضع أسِرة حديدية ينام عليها أطفال العائلة بمحاذاة تلك الحفرة القذرة!
هذا الواقع الأليم وقفت عليه “النهار” عند هذه العائلة التي ينام أطفالها بمحاذاة القاذورات، وليت الأمر توقف عند هذا الحد. بل تعداه إلى مرور أنبوب الماء الشروب وسط هذه الحفرة، ولكم أن تتصروا وضع هذه العائلة التي أنهكها الفقر المدقع، العوز والتلوث البيئي من جهة، وعدم اهتمام المصالح المعنية بهذه العائلة من جهة أخرى. وتزداد معاناة هذه العائلة خلال فصل الصيف، حيث تنتشر روائح هذه الحفرة القذرة وتحولها إلى مرتع تقتات منه الحشرات السامة وعلى رأسها العقارب التي تجد ضالتها في مثل هذه الأماكن الملوثة.
وبحسرة أخبرتنا ربة البيت بأن بيتها المعدوم يتحول إلى محج للمترشحين للانتخابات المحلية والتشريعية وتتهاطل عليها الوعود والحلول السحرية، وما إن تنتهي فترة الحملة الانتخابية حتى تعود العائلة لحالة العزلة والفقر الدائم، كما استظهرت لنا العائلة بعض الوثائق التي تثبت بأن لجانا ومصالح قد مرت من هنا لمعاينة حجم الأضرار التي تعيشها العائلة، منها وثيقة متعلقة بمصلحة الشؤون الاجتماعية والسكن، كما تحصلت “النهار” على نسخة من وصل إيداع العائلة لملف سكن اجتماعي للعام قبل الماضي، غير أنها لم تتلق أية مساعدات ولا إجابات عن مراسلاتها للجهات المعنية.
هذا الوضع المزري المستديم دفعهم لطرق باب “النهار” علّه يجد لدى والي الولاية آذانا صاغية لهذه العائلة لتستفيد على الأقل من برنامج الترميم الذي أقره رئيس الجمهورية لفائدة أصحاب البيوت القصديرية الهشة في أكثر من مناسبة، خاصة وأن ترميمات بعض الساحات العمومية والمساجد العتيقة قد انتهت أشغالها، مما يفتح الباب واسعا أمام مواطني مدينة الذهب الأسود للاستفادة من حقهم المشروع في الترميم.