إعــــلانات

بن لادن أرسل 7 مبعوثين له الى الجزائر على مدار 9 سنوات لكنهم قتلوا أو اعتُقلوا

بن لادن أرسل 7 مبعوثين له الى الجزائر على مدار 9 سنوات لكنهم قتلوا أو اعتُقلوا
أسامة بن لادن خطط لإقامة إذاعة سرية بالجزائر
كشفت شهادات عبارة عن وثائق أعدها قيادي في تنظيم القاعدة، ونشرتها منتديات ومواقع محسوبة على التنظيم الإرهابي، عن علاقة أسامة بن لادن، بـ”الجهاديين” في الجزائر منذ بداية سنوات التسعينات، وعمله على تجنيد المقاتلين الجزائريين تحسبا لإطلاق الإرهاب، حتى قبل توقيف المسار الانتخابي، وكيف كان بن لادن يسعى لتحويل منطقة الصحراء الكبرى الممتدة من جنوب الجزائر الى غاية جنوب مالي والنيجر والتشاد الى ساحة حرب مفتوحة منذ أكثر من 25 سنة.
تحت عنوان “رسائل من دفتر مجاهد” أطلق قيادي في تنظيم القاعدة يطلق على نفسه اسم “أبو أكرم هشام”، شهادات مكتوبة حول مسار الإرهاب في الجزائر من انطلاقته في بداية التسعينات الى غاية انضمام تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال الى تنظيم القاعدة العالمي ومبايعة بن لادن زعيما للتنظيم.
وجاءت تلك الشهادات في جزءين، الأول منها خصص للحديث عن محاولات بن لادن تأسيس جبهة في الجزائر والصحراء الكبرى حتى قبل توقيف المسار الانتخابي في الجزائر، والجزء الثاني مخصص للحديث عن رحلة أحد مبعوثي بن لادن الى الجزائر وهو اليمني القيادي في تنظيم القاعدة المعروف باسم “ابو محمد” الذي قضى عليه الجيش في عملية عسكرية بباتنة.
في بداية شهادته، يقول الإرهابي “ابو أكرم هشام” إن بن لادن خطط لإطلاق “الجهاد” بالجزائر مباشرة بعد اضراب الفيس في ماي 91، حيث شرع في تهيئة المضافات في أفغانستان وخصصها للجزائريين منذ سنة 91، كما أنه قام بتسليم معسكر الفاروق في أفغانستان ومعسكر بدر في جلال أباد الباكستانية وبكامل عتادهما وما فيهما للجزائريين لتدريب المجندين الجدد القادمين من الجزائر.
كما كشفت الشهادة أن بن لادن تكفل أيضا بمصاريف توافد الجزائريين الى معسكرات التدريب وهجرتهم من الجزائر الى غاية أفغانستان.
وفي بداية 1992، أرسل بن لادن، مجموعة من الجزائريين الأفغان الى الصحراء الجزائرية لاستطلاع المنطقة، بحكم أن لهم علاقات مع أهلها، غير أن مجموعة الاستطلاع تلك تعرضت إلى اعتداء من طرف قطاع طرق وتعرضوا لسلب أموالهم وسياراتهم مما اضطرهم إلى الرجوع.
وفي وقت لاحق، وبعد أن تراجع النظام المغربي عن مساعدة قادة الإرهاب في الجزائر، وعلى رأسهم عبد الحق لعيايدة، بعدما كان يستضيفهم ويغض الطرف عنهم للضغط على النظام الجزائري بسبب قضية الصحراء الغربية، اضطرت مجموعة من الجزائريين يقودهم الإرهابي “أبو الليث المسيلي” الى السفر من المغرب الى السودان التي استقر بها بن لادن، وكان هذا الأخير في استضافتهم فساعدهم بالمال والنصح.
وتضيف نفس الشهادة أن بن لادن سعى عن طريق إحدى الهيئات الخيرية في السعودية، التي كانت تنشط في مجال الدعوة في النيجر لترتيب بعث النشاط الإرهابي في الجزائر واتخاذ منطقة الصحراء الكبرى معقلا ومنطلقا للنشاط.
وفي صيف 1993، أوفد بن لادن إرهابيين أحدهما جزائري والآخر ليبي، وعند نزولهما في مطار النيجر تم اعتقالهما وجرى التحقيق معهما، ثم سجنهما، ليقوم بن لادن بعد ذلك بتنصيب لجنة خاصة لمتابعة ما يجري في الجزائر.
وكان من نتائج ذلك الاهتمام المتزايد هو أن قام بن لادن بالعمل على إدخال قياديين من عناصره لمساعدة عناصر الجيا في التخطيط، فاختار في البداية الإرهابي أبو عبيدة البنشيري وهو أحد قدامى العرب الأفغان غير أن تلك الفكرة لم تتجسد، كما حاول بن لادن إرسال عتاد تقني لقادة الجيا للشروع في بث إذاعي من داخل الجزائر، غير أن تلك الخطوة لم يكتب لها النجاح، دون أن يوضح كاتب الشهادة أسباب وتفاصيل ما حصل.
وفي صيف 1994، أرسل بن لادن مبعوثا له وكان جزائريا، الى قادة الجيا في الجزائر، وقد تم تكليفه بربط عن طريق جماعة  الصحراء، حيث تمكن من ملاقاة الإرهابي بلعور المكنى “خالد أبي العباس” في النيجر وعند دخولهما الجزائر أبلغ بلعور الأمير “عبد الباقي الأغواطي” بالأمر وتنقلا سويا إلى معقل إمارة الجيا للعمل على بدء نسج العلاقة مع بن لادن.
وفي رمضان بداية سنة 1996، يقول الإرهابي أبو أكرم هشام أن بن لادن أرسل موفدا آخر الى الجزائر وكان اسمه “عبد الحق الجزائري “، حيث دخل الجزائر عبر الصحراء ومنها الى منطقة في تيارت، لكنه وقع في طريقه نحو الشمال، في كمين للجيش قبل أن يتم القضاء عليه، رفقة إرهابي من جنسية ليبية يحمل كنية “عبد الشكور الليبي”.
وفي صيف 2001، وصل إلى الصحراء الجزائرية إرهابي آخر كان أحد قيادات تنظيم القاعدة، وأحد أبرز المقربين من لادن، يدعى “أبو محمد اليمني” لربط الاتصال بالجماعة السلفية للدعوة والقتال.
وقبل دخوله الجزائر، وصل المبعوث اليمني الى عاصمة النيجر ثم صحرائها أين كان عناصر من الجماعة السلفية في انتظاره وعلى رأسهم بلعور الذي رافقه الى غاية مقتله، فتنقلا سويا إلى صحراء مالي أين تم ترتيب الرحلة نحو الشمال باتجاه الجزائر، وتحديدا الى سلسلة “جبل بوكحيل”  بالجلفة، متجهين نحو معاقل إمارة الجماعة السلفية، غير أنه تقرر في آخر لحظة تغيير المسار، حيث تم الاتفاق على التنقل نحو الشرق ثم الوسط، فكانت أول محطة هي تبسة أين تم اللقاء مع عبد الرزاق البارا، الذي طلب من المبعوث اليمني ومرافقه بملختار مرافقته الى الصحراء، فتم ذلك.
 وبعد وصول وفد الإرهابيين المكون من 40 شخصا، الى صحراء مالي تقرّر فتح أول معسكر تدريب، وهو الأمر الذي حصل، وبعد 8 أشهر، وتحديدا في بداية شهر أوت من عام 2002 عادت المجموعة الإرهابية الى الجزائر، وتحديدا الى تبسة قرب الحدود التونسية، حيث جلب البارا معه لعناصره رشاشا ثقيلا من نوع دوشكا 12.7 ملم.
وبعد أيام تم التنقل الى باتنة لزيارة ارهابيين من كتيبة كانت تستقر قرب مدينة باتنة، ومنها الى منطقة جبل “تيرشِوين” بضواحي نقاوس، أين تم رصد تحركاتهم من طرف الجيش فتمت محاصرتهم، وقتل المبعوث اليمني لبن لادن، فيما تمكن بلعور من الفرار.
رابط دائم : https://nhar.tv/xecte
اقرأ أيضا