إعــــلانات

الهوية الايطالية ما تزال موضع تشكيك بعد 150 عاما على توحيد البلاد

الهوية الايطالية ما تزال موضع تشكيك بعد 150 عاما على توحيد البلاد

ترفرف الاعلام الايطالية في كل مكان في تورينو العاصمة الاولى لايطاليا الموحدة من 1861 الى 1865، لكن على الرغم من الاحتفالات الحماسية بذكرى مرور 150 عاما على توحيد شبه الجزيرة، ما زال البلد مقسما والهوية الوطنية موضع تشكيك.

ففي ساحة القصر الملكي مقر اقامة فكتور عمانوئيل الثاني الذي اعلن ملكا في 17  مارس 1861 ليصبح اول رئيس للدولة الايطالية، يرفع جيانلوكا نوتشيتي علما، لكنه علم رابطة بادانيا وليس علم ايطاليا.

وقال الامين العام للحركة التي نشأت اثر انشقاق عن رابطة الشمال الحزب الذي يطالب باستقلال الشمال لكنه ممثل في الحكومة اليوم “نرى في وحدة ايطاليا اسوأ الامور”.

واضاف مبررا موقفه ان “الشمال قريب من اوروبا القارية والجنوب اقرب الى شمال افريقيا”.

وهذا الخطاب الانفصالي يتمتع بشعبية في مناطق الشمال التي احتفلت بمرور 150 عاما على توحيد ايطاليا منتصف الشهر الماضي.

وعارضت رابطة الشمال بشدة اعتبار السابع عشر من مارس يوم عطلة وقاطع اعضاؤها النشيد الوطني.

وعلى الرغم من هذه الانقسامات، شهدت كل انحاء ايطاليا احتفالات سادها الحماس.

وفي مقهى فيوريو حيث يلتقي كبار مؤيدي الوحدة، تقول ليليانا جاكيتي (81 عاما) انها تأثرت كثيرا عندما عزف النشيد الوطني في 17  مارس.

واضافت “كلنا ايطاليون على الرغم من مشاكلنا لكن لم يعد هناك انسجام”.

وتشهد ايطاليا التي تعد بلدا فتيا، عملية شاقة لبناء الهوية ما زالت جارية.

وقال اومبرتو ليفرا المؤرخ ورئيس متحف “ريزورجيمنتو” اسم عملية توحيد ايطاليا الذي اعيد فتحه للاحتفالات بعد عمليات اعادة تنظيم ان “عملية التوحيد كانت سريعة جدا لكن صعبة”.

واضاف ان “المملكة ولدت بدون موافقة الجزء الاكبر من الايطاليين وكما قال (القائد الوطني) ماسيمو ازيليو بعد صنع ايطاليا علينا ان نصنع الايطاليين”.

و”صنع الايطاليين” هو عنوان لمعرض ينظم في تورينو حول مسألة الهوية.

واكد مفوض المعرض والتر باربيريس “لا اعرف ما اذا كان بامكاننا ان نتحدث عن هوية ايطالية اذ ان تاريخ ايطاليا مصنوع من اجزاء”.

والسمات التي تتميز بها كل منطقة واضحة. وهي مقسومة واقعيا بين شمال غني وجنوب فقير تستشري فيه المافيا.

وقال باربيريس ان ما يزيد من صعوبة الوحدة هو ان ايطاليا شهدت اكثر الفترات ازدهارا عندما كانت مقسمة وكانت مدن-دول فلورنسا وجنوى والبندقية قوية جدا في نهاية القرون الوسطى وفي عصر النهضة.

واضاف محللا ان “فكرة المصلحة الخاصة طغت دائما على الدولة”.

وتابع ان الايطاليين انخرطوا بعد الحرب العالمية الثانية مع تحسن مستوى معيشتهم في “مشروع مستقبل مشترك”.

واضاف ان غياب الحيوية الاقتصادية وازمة الدولة التي سهلت وصول سيلفيو برلوسكوني الى السلطة في 1994 “اعاد الى السطح الفروق الثقافية” التي تشدد عليها رابطة الشمال.

وعند مدخل المتحف، اكد لوكا بوراتي (18 عاما) ان الشبان “لا يشعرون كثيرا بالهوية الايطالية” ويشعرون بالضياع في غياب مشروع سياسي في البلاد.

اما اومبرتو ليفرا، فقد رأى ان الايطاليين خلال احتفالات السابع عشر من  مارس “يملكون حس الامة”. واضاف ان هذا الامر “لا ينطبق على مباراة لكرة القدم فقط”.

رابط دائم : https://nhar.tv/5trA1
إعــــلانات
إعــــلانات