الوالد..''المير'' يتحمل المسؤولية كاملة وسأتابعه قضائيا
الأب بطال، الأم معوقة، الزوجة مضطربة ذهنيا وحاولت الإنتحار
أقاربه وأصدقاؤه.. كل ما يهمنا هو عودة محسن سالما
”احرق نفسك إن كانت لديك جرأة البوعزيزي”، كانت هذه العبارة الصادمة التي أطلقها ”مير” بوخضرة في تبسة، للشاب بوطرفيف محسن 27 سنة - حسب والده ومجموعة من الشهود– كافية ليسكب الشاب البنزين على جسده، قبل أن يضرم النار في إحدى أطرافه السفلى، مما تسبب في إصابته بحروق من الدرجة الثالثة مست جميع مناطق جسده بما فيها الرأس، حيث لا يزال تحت العناية المركزة لمستشفى عنابة. ”النهار”، ومن أجل نقل الحقيقة، خصوصا بعد انتشار شائعات عبر بعض الفضائيات تتحدث عن وفاة ”محسن”، ارتأت التنقل إلى بوخضرة، وبالضبط إلى حي ”قنز عبد الله”، أين يقع مقر إقامة العائلة، حيث استقبلنا والده ومجموعة من الأقارب والجيران، وبعد جلوسنا بدأ ”عمي عمر ٤٥ سنة”، والد محسن يروي لنا أطوارالواقعة، حيث أخبرنا أن ابنه يكسب رزقه من خلال كشك صغير يبيع فيه التبغ والحلوى، وكان قد أبلغه ليلة قبل الحادثة بأنه قرر رفقة شباب آخرين الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام أمام مقر البلدية، ويضيف، بأنه لم يجد ما يقوله لابنه، خصوصا أمام حالة العوز الكبير الذي تعانيه العائلة، وكشف بأن ابنه تنقل صباحا رفقة مجموعة من الشباب، حيث دخلوا مقر البلدية، وفي ساحتها التقوا بالحارس الذي أخبروه بأنهم في إضراب مفتوح عن الطعام إلى غاية تدخل السلطات الولائية من أجل نقل انشغالاتهم، مؤكدا أن ابنه وأصدقاءه لم تكن لديهم أية نية في أحداث الشغب أو ما شابه، وقال بأن الحارس اتصل برئيس البلدية، وفي الوقت الذي ينتظرون فيه وصول هذا الأخير، دخلت عليهم مركبات الدرك الوطني التي كان على متنها قائد الفرقة، وبعد لحظات وصل ”المير”، وفي الوقت يقول– الذي كان من المفروض أن يستقبلهم، خاطبهم مباشرة بلغة استعلاء ”ليس عندي أي شيء”، وفي محاولة بادر بها ”محسن” من أجل الحديث مع هذا الأخير، صرخ مباشرة في وجهه وقال له ”لا سكن عندي ولا عمل”، لحظتها لم يستوعب ”محسن” تصرف المير وطلب منه الإستماع إليه وبعد عملية أخذ ورد، أحس ”محسن” ”بالحڤرة” خصوصا وأنه كان يحمل في جيبه حكما قضائيا يلزمه بدفع غرامة مالية قدرها ٠١ ملايين سنتيم، بسبب السكن الذي اقتحمه رفقة زوجته الحامل وابنه البالغ من العمر سنتين من أجل الإقامة فيه بعد أن ضاق ذرعا من الإقامة رفقة عائلة كبيرة في غرفتين، قال إنه لم يبق لديّ أيّ شيء سوى حرق نفسي، لحظتها أطلق ”المير” عبارته المدوية، في هذه الأثناء يقاطع عمي عمر، شاب من أقاربه يدعى ”عبد الكريم بوطرفيف”، أكد على أنه من ضمن المجموعة التي رافق محسن وكان هو من ساهم بشكل كبير في عملية إطفائه، إن محسن قبل أن يخرج أشهدنا جميعا وأمام قائد فرقة الدرك الوطني على كلام ”المير” –يقول– خرج بعدها محسن متجها إلى محطة بيع الوقود، حيث اقتنى قارورة بنزين، وفي طريق عودته رش جسمه بالبنزين وبمجرد دخوله إلى الساحة، وعلى مرأى الجميع قال صارخا ”إنه يقول لي لا تستطيع”، في إشارة منه إلى ”المير” وفجأة أضرم النار في قدميه، لحظتها تدخل الجميع بواسطة معاطفهم لإنقاذه، وبعدها قام رجال الدرك الوطني بنقله إلى العيادة المتعددة الخدمات ومنها إلى مستشفى العوينات حوالي ٠٢ كلم، ونظرا إلى خطورة حالته تم تحويله إلى مستشفى عنابة، وختم ”عمي عمر” بعينين دامعتين ”إنني أحمل ”المير” مسؤولية ما جرى لابني، و”إنني سألجأ إلى العدالة من أجل مقاضاته”.
الزوجة من هول الصدمة حاولت الإنتحار والأم في وضع صحي مزر
أخبرنا ”عمي عمر” بأن زوجة ابنه ”محسن” ولأنها لم تتمكن من تصديق ما جرى خصوصا وأنها حامل، حاولت الانتحار من خلال شرب كمية من الأدوية بلغت 3 علب، حيث تم إنقاذها بصعوبة من طرف الفريق الطبي الذي أجرى لها عملية غسيل معدة.
أصدقاء ”محسن” ومرافقوه في اعتصام
والي الولاية أخبرنا بأن ”محسن” سيعالج في الخارج إن استدعى الأمر ذلك
كشف عدد من أصدقاء ومرافقي ”محسن”، ساعة الحادثة، عن أنهم ينتظرون على أحر من الجمر تحسن حالة صديقهم الصحية واستقرارها، وأنهم مرتاحون لوعد الوالي خلال لقاء معه أول أمس بمقر الولاية، مشيرين إلى أن المسؤول التنفيذي الأول قام بتطمينهم وتأكيده على أن حالة ”محسن” حتى لو استدعت العلاج في الخارج، فإن الدولة ستتكفل بكل المصاريف، وأنه يتابع من كثب كل المستجدات في القضية، كما وعدهم بأنه على استعداد تام لمساعدتهم اجتماعيا وتنمويا، وأضافوا بأن ”محسن” عضو في ”جمعية مكافحة الفقر والبطالة”، التي لم يتم اعتمادها بسبب رفض ”المير”، وأنه شارك إلى جانب ٣٦ شابا في اعتصام مفتوح قبل سنتين أمام منجم المدينة، من أجل طلب فرصة للعمل، إلا أنه –كما يقولون– لم يتحقق من وعود السلطات والوالي السابق الذي تنقل إليهم أي شيء، وبقوا فريسة للبطالة والتهميش.