النظام الليبي يمدد مهلته لثوار مصراتة وفرنسا ترفض التحدث عن مأزق
اقترح النظام الليبي على ثوار مصراتة تمديد مهلته التي حددها لالقاء السلاح بعد اكثر من ستة اسابيع على بداية التدخل الدولي في ليبيا حيث ترفض فرنسا التحدث عن “مازق” وتامل التوصل الى حل بعد بضعة اشهر على “اقصى” تقدير.
وقد كانت ليلة الثلاثاء الاربعاء هادئة في مصراتة المحاصرة منذ اسابيع، ثالث كبرى المدن الليبية التي تشهد معارك ضارية بين قوات الزعيم الليبي معمر القذافي والثوار كما افاد مراسلو فرانس برس. واستؤنفت المعارك في غرب وجنوب غرب المدينة على مسافة بضعة كيلومترات من الوسط كما افاد ثوار لكن الخسائر كانت محدودة حيث سقط قتيل وثلاثون جريحا حسب مصادر طبية بعد ان كان يسجل عشرة قتلى في المعدل كل يوم.
ويتفاقم النقص في المواد الاساسية في المدينة التي تحاصرها قوات القذافي والتي ظل ميناؤها معطلا لعدة ايام. وتمكنت سفينة استاجرتها المنظمة الدولية للهجرة الاربعاء من الرسو في المرفأ لتفريغ مساعدات انسانية بعد تلقي الضوء الاخضر من الحلف الاطلسي وسلطات المرفأ. وكانت السفينة تنتظر منذ السبت في عرض البحر بسبب الخشية من وجود لغم بحري. وبعد يوم سادته اجواء من القلق اعلن النظام انتهاء المهلة التي حددها الجمعة لثوار مصراته مع منتصف الليل كي يلقوا السلاح وقال انه يفكر في “تمديدها ليوم او يومين”.
واعتبر وكيل وزارة الخارجية الليبي خالد الكعيم ان “هناك اشارات ايجابية بين صفوف المواطنين في مصراتة” متحدثا عن “400 شخص” القوا السلاح. من جانب اخر اوضح ان العقيد القذافي الذي نجا الاحد من غارة جوية قتل فيها ابنه وثلاثة من احفاده، “بخير” وانه التقى “عدة مسؤولين قبليين” قبل لقاء قبلي كبير مقرر الخميس والجمعة.
ودوت ثلاثة انفجارات قوية جدا ليل الثلاثاء الاربعاء في العاصمة طرابلس حيث قتل ليل السبت الاحد سيف العرب (29 سنة) اصغر ابناء القذافي وثلاثة من احفاد الزعيم الليبي في غارة للحلف الاطلسي.
وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه الاربعاء ان هدف التدخل العسكري الدولي في ليبيا “ليس قتل القذافي” بل “قصف اهداف عسكرية” لطرابلس ووقف غارات الحلف الاطلسي في اقرب وقت معتبرا مقتل ابن القذافي من “الاضرار الجانبية”. واعرب عن “الامل في ان لا يدوم ذلك اكثر من بضعة اسابيع وبضعة اشهر على اقصى تقدير لكن من السابق اوانه التحدث عن مأزق”.
وتدخل تحالف عسكري دولي تقوده فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة في ليبيا في 19 اذار/مارس بتفويض من الامم المتحدة لانهاء القمعي العنيف الذي يمارسه نظام العقيد القذافي بحق شعبه. من جانبها اعلنت روما انها “تحاول وضع حد” للعمليات العسكرية في ليبيا.
وصرح وزير الخارجية فرانكو فراتيني ان ايطاليا “ستبحث مع المنظمات الدولية مثل حلف شمال الاطلسي وحلفائنا في تحديد نهاية” العمليات. وتستضيف روما الخميس ثاني اجتماع تعقده مجموعة الاتصال حول ليبيا بمشاركة وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلنتون. واعلن الرئيس نيكولا ساركوزي ان فرنسا ستقترح “في الاسابيع القادمة” عقد “مؤتمر اصدقاء ليبيا” لاعداد المرحلة الانتقالية في ذلك البلد. ورحبت قطر بهذا الاعلان لا سيما انها من الدول الاربع مع فرنسا وايطاليا وغامبيا التي اعترفت بالمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا ومقره في بنغازي.
من جانبه اعلن مدعي المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو ان لديه “ادلة وثيقة” حول جرائم ضد الانسانية ارتكبت في ليبيا موقعا صدور مذكرة توقيف بحق خمسة اشخاص قريبا. وقد اعلن مورينو اوكامبو في الثالث من اذار/مارس فتح تحقيق حول ارتكاب جرائم ضد الانسانية في ليبيا يستهدف خصوصا العقيد القذافي وثلاثة من ابنائه.
واضاف المدعي ان لديه ادلة حول استعمال قنابل عنقودية ضد المدنيين وكذلك “معلومات حول عمليات اغتصاب” ارتكبها جنود القذافي، وفيما يخص المتمردين معلومات حول اعتداءات استهدفت في بنغازي افارقة يشتبه بانهم مرتزقة لحساب نظام القذافي. وفي بنغازي وقع اعتداء، يعتبر لاول الذي يستهدف معقل الثوار بسيارة مفخخة مساء الثلاثاء قرب مقر المجلس الوطني الانتقالي واسفر عن سقوط جريحين.