بالصور.. “الكوكب العملاق” تعلن ميلاد مسرح الطفل الجديد في الجزائر
خطفت مسرحية “الكوكب العملاق”، مساء اليوم الثلاثاء، كل الأضواء بعد عرض باهر سحر قلوب الأطفال الذين احتشدوا في طوابق المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشتارزي.
ووسط إجماع العائلة الفنية الكبيرة على اعتبار ثاني نتاجات مسرح بسكرة الجهوي هذا الموسم بمثابة “شهادة ميلاد جديدة لمسرح الطفل في الجزائر.
وفي عرض من نوع المسرح البيئي أخرجه محمد إسلام عباس عن نص رشيد شبلي، حُظي البراعم والفتيان بكل توابل العمل الركحي المتمايز فرجة ولعبا وجمالا وإثارة وتشويق ومتعة ورسائلية، ساهم في تصنيعها المنتج أحمد خوصة، والدراماتورج رابح هوادف، والملحّن فؤاد ومان والكوريغرافي رياض بروال، فضلاً عن السينوغرافي سليمان بدري.
وتعدّ “الكوكب العملاق” مسرحية تعريفية للأطفال بالكوكب الأكثر اتساعًا في الكون، وهو كوكب المشتري الذي يعد الدرع الواقي للحياة على الكوكب الأرضي بكتلته الضخمة ومجاله المغناطيسي القوي.
ورغم حداثة عهدهم بعالم المراكحات، إلاّ أنّ نقص التجربة لم ينل من عزيمة طاقم التمثيل الشاب، حيث برز الإبداع على أفعال محمد خرشوش، لزهر رحماني، إلهام رحماني، سفيان سرسوب، إيمان حفيان، عماد الدين مقداد، سارة عبد الحفيظ ومحمد قطاف، على وقع مرافقة تقنية رصينة للريجيسور وتقني الصوت عبد المجيد رحمون، وتقني الإضاءة صالح صبطي.
ويحثّ العمل، الأطفال على تحصين البيئة والحفاظ على الأرض من مخاطر التلوث، من خلال حوار مجازي بين ممثل الكوكب العملاق والشخصيات السبع، وعبر ومضة استمرت 58 دقيقة، سعى طاقم مسرح بسكرة الجهوي لتكريس قيم الطبيعة وتكريس الوعي لدى الصغار، كما الكبار بحتمية تحصين الكوكب الأرضي ضدّ ما يهدده من تدهور وأخطار وممارسات سلبية مضرّة بتوازناته.
ويدعو الكوكب العملاق الأطفال للتصدي إلى أعداء الطبيعة وقوى التلويث، في رحلة ساحرة تستكشف الكون ظلالاً وثمارًا وزهورًا وجمالاً وانتعاشًا وأملاً وتجددًا.
وفي كلمته بالمناسبة، أوعز الأستاذ أحمد خوصة مدير مسرح بسكرة الجهوي، أنّ الجزائر بحاجة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، إلى مسرح راسٍ في الحاضر، يكون له معنى، الطريق طويل لكن علينا قطعه، لذا يصمم مسرح بسكرة على العمل بتفانٍ على دفعه عبر ترسانة من الورشات والاتفاقيات والإشتغالات على أكثر من صعيد.
وجدّد خوصة عزم مسرح بسكرة الجهوي على تطوير مسارات مسرح الطفل، واستثمار الطاقات والمواهب، ولتكن مسرحية الكوكب العملاق مشتلة لأسئلة نابضة بالبحث والابتكار والارتقاء.
من جانبه، أشار المخرج محمد إسلام عباس إلى أنّ الأرض تشكو إمعانًا في تدمير البيئة، في صورة الاستنزاف المتواصل لتوازنات الكوكب الأخضر المتهالك بآفة التلويث.
ولعلّ أول خطوة رصينة على أهبة المستقبل، تفرض إصلاح منظومة الطبيعة، وعليه جرى الانتصار دراميًا وإخراجيًا لتحوّل ينير دروب الأجيال القادمة، وتعزيز ثقافة الاستكشاف لدى الناشئة عبر تعريفهم بأكبر كوكب في المجموعة الشمسية.