بين أهلي وزوجي جهودي ذهبت في مهب الريح

تحية طيبة سيدتي، منذ مدة طويلة وأنا أكتم في صدري الحال الذي آل إليه الوضع بين أهلي وزوجي. بعد أن حصل بينهما سوء تفاهم بسبب بعض المشاكل لا أريد الخوض فيها الآن، لأن النتيجة هي التي تهمني اليوم، وأن أجد حلا لها، لأن الأمور تفاقمت وصار يمنعني من زيارتهم أو حتى التحدث إليهم عبر الهاتف، فبالرغم من مبادرتهم بالاعتذار إلا أنه يتنازل، وبقي دوما يذكرني بما حصل.

بين أهلي وزوجي جهودي ذهبت في مهب الريح

بالمقابل أنا أتعرض لكثير من الظلم من أهله. لكنني لا أواجهه بها حتى لا تكبر الأمور، وأكثر من كل هذا وذاك سيدتي فهو يهدنني بالطلاق إن أنا تعاطفت مع أهلي، وهكذا وضعني بين المطرقة والسندان، بين أولادي وحياتي الزوجية التي ضحيت فيها بالكثير، وبين أهلي،  أشيري عليَّ ماذا أفعل؟ علما أن زوجي حساس جدا وعصبي.

أم سمير البليدة

الــــــــــــــــــــــرد:

تحية أجمل سيدتي، ومرحبا بك في هذا المنبر، واضح جدا المعاناة التي تعيشينها، فليس هناك أقسى من تجد المرأة نفسها مخيرة بين طرفين لا يمكن الاستغناء على أي منهما، لكن تأكد أن الأمور سوف تتحسن بكثير من الصبر منك وإصرار على إقامة الصلح بينهمات، في البداية أشكرك لثقتك، كما أثمن كثيرا على حرصك الكبير لعدم تعريض أسرتك للشتات من جهة، وإدراكك الكبير لأهمية تحسن العلاقة بين زوجك وبين أهلك من جهة أخرى.

عزيزتي يبدو أن زوجك فعلا غضوب ولا يغفر بسهولة، لهذا فإن أول ما أنصحك به هو   التغافل أحيانا، والسعي لكسب ود زوجك وملاطفته والقيام بحقوقه بعيد عن أي تأثير سلبي لعلاقته بأهلك.

أما عن منع زوجك لك من التواصل مع أهلك فهذا ليس من حقه، ولكن تعقلي فينبغي عليك مداراة الوضع وتحيُّن الفرص برفق وملاطفة للحوار معه حول هذا الأمر مُبينة له أن مدى الحب الذي تكنين في قلبك له، وانك بالرغم من كل شيء أنت تقدرينه وتحفظين عشرته، ذكريه بأن صلة رحمهم تقربه من الله، وأكدي له قولا وفعلا بأن صلتك بأهلك لن تنقص من قدره، ولن تؤثر على حياتكما بأي شكل من الأشكال.

لا تقفين وقفة المتفرج السلبي بل كوني إيجابية حكيمة رفيقة توازنين بين الأمور ومصالح كل الإطراف بما يحفظ لك بيتك وعلاقتك بزوجك، وتكادي أنك مأجورة على كل مساعيك، وأكيد سيكون الله في عونك وتزول كل الخلافات ويعم الصفاء بينكم ويسود الوئام.