انهيارات كلية وجزئية للمباني والطرقات وانقطاعات للتيار الكهربائي / آلاف العائلات المشردة تقضي ليلها بالعراء وعزل قرى بأكملها
بقلم
أمال. ل/ مراسلون
شهدت، خلال الـ 48 الأخيرة، مختلف مناطق الوطن اضطرابات جوية وأمطار طوفانية تسببت في وفاة 12 شخصا وفيضان عدة أودية، أدت إلى انهيارات جزئية وكلية للمباني، أسفرت عن إجلاء الآلاف من العائلات من مساكنها، بعد أن غمرتها المياه، إضافة إلى عزل قرى بأكملها وغلق العديد من الطرق الوطنية الرئيسية وانهيار أخرى
-
وكشف مدير الإعلام والإحصاء بالمديرية العامة للحماية المدنية مجقان محمد أمقران، في اتصال مع “النهار“، أن مصالح الحماية المدنية سجلت خسائر مادية مباشرة عقب الاضطرابات الجوية التي عرفتها معظم الولايات الوطن، حيث تم تسجيل وفاة بالعاصمة، عقب انهيار جزئي لبناية ببلدية الأبيار، كما لقي شخص آخر حتفه بعين تيموشنت، بعد أن جرفته مياه الوادي داخل مركبته بمنطقة القطعة بذات الولاية.
-
وفي السياق ذاته، تم إنقاض شخصين بعد أن جرفتهما مياه واد سيلان بنفس الولاية.
-
وقال مدير الإعلام والإحصاء بالمديرية العامة للحماية المدنية أنه وخلال نهاية الأسبوع الماضي، قتل 10 أشخاص وجرح 51 آخرون في حوادث مرور متفرقة، سجلت أعلى نسبة منها في ولاية باتنة، بعد أن لقي 3 أشخاص حتفهم، لتليها ولاية العاصمة بتسجيل وفاة شخصين، أما عن ولايات ميلة، برج بوعريريج، تيارت، البويرة وتلمسان، فقد سجلت بكل منها وفاة واحدة فقط، مشيرا إلى اندلاع حريق بإحدى الابتدائيات الواقعة بأولاد موسى ببومرداس، أسفر عن احتراق 3 أقسام وتسجيل خسائر بشرية.
-
وفي سياق متصل، قال مجقان محمد امقران أنه تم تسجيل 13 حادث اختناق، وتم إحصاء اختناق 5 أفراد من عائلة واحدة بالشلف و5 أفراد آخرين من برج بوعريريج، أما عن العاصمة، فقد أحصت اختناق 3 أفراد من عائلة واحدة، تم إنقاضهم ونقلهم إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الأولية.
-
وبالنسبة لولايات الشرق الجزائري، فقد تم خلال 72 ساعة الماضية، تسجيل اجتياح موجات من الثلوج والأمطار مصحوبة برياح عاتية وهبوط جد محسوس لدرجات الحرارة، حيث نزلت إلى ما دون الصفر بعدد من المرتفعات التي يزيد علوها عن 800 متر ، أعلنت على إثرها السلطات المحلية حالة طوارئ وشكلت خلايا أزمة لفك الحصار المضروب على عشرات القرى والمداشر النائية، وفتح المسالك التي غمرتها الثلوج وإجلاء العائلات المتشردة. وبينما لم تسجل أية خسائر بشرية، فإن أغلب الطرقات والشوارع تحولت إلى برك ومستنقعات أعاقت حركة السير العادية وفرضت شبه حضر للتجوال بالعديد من التجمعات السكانية الريفية منها والحضرية.
-
خلية أزمة بخنشلة والأمطار تعزل أكثر من 500 مسكن بتبسة
-
من جانب آخر، شكلت ولاية خنشلة خلية أزمة لمتابعة الوضع والاستعداد للتدخل في الحالات الطارئة، حيث تم تشكيل 10 فرق تابعة للأشغال العمومية مجهزة بأحدث التجهيزات لفتح الشوارع والطرقات داخل النسيج العمراني لعاصمة الولاية خنشلة، أين واجهت حركة المرور صعوبة كبيرة، نتيجة تراكم الثلوج، والتي تسببت في وقوع العديد من حوادث المرور وعزل الكثير من القرى والمداشر شمال وشرق خنشلة لمدة يوم كامل، نتيجة لانقطاع الطرقات واستحالة السير فيها من قبل المركبات بأنواعها، إضافة إلى غلق العديد من المؤسسات التربوية، بسبب إمتناع التلاميذ من التوجه إليها خشية وقوع حوادث، كما حاصرت الثلوج العديد من العائلات المقيمة بالحي القصديري.
-
وتسببت الأمطار الطوفانية المصحوبة بثلوج فاق سمكها 65 ملم في غلق الطرق الرئيسية بشوارع تبسة، وانهيار أخرى ببلدية عين الزرقاء، أسفرت عن عزل أكثر من 500 ساكن بالمنطقة، كما قطعت عدة طرق في ثلاث مشاتي، منها الصفصاف، النجارية والزقانة، كما تضرر حوالي 50 مسكنا من جراء السيول التي تراكمت على بلدية عين الزرقاء.
-
انهيارات للمباني وانقطاع للتيار الكهربائي بسكيكدة
-
وخلفت الثلوج المتهاطلة خلال الـ 48 ساعة الأخيرة عزلة كاملة على سكان القرى والمداشر النائية بالمناطق الجبلية الواقعة غرب ولاية سكيكدة، أدت إلى انهيارات جزئية وكلية للمساكن الهشة، لا سيما بمناطق الطرس، وادي الجبل، سيوان وباقي المناطق المترامية على قمم الجبال. وقد تدخلت السلطات المحلية بكل إمكانياتها قصد التكفل التام بهذه المناطق المتضررة، إذا سارعت بلدية أولاد عطية على تشكيل خلية أزمة تشرف على إعانة العائلات المحاصرة وسط الثلوج، وعملت على فتح جميع المسالك والطرقات التي كانت الثلوج قد قطعتها منذ الساعات الأولى من نهار أمس. إلى جانب ذلك، لا زالت مختلف بلديات الجهة الغربية بسكيكدة كالشرايع والزيتونة إلى غاية وادي زهور معزولة، في ظل انقطاع التيار الكهربائي الذي يعد المصدر الوحيد للتدفئة بالنسبة للعائلات المحرومة، والتي كانت تنتظر تزويدها بغاز المدينة منذ كارثة 2004 التي شردت أكثر من 600 عائلة، خاصة بقرية سيوان، كما أن جهود عمال سونلغاز متواصلة قصد إعادة تشغيل الكهرباء، بالرغم من الصعوبات التي تواجهها، حيث تم تسجيل عزلة هاتفية لكامل البلديات العلوية بأعالي جبال القل، مما اضطر رؤساء البلديات للاستغاثة بالهاتف النقال من أجل تسيير خلايا المراقبة والأزمة المشكلة.
-
ـ 128 عائلة متضررة أجليت من مساكنها في الطارف
-
وكشفت مصالح الحماية المدنية أنها سجلت 8 تدخلات في مراقبة التسربات المائية والسيول الجارفة التي نجمت عن موجة التساقط التي شهدتها ولاية الطارف خلال الـ 72 ساعة الأخيرة، حيث تضررت جراءها العديد من التجمعات السكانية النائية التي تشكل سكان الأكواخ القصديرية، كما لجأت 96 عائلة -حسب المعلومات الواردة إلينا– إلى ترك أكواخها إلى الإقامة لدى أهاليها، بعد أن نزعت الرياح القوية أسقفها القصديرية، في حين، تم تسجيل 128 عائلة أخرى شبه منكوبة، وهي نفس العائلات التي تعاني كل موسم شتاء من ذات الكارثة، نظرا لإيوائها داخل هذه الأكواخ القصديرية التي لا تصلح للبشر، بينما تبرر تلك البلديات ضعفها وعجزها للتكفل بها أمام أزمة السكن الخانقة .
-
هذا ويواجه سكان المناطق الجبلية بالطارف، لا سيما مداشر بوحجار، الزيتونة وعين الكرمة أزمة برد عاتية، حيث يلجأون إلى الاحتطاب كوسيلة بديلة أمام ندرة غاز البوتان، كما تم تسجيل توقف التلاميذ عن الدراسة خلال اليومين الأخيرين، بسبب انخفاض درجة الحرارة وانعدام التدفئة بالأقسام.
-
وأزمة غاز بمدينة برج بوعريريج
-
تعيش، منذ ليلة الأربعاء الماضي، مدينة برج بوعريريج موجة برد قارص، فمنذ 3 أيام، تعرف الشوارع انعداما تاما لحركة المرور، غير أن الإعلان عن موجة الثلوج وتقلبات الطقس، أدى إلى أزمة في غاز القارورات والحطب في المناطق التي لم يصلها غاز المدينة، حيث بلغنا من بعض مواطني بلدية بن داود، تسجيل نقص كبير في غاز البوتان، الذي يتنقل هؤلاء مسافات كبيرة للحصول عليه من البرج أو المناطق القريبة من ولاية البويرة، ويرجع السكان السبب في الندرة إلى احتمال النية المسبقة للمضاربة من طرف أصحاب السوق السوداء الذين يتحيّنون فرص زيادة الطلب لزيادة ربحهم ولو على حساب الطبقات المحرومة في القرى والأرياف.
-
من جانب آخر، علمنا من أحد المواطنين، أن حمولة قاطرة جرار من الحطب يتراوح سعرها بين 12 ألف و 15 ألف دينار جزائري، وهذا إن توفرت، نظرا للرقابة التي تفرضها مصالح الغابات لحماية الغطاء النباتي.
-
ومن جهة أخرى، وفيما يتعلق بالأرياف والقرى النائية، فإن انخفاض درجات الحرارة كان أكثر حدة وعلى غير العادة، فلم تسجل المرتفعات الشمالية كالجعافرة، الماين والمناطق الجنوبية كتاڤلعيت والمعاضيد تساقطا كبيرا للثلوج، حيث اقتصر الأمر على كميات قليلة، وإلى عشية الجمعة، لم تسجل أية حالة طوارئ أو انسداد للطرقات.
-
طوارئ بسبب موجة البرد بسوق أهراس
-
عرفت، ليلة الأربعاء إلى الجمعة، ولاية سوق أهراس تساقط كميات كبيرة من الأمطار والثلوج، حيث اكتست الجبال المحيطة بمختلف مدن الولاية حلة بيضاء، إستبشر لها الفلاحون والمواطنون خيرا، خاصة وأن المنطقة عرفت السنة الماضية حالة جفاف تامة، إنعكست سلبا على المنتوج الفلاحي، وأدت إلى انخفاض في مستوى مياه سد عين الدالية ،الذي يمون أيضا ولايات مجاورة إلى أقل من 17 مليون مكعب من أصل 82 مليون متر مكعب التي تمثل طاقة الاستيعاب . واستعدادا لاستقبال موجة البرد هذه، عرفت مختلف المصالح على مستوى الولاية حالة استنفار قصوى ، وهذا تحسبا لأي كارثة قد تقع، حيث تهاطلت برقيات التحذير على مختلف الهيئات، تطالب باتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة .
-
كما تم إلغاء العديد من النشاطات الرياضية التي كانت مبرمجة يوم الخميس لهذه المناسبة، كما شهدت محطات توزيع البنزين إزدحاما على مستوى طوابير للسيارات والشاحنات، التي عكف أصحابها على ملءِ خزانات سياراتهم خوفا من انقطاع الطرقات، وهو ما عجل بنفاذ الوقود من عديد المحطات، خاصة البنزين بدون رصاص، وكلها مظاهــر تدل على التخوف الشديد من الخيرات الطبيعية التي يتسم بها هذا الفصل ، لكن السلطات المعنية أبدت تخوفاتها جراء النقائص الكثيرة في مجال التكفل بالبنايات الهشة وتسريح قنوات الصرف وبالوعات المياه، ناهيك عن تأخر إنجاز المشاريع المتعلقة بحماية بعض المدن من أخطار الفيضانات
-
انهيار وسقوط أطنان من الصخور بطريق قنطرة سنغال بتيسمسيلت
-
أدت، نهاية الأسبوع الماضي، الأمطار الغزيرة التي تساقطت على مختلف مناطق تيسمسيلت إلى انهيار وسقوط أطنان من الصخور الموجودة في مرتفعات طريق قنطرة سنغال بدائرة ثنية الحد، وهو ما أرجعته مصادر من عين المكان إلى تساقط الأمطار الغزيرة التي تسببت في تعرية وانهيار الصخور وسقوطها، حيث تسببت في شل حركة الطريق الوطني رقم16، ولحسن الحظ، لم تخلف أي خسائر بشرية.
-
للإشارة، فقد وقفت مصالح الدرك الوطني عند الحادثة وتفحصت مخلفات الإنزلاق، وقامت مصالح مديرية الأشغال العمومية بإصلاح ما أفسده سقوط أطنان من الصخور، في انتظار اتخاذ الإجراءات اللازمة، كما شهد الطريق المذكور حادثة مماثلة منذ أشهر، تسببت في خسارة سيارة من نوع “كليو“.
رابط دائم :
https://nhar.tv/1zy3B