بسبب انعدام فرص العمل وبحثا عن التواصل…مقاهي الأنترنت الملاذ الوحيد لتحدي الفراغ ونسيان الحرارة بورڤلة
أضحت مواقع الدردشة والمحادثات الإلكترونية من أكثر المواقع المستخدمة من طرف الشباب بمقاهي الأنترنت. وحسب استطلاع ميداني ببعض مقاهي المدينة التي استمالت وفودا كبيرة من الناس في فصل الصيف، معظمهم شباب تتراوح أعمارهم ما بين 14 و40 سنة، فقد لوحظ أن أغلب المتوافدين على مقاهي الأنترنت بورڤلة يستخدمون skype، yahoomessenger وكذا msn chat، بالإضافة إلى مواقع أخرى خاصة بالدردشة والتشاتش.
وحسب أحد مسيري قاعات الأنترنت بورڤلة، فإن هناك فئات من مستخدمي مواقع الدردشة، فمنهم من يحسن استعمالها وآخرون يسيء لها، موجها اهتماماته للتسلية وملء الفراغ والنفاذ إلى المواقع الجنسية، مستغلا في ذلك انعدام الرقابة، وهو العامل الأساسي الذي جمع هؤلاء الشباب بهذه المقاهي في هذا الفصل طول النهار، إلى جانب الهروب من الحرارة المرتفعة التي تشهدها هذه الأيام ورڤلة المدينة وما جاورها من ضواحي، فضلا عن البطالة والفراغ الرهيب التي يحيط بهم.
فقد أصبحت هذه المقاهي الملاذ الوحيد لهؤلاء الشباب وبالتالي الغوص في ذلك العالم الافتراضي الذي بات يؤثر على حياة عدد من مستخدمي هذه الشبكة بصورة سلبية، مما يؤدي إلى انعزالهم عن العالم الواقعي. ويرى بعض الشباب البطال بمدينة البترول “ورڤلة” أنهم لو تحصلوا على مناصب عمل لما كان لديهم كل هذا الوقت الذي يقضونه بالتشات للبحث عن فرص عمل بالدول الأجنبية، أو بهدف التواصل مع أشخاص من مختلف الجنسيات لملء الفراغ، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات البطالة في الجزائر، مما يجعل الشباب يلجأون الى مثل هذه الأماكن لإنشاء علاقات صداقة وحب وهمي مع الجنس الآخر، والتي غالبا ما تؤدي إلى حدوث تجاوزات أخلاقية خطيرة في ظل تطور تقنيات الكاميرا الرقمية “webcam” الموجودة في غرف الدردشة.
والشيء الذي يستغربه الكثيرون، وحتى أصحاب هذه المقاهي، هو من أين يحضر هؤلاء الشباب البطال المال الكافي لقضاء عدة ساعات على أمواج مواقع التشات إذا كانت البطالة هي التي تدفعهم إليها؟ لكن ما يؤكده علماء الاجتماع هو وجوب الرقابة من طرف الأسرة بالدرجة الأولى ومصاحبة أبنائهم، بالإضافة إلى دور المجتمع والدولة المتمثل في تجسيد هذه الرقابة التي تبدأ جذورها من الوالدين عن طريق غرس القيم الدينية في نفوس الأطفال، وخاصة منهم المراهقين، باعتبارهم الشريحة الأكثر تضررا من هذه الظاهرة.