براءة تعيش قصص حب و غرام في المدارس الابتدائية
اعتدنا أن نسمع ونرى قصص حب وغرام دارت بطولاتها بين الفتيات والشباب الذين بلغوا سن الرشد في مختلف الأماكن كالجامعات ومرافق التسلية واللهو
واعتبرناها أشياء وخيمة التي كثيرا ما تنتهي بنتائج سلبية تكون الفتاة هي الضحية رقم واحد ونادرا ما تكللت بالنجاح وتم اقتران الطرفين ولكن أن نكتشف حقائق تحملها وتمارسها براءة في سن الزهور لايتجاوز سن اكبر طفل منها الثالثة عشر تقيم علاقات عاطفية مع بعضهم البعض في المدارس الابتدائية شيء في غاية الأهمية والخطورة فقد يتعرضن لاعتداء يفقدن من خلاله شرفهن. ليتغير هدف المدرسة وتصبح” مدرسة العشاق الصغار”
اقتربت” النهار” من إحدى المدارس المتواجدة ببلدية عين وسارة بولاية الجلفة التي تبعد عن العاصمة ب210كم وكانت لها أن انتظرنا موعد خروجهم و التقت بتلاميذ الصف السادس وتحدثت إليهم”ابتسام ،حنان ، شهيرة ،أمينة “، وأخريات ممن تحدثن معهن: براءة تقيم علاقات مع أطفال في مثل سنهم رغم تكتمهن للأمر لكننا هذا ما لاحظناه خلال استجوابنا لهن بحيث منحناهن كل الحب والثقة لمعرفة ما تخفي قلوبهن، كان الأمر في البداية صعب فمناقشة مثل هذه المواضيع يستدعي سلب عقولهن أولا ليجدن راحة فيسردن علينا بعض القصص العاطفية التي تدور بينهن وبين بعض زملائهن من الذكور. دار الحديث في البداية مع “ابتسام” 11سنة ،وكان حول الدراسة والامتحانات فهي التلميذة النجيبة والمجتهدة في مدرستها حيث تحصلت على معدل9،75من 10حين سألناها عن وضعية عائلتها الاجتماعية ذكرت أنها جيدة مقارنة مع زميلاتها فمنهن من يعشن الفقر وأخريات كن ضحايا تفكك اسري أما البعض الأخر فهجر والدهن ولامبالاة أمهاتهن أثرت سلبا على تحصيلهن الدراسي ومن ثم شعور كل فتاة بفراغ عاطفي لتملاء ه بمحاكاتها مع الجنس الأخر كما قالت ابتسام”سمية تتكلم كثيرا مع الذكور كما ألاحظ بعض النقود بحوزتها رغم أن عائلتها تعيش البؤس فكيف لها بذلك المبلغ ” لتضيف فتاة أخرى اسمها”شهيرة”مدعمة كلام ابتسام” أتعرفين أمينة التي تصاحب زميلنا احمد وهي تكتب اسمه دائما على كراريسها كما أنها تبادله رسائل حب”.تركنا الحوار للشلة الصغيرة لتكشف أسرارها فالكل يتكلم عن زميله ويخفي هو الأخر أسراره.
هي نتاج الاختلاط و انعدام رقابة الأولياء
أكدت الأخصائية النفسانية “أشاشي نعيمة” في حديثها مع النهار أن إقامة علاقات عاطفية في غالب الأحيان تكون مابين سن16 فما فوق أي أثناء سن المراهقة والتي حددتها مابين14 و18سنة حيث تشعر الفتاة بتغيرات جسدية ونفسية فيتبين لها أنها كبرت ومن هنا تنشا في نفسيتها حب الذات وإظهار شخصيتها للجنس الأخر وتقول ذات المتحدثة فيما يخص أن تقيم طفلة لم يتعدى سنها11سنة علاقة عاطفية فهذا راجع لوجود رغبات شخصية تفتقدها لظروف عديدة أرادت الفتاة إشباعها من خلال اختلاطها مع الجنس الأخر كما أن عدم مراقبة الوالدين للاطفالهم خلال تعرضهم لمشاهدة البرامج التلفزيونية وخاصة الأفلام العاطفية لفترة طويلة واحتكاكهم مع من هم اكبر سنا يقودهم إلى متاهات والانزلاق نحوهم ومجاراة سلوكياتهم مع منهم في مثل سنهم وتطبيقها على ارض الواقع .فيما أفادنا الإمام” مفتاح شدادي” أن ظاهرة العلاقات العاطفية بين الأطفال في سن مبكر تعود أساسا إلى غياب الوازع الديني للأسر وانعدام الرقابة من طرف الوالدين كما أطلق العنان والمسؤولية الكاملة على الأم باعتبارها القريبة من أبنائها.