باعني الأحلام والحقيقة اختارها مع من تناسبه في العمر

 السلام عليكم ورحمة الله، رسالتي هذه سيدتي اعتبرها فضفضة لما يجوب بخاطري، بعد الخيبة التي تعرض لها في حياتي، فأنا التي عشت كل حياتي أرفض العلاقات العابرة، أجدني اليوم أدفع الثمن غاليا.

باعني الأحلام والحقيقة اختارها مع من تناسبه في العمر

فأنا سيدتي وبالصدفة قابلت رجلا في مكان العمل أبدي لي كل الاحترام، بدأت علاقة جد محتشمة، لكنها تطورت إلى حب كبير من الجهتين، أعطاني من الاهتمام ما جعلني أهيم بحبه، بالرغم من فاقر السن الذي بيننا، فأنا أكبره بعشر سنوات، لكن صدقيني لم يشعرني بذلك أبدا، ولم يكن يشكل له أي حرج أو عائق، حتى أنني دوما اعتبرته أكبر مني لرجاحة عقله، دامت علاقتنا لسنوات، ولما أحببته وتعلقت به وحلقت عاليا في هواه، تلقيت ضربة في مقتل وارتطمت أرضا وتبخرت أحلامي، في ذلك اليوم الذي صارحني بكل برودة دم أنه أهله يرفضون علاقتنا، وأنه سوف يرتبط بأخرى أصغر منه اختارتها أمه، وفعلا رحل وتركني أتجرع مر الخذلان الكأس تلوى الآخر، تعصرني الذكريات، أقضي الأيام ألوم فيها نفسي تارة، وأقسو عليها لأنني تتبعت الأوهام، فانا نادمة جدا، ولا أدري كيف أستمر.. صدقيني سيدتي أنا الآن أريد فقط كلمة طيبة، تعيد لي الثقة من جديد لأنني حقا منهارة.

باعني الأحلام

الأخت ليندة من العاصمة

 الـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرد:

وعليكم السلام ورحمة الله، أقدر جدا الوضع الذي تعيشين، لكن ما بيدنا الآن سوى الدعاء، والتضرع للرحمان أن يجبر بسكر قلبك، وأن يأجرك في جرحك ويخلف لك خير.

حبيبتي من المفروض الآن أن تبكي ندما على علاقة غير شرعية وتتوبي إلى الله، لا أن تتحسري على رجل بلا مروءة باعك الأحلام، أنا لا أستصغر حزنك، ولا أستهين به، فجرح القلب عند الله عظيم، لأن الحب من أسمى المشاعر التي يبذل فيها المحب جهدا كبيرا من أجل محبوبه، وأنت فعلا هذا ما حصل معك، فقد أغدقتي ولم تضعي لنفسك حدود، ما جعل الجرح عميق والألم كبير، لكن بدل أن تقضي أيامك تلومين وتقسين على نفسك، اعتبري ما مررت به خبرة تفيدك في حياتك لتتعلمي كيف تختارين فيما بعد شريكك المناسب، واعلمي أنه بالرغم من كل ما حصل الحياة تستمر ولا يجب أن تتوقف عند هذه التجربة، أو عند هذا الشخص أبدا.

ثم تيقني أن الزواج رزق، ثقي فقط بالله وأحسني الظن به وسوف يأتي العوض بحول الله،  تجنبي التفكير فيما يحزنك، امسحي كل الرسائل والصور القديمة، وتجنبي الأماكن التي تعيدك إليه حتى تتغلبي على الماضي وذكرياته.

تأكدي، لو كان هذا الرجل خيرا لك لجمع الله بينكما في الحلال بالرغم من فارق السن، لكن الله يريد لك الأفضل بإذنه وحوله وقدرته، أحبي نفسك ودلِّلِيها واعلمي أنه لا محال سيجبر الله كسر قلبك، ويضعك على موعد قريب بإذن الله مع الفرح وراحة البال، وفي كنف من هو أهل بطيبتك وحبك بإذن الله.