“النهار” في زيارة لـ “آيت القايد” أول قرية أنشئت بمنطقة القبائل:منازل آيلة للسقوط وأخرى انهارت والسلطات تبدأ أخيرا في الترميمات
قرية آيت القايد، الشاهد الحضاري على أول إعمار احتضنته منطقة القبائل، استقطب ثاني زيارة للمواقع الأثرية بولاية تيزي وزو، تؤطرها مديرية الثقافة إحياء لشهر التراث لفائدة المؤرخين والباحثين والمهتمين بالمآثر التاريخية المادية، بعد مغارة افغا.
آيت القايد، قرية تتواجد ببلدية اقوني قغران التابعة لدائرة واضية، وهي عبارة عن معلم تاريخي صنف مؤخرا كتراث تاريخي وطني. يعود تاريخ انشائها إلى القرن الـ 15 ميلادي، تحتوي على حوالي عشرين منزلا مبنيا من الطوب والحجر، وهي منازل آيلة للسقوط هجرها معظم سكانها، فيما يبقى بعضها مأهولا.
وتعد آيت القايد أول قرية أنشئت بمنطقة القبائل، وهو ما يميزها عن القرى الأخرى بالمنطقة، فكل الجدران بهده المنازل مزخرفة بطريقة مثيرة للإعجاب استعمل فيها قدماء الأمازيغ كل الألوان والأشكال للتعبير عن نمط المعيشة، لكن نقص الوعي والإمكانات يهدد بزوال هذه الشهادات الحية عن تاريخ شعب عمر المنطقة.
وروى لنا مرافقونا من المؤرخين عن التحولات التي عرفتها المنازل في عهد الاستعمار الفرنسي، حيث حولت إلى ثكنات عسكرية، و كان سكان القبائل قليلون عند إنشائهم هذه القرية الوحيدة في المنطقة آنذاك، وتعود هذه التسمية الى عهد الأتراك.
وأكد المتحدثون أنهم معنيون بحماية هذا المعلم التاريخي الذي خصص له غلاف مالي مقدر بـ 16
مليار سنتيم لإجراء كافة الترميمات والتهيئات اللازمة لتحويله الى متحف مفتوح وإخراجه من حالة الإهمال، وحمايته من التخريب العشوائي. وقد بدأت الإصلاحات بترميم وتهيئة الطريق المؤدي إليها، والى حد الآن لم تتجاوز الأشغال هذه النقطة. ويعتبر المسؤولون أن المبادرة تنفض غبار النسيان عن القرية التي تعتبر نواة منطقة القبائل.