بين مطرقة الصد وسندان الرغبة في الإستقرار.. أي طريق أسلكه؟
سيدتي، أتمنى أن تجدك رسالتي هاته وأنت في أحسن الأحوال، ويروق لي اليوم أن أكون من الحائرين الذين أبوا إلا أن يطرقوا أبواب صرح ركن قلوب حائرة عبر موقع النهار أونلاين. وأتمنى أن أجد ردا يعيدي إليّ إعتباري.
سيدتي، أنا إنسانة مجروحة بسبب زوجي، الرجل الذي خلته رفيقا لدربي ومرفأ أمان لقلبي.
لا تعيبي عليّ سذاجتي سيدتي، فهي والله شاهد على ما أقوله نابعة من حسن نيتي وصفاء سريرتي.
فأنا شابة في مقتبل العمر، إرتبطت على الطريقة التقليدية، وأنا أكن لزوجي كبير الإحترام والتقدير. اعشقه وأحبه لدرجة لا يمكن تصورها، وإن كان على ما يشعره تجاهيـ. فلا أخفيكم ان البرود أكثر ما يمارسه عليّ منذ إرتباطي به.
أحيانا أخاله قد تزوج بي فقط ليرضي والديه، وحتى لا تنتزع منه عديد المزايا التي منحه له والداه. والتي تعد في مجملها رصيدا معتبرا في البنك وحرية لا تنتهي.
لا وجود لأدنى مشاعرالمحبة بيننا، ولا حساب لكياني الذي يشبه العدم أمام زوج. لا أذكر أنني خضت معه يوما دردشة أو جلسة ليتقرب مني فيها. أو حتى ليتعرف على شخصيتي التي متأكدة أنا من أنها لا تشدّ إنتباهه بالمرة.
وبالرغم من كل هذا فأنا متيمة أنا بزوجي لدرجة يحسبني فيها الجميع غبية منكسرة خانعة. فأنا لم أفاتحه يوما فيما يؤلمني مخافة أن ينقلب عليّ.
كما أنني أتلقى أيضا إلتماسات الإعتذار من والديه اللذان يبجّلان ما أقوم به تجاهه من خدمة تشبه خدمة الجارية لسيدها.
شاكرين لي حسن بقائي بينهم وحفاظي على صورتهم وكيانهم أمام معارفهم وأقربائهم.
أحس بأنني ألغي شخصيتي وعنفوان قلبي أمام هذا الإنسان الذي لا يربطني به سوى اللقب الذي منحني إياه والذي أسعى جاهدة لصونه والحفاظ عليه.
لا أريد سيدتي أن أحاسبه حيث أنه يحيا حياته بالطول والعرض ويمارس أهواءه وطيشه بلا حسيب أو رقيب فقط حتى لا يتخذ قرار ركني على الرف وألتحق بركب المطلقات.
فهل يعقل هذا؟ هل يعقل أن أقايض سعادتي التي كنت أتوق أن أعانقها فقط حتى لا ابتعد عمن هو اليوم مثل الجلاد؟. أنيريني سيدتي بالله عليك، فلم يعد في قلبي صبر لما يحدث.
أختكم ف.لبنى من الوسط الجزائري.
الرد:
لا يوجد ما هو أصعب على المرء من أن لا يجد تقديرا ممّن يكن لهم كل الحب والإحترام. وإن كان الأمر اشدّ وطأة حين يتعلق الأمر بالزوجين. أدرك كثيرا حجم ما تعانيه من هم وغلب بنيتي.
فأنت ضحية شخص لم يمنح نفسه فرصة أن يتغلغل إلى غياهب قلبك الطيب حتى يمنحك ما تستتحقينه من رعاية ومودة.
أدرك أن حجم الخيبة التي تعانين منها كبير ومرير، لكنني أعيب عليك تركك الحبل على الغالب لشاب أحسبه مستهترا يقايض حبك بالسفالة والصّد.
كان عليك منذ البدء أن تنتفضي بذكاء وبلا صخب لكرامتك التي تهدر يوميا بتصرفات تعكس عدم إحترام هذا الزوج لقدسية ما بينك وبينه.
حيث يمكنه أن يحيا مثلما يريد وهو معك وليس مع أصدقاء قد يشحنونه بدورهم ضد. ويجعلونه يضعهم في خانة الأولويات في حين يضعك أنت في خانة الأمور التي لا فائدة منها.
أدعوك أيضا أن تقحمي حماك وحماتك فيما تكابدينه من همّ على يد إبنهم الذي أرادوا له صلاح الحال على يديك.
فلما لم يكن الأمر مثلما إشتهوا فمثّلوا عليك دور الممتنين الشاكرين لصبرك الذي سرعان ما سينفذ عندما ستستفيقين من غيبوبة الغفلة.
من حقك أن تعرفي محلك من الإعراب في حياة رجل قد تكون له خليلة يحيا معها الحب والهيام. وحليلة يمارس عليها التجاهل والتناسي.
ثم دعيني أذكرك أنك ستدفعين ثمن ما سكتت عنه غالياـ وستفقدين ثقتك في نفسك. وسترخصين قلبك أمام من لم أحس انك سعيدة إلى جانبه قط.
تخافين المواجهة فقط حتى لا تلتحقي بركب المطلقات، وتتجرعين ألم الخيبة فقط حتى لا تؤلمي من حولك. وأنت تسجنين قلبك وكل حياتك سجنا مؤبدا بسبب زوج هو من أجرم في حقك.
ردت: س.بوزيدي.