بين مطرقة تزمت خطيبي وسندان أسرتي واقاربي..مهيبة العيد جعلت هامتي في الحضيض
سيدتي، بعد التحية والسلام لا يفوتني في هذا المقام أن أحيي وأثمّن جهودك خاصة وأنك لم تبخلي علينا أيام العيد المعروف عنه إنشغال المرأة الجزائرية بعديد الأمور، وأنا أعتبر نفسي محظوظة وأنا أجد لنفسي حيّزا طيبا عبر منبر قلوب حائرة ، لكن دعيني في البدء أتمنى عيدا سعيدا طيبا مباركا لقراء موقع النهار أونلاين.
سيدتي، أنا شابة في مقتبل العمر ، ماكثة في البيت بعد أن إستكملت مشواري الدراسي الجامعي وقد تمت خطبتي على أحد أبناء حيي وقريبا سيتم تحديد موعد زفافنا.
مشكلتي سيدتي أنني كأي فتاة أريد من خطيبي أن يعلي شأني ويرفع قيمتي بين الناس خاصة أقاربي وزوجات أخي، وكعاداتنا المتوارثة منذ القديم كنت أنتظر بشغف أن يقوم خطيبي بزيارتنا بمعية أهله حتى يمنحني حقي في مهيبة العيد.
هذا الشيء الذي إعتبره خطيبي أمرا مبالغا فيه، حيث أنني بهذا الإنتظار لا أقصد إلا أن ألوي ذراعه وأرغمه على تكبّد بعض المصاريف الزائدة التي ترهقه وتثقل كاهله، كون موعد زفافنا قريب، كما أنني في نظره ألهث وراء المظاهر ولا مناص لي سوى التباهي أمام قريباتي وبنات عمومي وعماتي .
سيدتي، متفهمة أنا للظروف ومقدرة أنا لكل التفاصيل التي ذكرها خطيبي، لكن صدقيني أنا لا أبتغي هدية فخمة أو مكلفة بقدر ما أنا مهتمة بأن يكون لي نصيب من تقدير أهل خطيبي الذي هو إبن الحي الذي ترعرت فيه، والذي يهمني كثيرا أن أحظى منه بما يسرّ قلبي بإسم تقاليد نشأت أنا وهو عليها و حتى أخواته البنات كان لهنّ نصيب منها.
هل أنا محقة سيدتي أم أن لي في الأمر مبالغة ومساس بكيان خطيب سيؤلمني منه كثيرا أن يحرمني مثل هذه الفرصة التي سأتذكرها ما حييت إن أنا حرمت منها. أجيبيني سيدتي رجاءا وأثلجي صدري بما من شأنه أن يمنحني مع نفسي إستقرارا.
أختكم ر.كوثر من الغرب الجزائري.
الرد:
سعيدة أنا من خلال هذا المنبر أنني أحظى بتقدير من يقرأون مضاميننا عبر منصة موقع النهار أونلاين، ولعل سعادتي تكمن في مختلف الشرائح التي أجدها تهتم بما ننشره من باب حرصنا على رأب كل الأصداع المتواجدة في العلاقات بين الأفراد الأقرباء منهم والمحيطين بنا. وممتنة للكلمات الجميلة التي لن تزيدنا إلا رغبة في إستكمال مشوار بدأناه منذ زهاء أكثر من عشرة سنوات بعون الله وتحت رعايته.
بنيتي، أي فتاة حالمة يكون لها نفس مطمحك وتريد لنفسها أن تحيا خيلاء ما بعده خيلاء إلى جانب من تختاره شريكا لحياتها، ولا يخفى على أحد أننا في مجتمعنا نعير عديد الإعتبار للمظاهر والشكل الاجتماعي ، حيث أننا لا نريد التفريط فيما من شأنه أن ينزل بكرامتنا أو كياننا أمام من يحبنا ومن لا يملك لنا من الحب ذرة .
نشات بنيتي على زخم كبير من التقاليد والعادات، ومهيبة العيد مثلما ذكرت والتي تعتبر هدية العروس من خطيبها في الأعياد والمناسبات باتت تثقل الكاهل نظرا للظروف الإجتماعية العصيبة التي يحياها أصحاب الدخل المحدود والمكونين لأنفسهم من شباب يرغبون الحلال وراحة والبال.
لا أعيب في رغبتك شيء بقدر ما أنا استنكر تضييقك الخناق على خطيبك الذي أظنه هو من يقف بين المطرقة والسندان أمام تحضيرات العرس وبناء مستقبلكما، وبين تكليف منك بأن يقتني لك هدايا قد يكون ثمنها مرهقا أو مكلفا بالنسبة له نظرا للغلاء الفاحش في كل شيء.
ولعلّ ما أمتعض منه بنيتي أنك لا تبحثين عن هذه العطية سوى لتحافظي على بريستيجك أمام أهلك واقاربك. قد يتحول تزمت الخطيب وأهله إلى عناد قد يدخل علاقتك طريقا مسدودا. فلا تتمادي في الأمور ولتتساهلي حتى ترضى نفسك.
من جهة أخرى، عليك أن تتخلصي من الإعتقاد أن خطيبك إن لم يقدم لك مهيبة العيد فإنه بذلك يقلل من قيمتك ويضحد وجودك-لا سمح الله-لأن الأصل فيما سيأتي بعد الزواج وأنتما تحيان تحت سقف واحد لكما من المسؤوليات ما سيجعلك تتنازلين عن بعض الحقوق كرمى لأن يعمّر زواجك.
وبدل كل هذا التجهّم حاولي أن تستغلي كل دقيقة بل كل ثانية في فترة الخطوبة الخاصة بك في التمعن في شخصية الخطيب ومعرفة طريقة تفكيره والتقرب منه أكثر فأكثر حتى تكون مفاتيح شخصيته بين يديك.
أدركي أختاه أن أجمل هدية في الكون هي تلك الروح التي يسوقها لنا القدر، روحا نحيا معها التناغم والحب وحلاوة العمر. روح نحسّ معها بالإحتواء والراحة، والتي لا يمكن لكل كنوز الأرض أن تحل محلها.
ردت: “ب.س”