تاجر ذهب ينصب على رجل أعمال في صفقة بيع “دوبلاكس” بالعاصمة
كشف ملف قضائي حمل في طياته وقائع وتفاصيل مثيرة للغاية، طرحته محكمة الجنح بالدار البيضاء. في أعقاب متابعة متهم موقوف يمتهن النصب على أصحاب المال، سبق وأن أصدرت في حقه محكمة الحراش أوامر ضبط وإحضار. على غرار متابعات قضائية طالته بمحكمة البليدة والقليعة، عن نفس الجرم. كما كشفت جلسة المحاكمة، وقائع متسلسة، عن صفقة شراء عقار تضمن مبنى يضم 3 شقق، بباش جراح. تقدر قيمتها إجمالا بـ3 ملايير و700 مليون سنتيم. حيث جرت الصفقة بين طرفي القضية المتهم “ز.فاروق” وضحيته “ح.محمد”.
في حين، جاء مثول المتهم “ش.محمد” أمام هيئة المحكمة بعدما جرى توقيفه من طرف مصالح الأمن بالعاصمة. بموجب شكوى تقدم بها رجل أعمال صاحب شركة تصدير واستيراد للذهب المدعو “ز.فاروق” مفاده تعرضه للنصب على يد المشتكى منه. الذي يعد أحد أصدقائه المقربين، والذي تجمعه به علاقة تجارية منذ سنوات في مجال المواد الغذائية. بحيث وقع النصب خلال صفقة شراء عقار بباش جراح، تقدر قيمتها إجمالا بـ3 ملايير و700 مليون سنتيم. مضيفا الشاكي أن المتهم منذ تاريخ 20 سبتمبر 2021، عندما استلم المبلغ بالمركز التجاري “كارفور” بحي زرهوني مختار بالمحمدية. لم يعد يرد على اتصالاته، رغم محاولاته العديدة بالاستعانة بابن شقيقه “س.سمير” الا أنه بدون جدوى.
وبناء للمعلومات الواردة، باشرت ذات المصالح تحقيقا في القضية، مكنتها من توقيف الفاعل وتقديمه للعدالة بعد التحقيق معه بمحاضر رسمية.
طالع أيضا:
العاصمة.. “مرڨازة” أحد مروّجي “الكاشيات” بأحياء باب الزوار في قبضة الأمن
القاضي يواجه المتهم والأخير يلبس ثوب الضحية
في حين واجه القاضي المتهم “ز.محمد” خلال الجلسة، بواقعة النصب المتابع لأجلها. حيث ردّ المتهم أنه تلقى عديد التهديدات من طرف الضحية، الذي كان يرسل له أشخاص إلى منزله. متزعما أنه قريب عقيد بالأمن العسكري، الأمر الذي جعله يقوم في بداية شهر جانفي 2022، ببيع منزله العائلي بباش جراح. بمبلغ مليار و200 مليون سنتيم، وسيارته من نوع “شوفروليه” مقابل مبلغ 102 مليون، وحتى مجوهرات زوجته. لتأمين حياة أفراد عائلته خشية من التهديدات التي كان يتلقاها من الضحية.
كما قال المتهم أن الضحية الذي تربطه علاقة صداقة وتجارية أيضا في مجال التجارة في الذهب المستعمل. وبيع وشراء المواد الغذائية، اتفق معه مؤخرا، على بيع عقار بباش جراح. يضم 3 شقق وجرى الاتفاق على مبلغ 3 ملايير و700 سنتيم، فتلقى عربونا من الضحية. غير أنه وبعد مشاكل في الاكتتاب، قام بإرجاع مبلغ الدين لضحيته كاملا. بحيث قام بإرسال أول شطر من المبلغ المالي بقيمة 250 مليون سنتيم بجانفي عن طريق قريبه “س.سمير”. وبحضور صديق له يدعى “عرباوي”. مردفا أيضا المتهم أنه بقي يرسل الأموال للضحية، عن طريق ابنه وقريبه في فترات متفرقة خلال جانفي لخمس مرات متتالية. وقدرت قيمتها بـ750 مليون سنتيم منها ما سلمها له هو بنفسه بإحدى المباني بحي العناصر بالعاصمة.
المتهم.. أحد أصدقائه سرق المبلغ المالي
وأضاف أنه وخلال مراحل تسليم الأموال للضحية، قام أحد أصدقائه المكنى “محمد ابيجو” تاجر ذهب بسوق الدلالة بباش جراح بسرقته. حيث أخذ منه مبلغ مليار و200 مليون سنتيم. ومنه واجهته عراقيل لتسديد المبلغ المتفق عليه لضحيته، وجراء التهديدات المتتالية، باع ممتلكاته خشية أي مكروه يتعرض له وعائلته.
كما تأسف الضحية “ح.محمد” مطولا عن الموقف الذي تعرض له. لكونه لم يكن يتوقع أن يقع ضحية نصب من قبل أحد الأصدقاء الذين يعدون محل ثقة لسنوات طوال. مؤكدا أن المتهم الحالي نصب عليه مبلغ 3 ملايير و700 مليون سنتيم، سلمه إياه بالمركز التجاري “كارفور” بالمحمدية. أمام مرأى الشهود من بينهم سائقه “ز.عبد الحفيظ”.
وأمام إصرار المتهم على إنكار ما نسب اليه، التمس دفاع الضحية، تعويضا ماليا قدره 4 ملايير سنتيم جبرا بالأضرار اللاحقة بموكله. والتمس وكيل الجمهورية توقيع عقوبة 5 سنوات حبسا نافذا في حق المتهم “ز.فاروق” مع الايداع بالجلسة. لتقرر المحكمة بإصدار حكما يقضي بإدانة المتهم بـ4 سنوات حبسا نافذا وغرامة مالية نافذة قدرها 100 الف دج. مع الزام المتهم دفع تعويض للضحية قدره 40 مليون دج، وايداعه الحبس من الجلسة.