بين زوج خابت فيه ظنوني وأخت تخجل بطلاقي.. سأجن وأفقد صوابي
سيدتي، بعد التحية والسلام أهنئك على هذا الفضاء الرحب الذي وجدت فيه راحتي والدليل أنني أراسلك اليوم حتى أبعث لك بما يؤثر على حياتي تأثيرا بليغا.
كيف لا وأنا على حافة حياة جديدة بعد أن باشر زوجي إجراءات الطلاق. وباتت أختي ابنة أمي وأبي تتذمر من انتقالي للعيش بين والداي وتصفني بمن سيخرب عليها حياتها ويمس بكرامتها وخاصة كيانها.
حقيقة سيدتي، فأنا أصغر أخواتي وقد تزوجت بمن اخترته رفيقا لدربي قبلهنّ وهذا بالرغم من رفض والداي وخاصة والدتي للأمر. حيث أنها نصحتني بالتريث والصبر إلى أن أنضج وتتزن نظرتي للحياة.
صممت على رأيي وتزوجت وأنجبت أبناء، اليوم وجدت نفسي معهم في خانة المنسيين إلى جانب زوج متغطرس وغير مسؤول. لم يكن يوما مثالا للزوج الصادق ولا الأب الحنون. ما دفعه لأن يباشر في الطلاق لمجرد أنني طلبت منه ذلك.
المشكلة اليوم في أختي التي لا تريدني أن أعود أدراجي إلى بيتنا. فهي ترى أنني أخرب عليها حياتها خاصة وأنها مخطوبة وهي مقبلة على الزواج. كما أنني في نظرها سأجلب ألسنة الناس التي ستلوك سمعة أسرتنا بالسوء.
كل هذه الحيرة أحيا تفاصيلها ما جعلتني محطمة لا أقوى على الإستمرار ولا حتى على التماسك. فالحري بمن هي في مثل وضعيّتي أن تجد من الإحتواء والحب الكثير. وليس كل هذا التجهّم الذي بموجبه بات والداي يتصرفان تجاهي بنوع من البرودة. وكأنهما يوافقانها الرأي.
أنا في حيرة سيدتي وأريد أن أجد حلا لما أنا فيه، فطلاقي نهاية حتمية لما أنا فيه. كما أنّ تصرفات أختي تزيدني حزنا وألما، فهل من نصيحة؟
أختكم ك.لبنى من الشرق الجزائري.
الرد:
قرأت رسالتك بكل تمعن وآلمني بنيتي ما تعانينه من ضغوطات جعلتك بين المطرقة والسندان.
أحتار لمن يرمون الناس بالطوب لمجرد أنهم يخالون أنفسهم أنهم حظوا بالدنيا واغتروا بها. يصدرون أحكاما ويسلطون عقوبات وقد يقتلون أرواحا بسمومهم النفسية التي تدمر وتعصف بالصميم.
أحس بما تكابدينه أختاه، فأنت تحتاجين من ينتشلك من غياهب الحيرة. لكن هذا غير مخول لك في الوقت الحالي بسبب أختك سامحها الله. التي كان الأجدر بها أن تكون لك صدرا حنونا في محنتك لا سيفا تغرس أوصاله في قلبك المجروح.
كان الحري بك أن تفتحي معها باب الحوار وتفهميها أن ما يحدث معك لا يعدو إلا أن يكون نصيبك من الدنيا. فلم تكوني يوما لتتصوري أنه سيكون مآلك الطلاق على يد من أحببت وتمنيته رفيقا لك طول العمر.
من جهة أخرى، على أختك أن تتفهم الأمر وتحتوي الوضع ما دام ليس عيبا. فأنت لم تدنسي شرف أسرتك في الوحل بل عدت أدراجك بموجب غطرسة زوج لم يعي قيمتك.
البريستيج وقوة الشخصية لا يعني ان نتخلى ونتملص من كل من يحيطون بنا ويعنون لنا الكثير. فتفكير أختك خاطئ وليس له من الصحة شيء.
حيث أنه من المعقول أن تحتضنك أنت وأولادك وخطيبها بما يجعلك تقفين على رجليك من جديد.
كما أنه من الضروري أن يلمس منها الجميع هذا الأمر حتى تكوني مرحبة بينهم بالقدر الذي يجعل حياتك تستمر على وتيرة طيبة.
لست مضطرة لأن تحيي من الضغوطات شيئا، فما تكابدينه اليوم يكفيك. وعن أختك فعلى تجربتك أن تكون درسا لها لأنه لا احد منا يعلم ما سيناله غدا من مصير سوى الله.
ردت: س.بوزيدي.