بن صالح يؤكد ان التجمع الوطني الديمقراطي استعاد تماسكه و حضوره في المشهد السياسي الوطني
أكد الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي عبد القادر بن صالح اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة أن هذا الحزب “استعاد بريقه و تماسكه و حضوره في المشهد السياسي الوطني” بفضل “الخيار التوحيدي” الرامي إلى نبذ الخلافات في صفوف التجمع. و في أول يوم من أشغال المؤتمر الرابع للتجمع الوطني الديمقراطي توجه السيد بن صالح إلى الحضور الذي ضم عددا من المناضلين الذين كانوا قد انسحبوا أو جمدوا نشاطهم خلال العهدة الأخيرة للأمين العام السابق أحمد أويحيى مثمنا “التجاوب الكبير” الذي أبدوه عقب فتح الباب أمامهم للعودة إلى أحضان التجمع. و أثنى في هذا الصدد على “روح المسؤولية العالية” التي ميزت سلوك المناضلين الذين اختاروا “القبول بمبدأ التنازل لفائدة المصلحة العليا للحزب” مما سمح بتجاوز الأزمة التي مر بها الحزب مؤخرا و التي كانت “أكبر من امتحان و أقل من محنة” -على حد تعبيره– و بالتالي عقد هذا المؤتمر. و للتذكير فقد فصل الحزب في وقت سابق بعض اطاراته و مناضليه ترشحوا في قوائم انتخابية غير قوائم التجمع خلال الاستحقاق التشريعي السابق (2012) علما بان القانون الاساسي للحزب يقضي بان من يترشح في قوائم غير قوائم الحزب يفصل نفسه من التجمع تلقائيا. و بعد استقالة الامين العام السابق أحمد أويحيى من منصبه على راس التجمع في جانفي 2013 عمد الامين العام بالنيابة الى اعادة ادماج كل الذين فصلوا من الحزب. و للاشارة قد شهد المؤتمر الرابع للتجمع تغيب السيد أويحيى لأسباب تتعلق بأدائه ل”مهام رسمية” كما اوضح السيد بن صالح في كلمته فيما حضرت العديد من الوجوه التي تغيبت في الآونة الأخيرة عن المشهد فضلا عن قياديي عدد من الأحزاب السياسية الوطنية. و في هذا الصدد ركز السيد بن صالح على “ضرورة الابتعاد عن ثقافة الإقصاء و ممارسات التهميش” و هو المنهج الذي أكد أن الحزب سيواصل عليه ضمن رؤيته المستقبلية “لأن حل المشاكل لا يمكن أن يكون خارج إطار الحوار و بعيدا عن سماع الرأي الآخر”. و توجه من جهة أخرى إلى الأطراف التي ما فتئت تطرح أسئلة “مبطنة” حول تشكيلته السياسية حيث أكد أن الحزب “لم يلد من فراغ و لم يكن وليد أمزجة” بل هو يمثل “القوة الكامنة في وجدان الجزائريات و الجزائريين الذين انتفضوا ضد الإرهاب و الظلامية” ليكون بذلك قد “خرج من رحم الجزائر العميقة في سنوات الدم و المقاومة”. و لفت أيضا إلى أن التجمع لا يحتكر المشهد السياسي بل “يؤمن بالتعددية و يعمل على ترسيخ التقاليد الديمقراطية”. و بخصوص المؤتمر الرابع أبرز الأمين العام للتجمع حرص هذا الأخير على التكيف مع قوانين الإصلاحات الجديدة التي أقرها الرئيس بوتفليقة على غرار تطبيق مبدأ تخصيص 30 بالمائة من المقاعد للعنصر النسوي و 25 بالمائة منها للشباب. كما كشف عن تغيير “هام” سيطرأ على القانون الأساسي للحزب من شأنه –كما قال– “تغيير الأساليب و الممارسات و توضيح طريقة العمل المستقبلي “و هو ما يعد “التغيير الحقيقي”. و على صعيد آخر دعا السيد بن صالح من يعمل على نشر صورة سوداوية للواقع الجزائري إلى “الابتعاد عن نهج خلط الأوراق و زعزعة الاستقرار في البلاد و المساس بتماسك مؤسساتها” و هما العاملان اللذان وصفهما ب”الخطوط الحمراء”.و في سياق ذي صلة حيا رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي “قاد الجزائر (…) نحو بر الأمان و أرسى دعائم الأمن و الاستقرار الذي افتقده الشعب طويلا” من خلال مبادرته بالمصالحة الوطنية معرجا على الإصلاحات العميقة التي أقرها الرئيس بوتفليقة على شتى الأصعدة.