“النهار” تنشر تفاصيل لأول مرة عن آخر أمراء “الجيا”
إرتبط إسم نور الدين بوضياف المعروف بـ”أبو عثمان” و “حكيم آربي جي ” بأبشع المجازر و الإغتيالات ووقعت مصالح الأمن بتوقيفه عام 2005 نهاية صفحة دموية بشعة من سلسلة أعمال العنف في الجزائر،
غتال النساء و الأطفال و زوجته و أطفاله و رفض المحامون المرافعة عنه بسبب ذلك و تخلى عنه أقاربه و تبرأ منه أهله .
يقول محمد شامة المعروف بـ”القعقاع” أحد أمراء “الجيا” المحكوم عليه بالسجن المؤبد المقيم في سجن الحراش رفقة نور الدين بوضياف آخر أمراء “الجيا” الذي صدر أول أمس حكم بالإعدام في حقه أنه “كان يحمل فكر الشيعة” و أضاف “القعقاع” في دردشة مع سجناء تسربت تفاصيل منها لـ”النهار” أن أصهاره هم الذين أكدوا ذلك و يتمسكون بأنه هو من قام بتصفية زوجته ذبحا و شدد على أن نورالدين بوضياف “كان ينطلق في اعتداءاته من معتقدات جواز قتل السنيين و التقرب به إلى الله”.
وينقل عن “القعقاع” قوله أن علاقته طيبة بأمير “الجيا” بوضياف و أنه كان ضحية وشاية “الخونة”.
و تؤكد اعترافات تائبين و إرهابيين موقوفين أن نور الدين بوضياف كان متشيعا بدليل ترديده عبارة ” دم النواصب” بعد تنفيذ كل عملية اغتيال و” النواصب “عبارة يطلقها الشيعة عن السنة ،و يؤكد أتباعه و رفقاؤه أنه كان مغامرا و لا يهاب الموت و لا يكتفي بتوجيه أفراده بل يشارك في إغتيالات المدنيين و أفراد الأمن و ينفذ عملياته ذبحا غالبا و هو ما أهله لإمارة “الجيا” التي وقع نهايتها بعد توقيفه.
و إستفاد أصهار نور الدين بوضياف من الإفراج في إطار إجراءات ميثاق السلم و المصالحة الوطنية وهم محمد ، رابح ،و الجيلالي لعريبي لم يحضروا محاكمته و تفيد المعلومات المتوفرة لدى “النهار” أن صهره الجيلالي الذي لا ينجب هو الذي يقوم بتربية ابنه الوحيد الذي يتجاوز عمره اليوم 8سنوات و لا يعلم بوجود والده و لم يستفد نور الدين من زيارة أي أحد من أقاربه منذ توقيفه من طرف مصالح الأمن في 5 نوفمبر 2005 .
نور الدين بوضياف المعروف بـ “حكيم آربي جي” الكنية التي إستمدها من صلابته و صموده هو من مواليد 1964 بالعامرية بولاية المدية لدى شقيقته في بوفاريك لا يملك مواصفات مجرم خطير بدا ضعيف البنية و غائر العينين لكنه كان واثقا من نفسه و كان يتحدث إلى أفراد الشرطة الذين يضمنون حراسة قاعة الجلسات بصوت خافت “دون ندم” و لم يخف حقده على أجهزة الأمن عند إستجوابه من طرف محكمة الجنايات و قال إن أفراد الجيش هم الذين اغتالوا زوجته و أبناءه في قصف و إعترف أمام المحكمة بتنفيذ إغتيالات ضد أفراد الأمن و أنه كان يضمن حراسة منفذي إغتيالات المدنيين (…) و لم يحاول طيلة إستجوابه أن يستميل هيئة المحكمة أو يطلب العفو أو يعمل على تخفيف الحكم و بدا واضحا أنه لا يزال مقتنعا بطريق الجبل الذي اختاره يوما ما.