تسجيل عشرات حالات للاختناق و المصلحة الاستعجالية تعاني الاكتظاض … ألسنة النيران تلتهم آلاف الهكتارات وتعلن نهاية أسبوع حمراء شرق الوطن
اجتاحت مدن الشرق الجزائري، خلال 48 ساعة الماضية، موجة حر جهنمية تجاوزات المعدلات المعروفة في هذه الفترة من السنة، حيث تعدت الأربعين درجة مئوية في أغلب المناطق نتيجة نشوب حرائق مهولة التهمت الآلاف من الهكتارات الزراعية والغابية، واضطرت العائلات إلى الهجرة الجماعية إلى شواطئ البحر، خاصة بالنسبة للمناطق الداخلية التي أصبحت شوارعها في الأيام الأخيرة خاوية على عروشها، لأنه من الصعب الصمود أمام درجة حرارة تعتبرها مصلحة الأرصاد الجوية قياسية. وإذا كانت أغلبية العائلات فضّلت النزوح إلى الشواطئ، فإن هناك من لم تسمح لهم الظروف بذلك، ففضّلوا الاحتماء داخل الديار ومن العاشرة صباحا إلى ما بعد الخامسة أو السادسة مساءا، حيث تبدأ درجة الحرارة في الانخفاض تدريجيا، إلا أنها تبقى مع ذلك مرتفعة جدا ومن غير المعقول مسايرتها.
قسنطينة.. خسائر فادحة ومئات الهكتارات من الأشجار تحرق
كانت نتائج موجة الحر غير العادية وخيمة على مستوى ولاية قسنطينة، ففي مشتتي، عين الدالية وبيت الجازية بزيغود يوسف، التهمت الحرائق 456 شجرة مثمرة، بالإضافة إلى 10 صناديق نحل و1000 ربطة كلأ، بالإضافة إلى مساحات واسعة من النباتات والأعشاب، وصلت إلى حدود 300 هكتار. في حين كانت الخسائر بمشتة دار الواد ببني حميدان مشابهة، حيث احترقت 15 شجرة مثمرة و1000 ربطة كلأ و3 اصطبلات. أما في عين سبع ببلدية حامة بوزيان، فقد قدرت الخسائر بـ 1500 ربطة كلأ، في الوقت الذي تم إنقاذ 4 مساكن، 12 بقرة، 10 كباش وحوالي 4 هكتارات من الأشجار المثمرة بعد تدخل السلطات المحلية في الوقت المناسب. وفي منطقة الحنبلي ببلدية بن باديس، فقد التهمت الحرائق 15 هكتارا من الأحراش وأشجار الزيتون.
عنابة…بسبب ألسنة النيران التي حاصرت بيوتهم الفوضوية
سكان سيدي حرب 2 يغلقون الطريق ويحتجون
أقدم، ليلة أول أمس الخميس، العشرات من سكان سيدي حرب رقم 2، على غلق الطريق الولائي 123 المؤدي إلى أحياء وسط المدينة والمطل على عنابة بوفنطاس، مستعملين في ذلك المتاريس والعجلات المطاطية بعد إضرام النار بها، مما أسفر عن غلق كلي للطريق لمدة فاقت الساعتين بعد تدخل الشرطة وتهدئة الأوضاع. جاءت هذه الحركة الاحتجاجية، عقب وصول ألسنة النيران إلى بيوتهم الفوضوية المحاذية لغابة بوفنطاس، أين همّ السكان بالخروج من سكناتهم هروبا من الموت الحقيقي، وكانت الاحتجاجات لغتهم الوحيدة قصد إيصال انشغالاتهم إلى السلطات المحلية، وعلى رأسها والي الولاية، مطالبين إياه بالحضور شخصيا للوقوف على معاناتهم اليومية. كما كانت هذه الحركة الاحتجاجية فرصة للشباب الناقم على الوضع الاجتماعي، الذي راح يرشق السيارات الخاصة. كما كانت بعض المرافق والمقرات التي مستها يد الغضب، منها مديرية البيئة، الشيء الذي أدى إلى تدخل مصالح الحماية المدنية وعناصر الشرطة التي عملت على تفرقة المحتجين ونقل ما لا يقل عن 10 أشخاص من سكان الحي المرضى إلى مصلحة الاستعجالات الطبية بعد الإغماءات الناتجة من كثرة النفخات والحرارة الشديدة الصادرة من الغابة المحاذية التي حصدت أكواخهم الفوضوية.
حريق مهول بجبال تبسة يلتهم المئات من الهكتارات
تسجيل عشرات حالات الاختناق والمصلحة الاستعجالية تعاني الاكتظاظ
شب، منذ يوم أول أمس، حريق مهول بالجبال المطلة على مدينة تبسة، حيث تعالت النيران إلى السماء مكتسحة العشرات من هكتارات الثروة الغابية، ما فتئت تتوسع أكثر فأكثر لتمتد إلى محيط المدينة قرب حي الميزاب إلى غاية جبل بورمان، وقد أدى الوضع إلى تشكيل غطاء جوي من الدخان لازم سماء المدينة مند ثلاثة أيام، أدى إلى تسجيل العشرات من حالات الاختناق، خاصة للمرضى المصابين بالربو والحساسية. وفي زيارة قادت “النهار”، ليلة أول أمس، إلى المصلحة الاستعجالية الاستشفائية لعاصمة الولاية، وقفنا على طوابير لا متناهية من المرضى المصابين بالاختناق بعد أن تحوّل نهار المدينة إلى ليل. وحسب مصدر طبي، فإن الوضع بالمصلحة بات يتطلب تجنيد أعداد إضافية من الأطباء والممرضين لأجل إسعاف المصابين، وغالبيتهم من الجهة العليا للمدينة. في ذات السياق، فضّلت العشرات من العائلات النزول إلى أحياء الجهة السفلى للمدينة هروبا من شدة الاختناق التي طوقت المدينة وأحكمت قبضتها جيدا، وحوّلت حياة السكان إلى جحيم. نشير إلى أن بعض المصادر أشارت إلى أن أسباب هذه الحرائق تعود إلى عمل إجرامي وانتقامي، لم تكشف عنه الجهات الرسمية إلى حد الساعة.
باتنة…حريق مهول بجبل بوغيول ببلدية لمسان
اندلع، نهاية الأسبوع الماضي، حريق مهول بجبل بوغيول من الجهة الشمالية التابع في جزئه لبلدية لمسان وفي الجزء الآخر لبلدية مروانة، ما أدى إلى احتراق عشرات الهكتارات من الأعشاب اليابسة والأحراش الغابية وأشجار البلوط، في حصيلة أولية مرشحة للارتفاع بالنظر إلى امتداد ألسنة اللهب إلى عمق الغابات الجبلية الأخرى بكل من الرفاعة وتافرنت ببلديتي تاكسلانت وحيدوسة، وسط عجز كامل لجميع المعنيين من مصالح الغابات والحماية المدنية والبلدية عن الوصول إلى موقع الحريق، بسبب صعوبة المسالك وانعدامها في أغلب الأحيان. هذا، وقد شاهد سكان مروانة ووادي الماء وقصر بلزمة طوال نهار أمس أعمدة الدخان المتصاعدة في السماء وكذا ألسنة اللهب وهي تلتهم مساحات واسعة من الثروة الغابية، خاصة ليلة أمس الأول. كما شعر سكان هذه البلديات، على غرار سكان بلديات أخرى، كتاكسلانت ولمسان وحيدوسة وحتى نڤاوس ورأس العيون، بدرجات حرارة كبيرة وغير معتادة بسبب هذا الحريق الأول من نوعه منذ دخول فصل الصيف، من حيث حجم الخسائر الذي يرجح أن يكون سببه أحد الرعاة المتواجدين بالمكان.
سكيكدة…صيف أسود على ولاية سكيكدة:10 حرائق في ظرف يوم واحد وهلاك الكثير من الهكتارات
شهدت ولاية سكيكدة عبر مختلف دوائرها وبلدياتها، سلسلة من الحرائق، وهذا في ظرف يوم واحد، حيث شبت 10 حرائق حسب الحصيلة التي قدمتها مصالح الحماية المدنية بسكيكدة، وكانت الجهة الغربية للولاية أكثر تضررا من هذه الحرائق، ناهيك عن الجهة الشرقية، حيث تم تسجيل حريق ببلدية بوشطاطة وهلاك 6 هكتارات من الأدغال والأحراش، وكذا رمضان جمال الذي أتى الحريق الذي اندلع على 4 هكتارات من الأحراش و30 شجرة كاليتوس. كما عانت كثيرا محجرة الرومان بالحدائق وبلدية عين قشرة واد زقار وبين الويدان بتمالوس، تسببت في هلاك الكثير من الهكتارات المتمثلة في أشجار الكاليتوس، الفلين وكذا الأدغال والأحراش. وقد دامت عملية إخماد هذه النيران إلى ساعات متأخرة من ليلة الخميس إلى الجمعة، خاصة وأن منطقة جندل سعدي محمد بعزابة عانت هي الأخرى الأمرّين بعد نشوب حريق أتى على 12 من أشجار الكاليتوس وكذا الأحراش. هذا، وقد أكدت مصادرنا بأن الأسباب ما زالت لم تتضح بعد حول الأسباب المباشرة لاندلاع هذه الحرائق.
للإشارة، فإن دوار عمر بالقل هو الآخر لم يسلم من هذه الحرائق وكاد يتسبب في خسائر كبيرة، خاصة وأن الحريق شب بمحاذاة الخزانات المائية.
الحماية المدنية ومصالح الغابات أعلنتا الطوارئ أمس
يوم أسود في ڤالمة، ارتفاع درجة الحرارة، دخان النيران غطى كافة الاقليم، ورمادها تساقط على السكان
عاش مواطنو ولاية ڤالمة، نهار أول أمس، حالة من القلق والخوف جراء ارتفاع درجة الحرارة بفعل الحرائق التي شبت في الغابات المحيطة بها وعلى جميع الاتجاهات، وغطى دخان النيران المشتعلة الإقليم وتساقطت حبات الرماد على السكان، وكأنها فقعات الثلوج، وانقطع التيار الكهربائي لبعض البلديات لساعات، خاصة ببلدية حمام النبائل التي زرناها نهار أول أمس. وفي حدود الساعة العاشرة ونصف عند عودتنا، شاهدنا ألسنة النيران وهي تلتهب بغابات صفاحلي قرب مشتة خيارة الواقعة في أدغاله. وعند وصولنا إلى المدينة، لاحظنا حركة شبه كلية في حركة المرور والراجلين بفعل الحرارة المرتفعة، وعلمنا من مصادر مطلعة أن النيران تلتهب حتى في الجهة الشمالية للولاية. وفي صبيحة أمس الجمعة، أجريت جريدة “النهار” بڤالمة اتصالا هاتفيا مع قيادة الحماية المدنية، التي أعلنت حالة طوارئ قصوى نهار الخميس الأسود وأحصت العديد من الخسائر المادية في الغابات بإقليم ڤالمة.
فعلى مستوى مشتة الاربعاء ببلدية برج السباط الواقعة شمال غرب الولاية بنحو 60 كلم، أتلفت ألسنة النيران المشتعلة ما يقارب 200 هكتارا لغابات الفلين الممتاز و46 هكتارا من الادغال. وحسب قيادة الحماية المدنية، فإن عملية الإطفاء استمرت لأكثر من تسع ساعات، بداية من الساعة الواحدة زوالا إلى غاية التاسعة ليلا من يوم الخميس. ومن الأربعاء إلى الركنية الواقعة مع حدود ولاية سكيكدة، أتلفت النيران في نفس اليوم بمنطقة عين لقصب 03 هكتارات من الغابات تم غرسها حديثا، إلى جانب هلاك 27 هكتارات من الادغال. أما على مستوى بلدية لخزارة، فكانت حصيلة النيران الملتهبة 22 هكتارا من أشجار البلوط المغروسة حديثا والادغال والحراشيف الصالحة للرعي. كما أدت النيران المشتعلة بشرق الولاية على مستوى بلدية بوشڤوف، وبالضبط بمستثمرة فلاحية، إلى حرق 1.5 هكتارا من أشجار الزيتون واللوز، وإتلاف 03 هكتارات من الأحراش. أما الحريق الثاني، فأدى إلى إتلاف 13 هكتارا من الادغال، وفي نفس اليوم شب حريق بمحل تجاري للمواد الغذائية أدى إلى خسائر مادية، ومن حسن الحظ لم يخلّف أية ضحية في الأرواح.