بوعلام …الرجل المفتخر بعمله كمنظف لإسطبلات الحيوانات
عامل بسيط وجدناه بالقرية الإفريقية بحديقة الوئام ببن عكنون ، لفت انتباهنا بالتحديد بإسطبل الجمال منهمكا في العمل و الاعتناء بالحيوانات ، وبدافع الفضول تقربنا من السيد في البداية رفض التكلم معنا لكثرة خجله
لكن بعد إلحاحنا، تحدث لنا عن اختياره أن يكون وسط الحيوانات و الطبيعة من خلال عمله كمنظف وهو يفتخر به.
“بوعلام” أب ل 3 أطفال واحد أبناء الجزائر اللذين اجتهدوا ا ليضمنوا لقمة عيشهم أمام الظروف المعيشية الصعبة ، فضل أن يكون عامل نظافة بحديقة الحيوانات بعد أن تخلى عن عمله كمدرب في الملاكمة ، بعدما مارس الرياضة لمدة 15 سنة ببلدية بلوزداد و تحصل على شهادة مدرب في الملاكمة .لكن بعد زواج” بوعلام” شاءت الأقدار أن يعجز في التوفيق بين المنزل و عمله كمدرب من ناحية المصاريف فقرر الاعتزال ، ثم انتقل للعمل كميكانيكي عام عند احد الخواص ببلكور و بالقرب من منزله في ظرف جد قصير ترك العمل مرة أخرى .
بوعلام ذو 46 سنة اختار بنفسه العمل كمنظف بإسطبل الحيوانات ، توجه لوحدة الحيوانات و النباتات و تقدم بطلب للإدارة ، في سنة 1997 باشر مهمته، حيث وجه في البداية إلى إسطبل خاص بالأسد ليعتني به من تنظيف و توفير المأكل و المشرب، علما أن الأسد من الحيوانات المفترسة ، و يروي لنا كيفية تعامل الإنسان مع ألحيوان المفترس و الذي كان في بادئ الأمر يعرف مخاطرها لكن بعد التعامل معها يوميا أصبح الأمر جد عادي فهو يتعامل مع الفيل و الأسد و الجاموس الإفريقي بصفة جد عادية لان الحيوان يضيف بوعلام يعرف الشخص الذي يعتاد الدخول إليه فيألفه في مدة جد قصيرة وهذا لا يعني زوال خطر الحيوانات المفترسة.
و عن الأجر الذي يتقاضاه رفض الكشف عنه و يقول ” الحمد لله على شرف العمل الذي أمارسه و اكتسب لقمة عيشي بعرق جبيني ” في حين يعاني بوعلام من مشكل النقل اليومي خاصة بعد ترحيله و عائلته من بلدية بلوزداد بعد انهيار سكنهم إلى شاليهات بدرقانة سنة 2005 و الذي مازال إلى يومنا هذا يعاني من مشكل السكن خاصة في فصل الشتاء أين ازدادت صعوبة تنقل بوعلام إلى بن عكنون علما انه يباشر العمل من 8 صباحا إلى 4 مساء.