الوجه الآخر لفلة عبابسة
كثيرا ما قيل
أن الفنانة فلة عبابسة فنانة متكبرة، محبة للسيطرة ومغرورة، وكلام آخر من هذا القبيل، إلا أن ما لمسناه فيها لدى زيارتنا لها كان مغايرا تماما لما عرف عنها، فالفنانة بسيطة جدا، مرحة، متواضعة، مضيافة تشعر ضيفها وكأنه في بيته.
لم تتردد فلة الجزائرية كما يناديها المشارقة، أو فلة الجزائر كما تفضل أن تسمى بافتخار، في جلسة فنية إعلامية مفاجئة جمعتها مع طاقم “النهار” في بيتها بالعاصمة، في فتح قلبها وبيتها لضيوفها، رغم الأخبار التي راجت في الساحة الإعلامية حول منع سلطانة الطرب من دخول الأراضي الكويتية، وكانت فلة على عكس ما توقعناه مضيافة مرحبة بطاقم “النهار“، بغية توضيح ما ورد من أخبار، ولتصحيح النظرة النمطية السائدة حولها.
بيت من نالت لقب “السلطانة” عن جدارة واستحقاق كان أنيقا ومميزا جدا، في شكله وتفاصيله التي تكشف عن أن مالكته إنسانة من نوع خاص.. إنسانة ذواقة لكل ما هو جزائري أصيل وعريق. فزيادة على الآلات الموسيقية المنتشرة هنا وهناك، كانت اللوحات الفنية التي تتغنى بثوابت الجزائر ورموزها وآياتها، حاضرة في الجلسة التي جمعت طاقم “النهار” بها، فزيادة على صورة لمؤسس الدولة الجزائرية الأمير عبد القادر، كانت صور وتحفات أخرى تزين أرجاء الصالون بشكل أعطى الانطباع لنا بأننا في مكان وزمان آخر غير هذا الزمان.
في صالون الضيافة، أين استقبلتنا فلة بتلقائيتها المعهودة، كان هناك أثاث وتحفات فنية وموسيقية تقليدية مازجت بين الإرث العثماني العتيق والإرث الجزائري المميز، مع بعض الرتوشات والإضافات على الطريقة المشرقية.
في تلك الجلسة كانت مائدة مزينة بأشهى الحلويات التقليدية والشرقية من صنع يدي “فلة” تتوسطنا، ورغم لذة ما صنعت يدا “السلطانة“، إلا أن متعة الجلوس معها، وسماع حديثها التلقائي والعفوي، وتذوق نغماتها التي أطربتنا بها من حين لآخر، كانت أكبر وأكثر، حيث أدت فلة بعض أغانيها القديمة والجديدة، بصوت جهوري رنان، أثبت أن “السلطانة” ما زالت محافظة بتوازن على عرشها في ساحة الطرب العربي.
كما تكرمت فلة بإهداء ألبومها الخليجي الجديد الذي لم يطرح بعد في الأسواق لطاقم “النهار“، تعبيرا منها عن امتنانها لزيارتها. وقد تضمن الألبوم عددا من الأغاني الجزائرية التي أطربتنا بها على المباشر، وهي تعزف على آلة “السانتي” مثل “يا مسافر للجفاء” و“سامح الله حبيبي“، إلى جانب أغنية جزائرية ضمها نفس الألبوم، وهي “أنت حبيبي الأول“، مطلقة بين الفينة والأخرى زغرودة مدوية عبرت عن حفاوة الاستقبال وصفاء القلب والسريرة، رغم ما جرى من سوء تفاهم بين “النهار” و“السلطانة“.
كما اغتنمت فنانة الأمراء والملوك، فرصة تواجد مصور “النهار” جعفر سعادة، صاحب جائزة أحسن صورة فوتوغرافية في مسابقة “ميديا ستار “، لتقوم بجلسة صور التقطت لها خلالها في أكثر من 100 صورة، ومن جمال الجلسة التي جمعتنا وإياها لم نشعر بمرور الوقت إلى أن دقت الساعة منتصف الليل.