باكستان ستجري تحقيقا بشأن بن لادن فيما التوتر شديد مع واشنطن
اشتد التوتر الثلاثاء بين باكستان التي رفض رئيس وزرائها اتهامات بحصول تواطوء رسمي مع اسامة بن لادن ونعتها ب”السخيفة”، لكنها وعدت باجراء تحقيق، وبين واشنطن التي رفضت الاعتذار عن العملية التي نفذتها داخل الاراضي الباكستانية. وكان الرئيس باراك اوباما طلب في مقابلة مع محطة التلفزة سي بي اس الاحد من اسلام اباد الاسراع في اجراء تحقيق حول “الدعم” الذي قد يكون حظي به بن لادن في باكستان.
حتى ان اوباما اصدر امرا، كما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز اليوم الثلاثاء، بان يكون الفريق الذي ارسل لتنفيذ العملية في منزل اسامة بن لادن كبيرا بما فيه الكفاية لكي يتمكن من مواجهة القوات الباكستانية في حال قامت باي رد عسكري.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في الادارة الاميركية ان “البعض اعتقد انه كان يمكن ان نخرج من وضع صعب عبر الحوار (مع الجنود الباكستانيين) لكن بسبب علاقتنا الصعبة حاليا مع باكستان، لم يشأ الرئيس ان يجازف باي شيء”. والاثنين وصف رئيس الحكومة الباكستانية في كلمة امام النواب بعد اسبوع من الغارة الاتهامات بوجود تواطوء رسمي في الجيش او اجهزة الاستخبارات النافذة بانها “سخيفة”.
وذكر بان باكستان تتعرض منذ 2007 لحملة اعتداءات اوقعت حوالى 4300 قتيلا قادها “تنظيم القاعدة وحلفاؤه” لمعاقبتها على مشاركتها في الحرب على الارهاب الى جانب واشنطن. واليوم الثلاثاء قتل شرطيان احدهما امراة واصيب ستة اشخاص بجروح في انفجار قنبلة امام محكمة في شمال غرب باكستان ليس بعيدا عن المناطق القبلية معقل طالبان والقاعدة.
لكن جيلاني اعلن عن اجراء تحقيق ل”نكشف بكل السبل الممكنة متى ولماذا كان اسامة بن لادن في ابوت اباد. لقد امرنا بفتح تحقيق”، في اشارة الى المدينة حيث عاش المطلوب الاول في العالم لسنوات على ما يبدو، على مسافة ساعتين برا من العاصمة الباكستانية. واضاف جيلاني “نعم كان هناك فشل لاجهزة الاستخبارات، لكن ليس فقط من جانبنا. انه فشل جميع وكالات الاستخبارات في العالم” مكررا احدى الحجج التي قدمتها اسلام اباد.
وفي الوقت الذي يأخذ فيه الرأي العام الباكستاني المعادي بغالبيته للاميركيين، على السلطات انها لم تستطع منع انتهاك سيادتها بالغارة التي شنتها مجموعة كومندوس اميركية على ابوت اباد، اتهم جيلاني الولايات المتحدة بانها “احادية الجانب” لتفردها بشن الغارة على بن لادن بدون اعلام باكستان منتهكة سيادة بلاده.
لكن الارتياب الاميركي لم يضعف وبدورها قالت رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الاميركي دايان فينستاين الاثنين ان بن لادن ما كان ليتمكن من الاقامة في باكستان كما فعل بدون “تواطوء” من السلطات. واضافت للصحافيين “لا استطيع التصديق ان ذلك جرى بدون اي تواطوء”.
وفي مؤشر الى تدهور العلاقات بين اسلام اباد وواشنطن، كشفت العديد من وسائل الاعلام الباكستانية في الايام الاخيرة اسم شخص قيل انه مسؤول وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) في باكستان. وتحاط هوية عملاء سي آي ايه بالسرية، والشكوك بشأن مصدر التسريبات تتوجه الى اجهزة الاستخبارات الباكستانية.
وبالرغم من كل هذه التوترات اعلن مسؤول اميركي طلب عدم كشف اسمه مساء الاثنين لوكالة فرانس برس ان الولايات المتحدة “تنتظر ان يسمح لها قريبا بالوصول” الى زوجات بن لادن الثلاث اللواتي تم توقيفهن في منزل ابوت اباد بعد الغارة من قبل الباكستانيين. وكان توم دونيلون مستشار اوباما للامن القومي طالب الاحد بان يتمكن الاميركيون من استجواب هؤلاء النساء.
غير ان السلطات الباكستانية اعلنت انها لم تتسلم بعد طلبا رسميا من واشنطن حتى يستجوب المحققون الاميركيون زوجات اسامة بن لادن، المعتقلات في باكستان، منذ العملية الاميركية التي قضت على زعيم القاعدة.
واتهم موقع على الانترنت ينشر عموما تسجيلات القاعدة، الولايات المتحدة بانها نشرت صورا مزيفة تظهر اسامة بن لادن متقدما في السن ويشاهد التلفزيون تمت مصادرتها بحسب واشنطن في مقر اقامة زعيم القاعدة اثناء الغارة.