النظارات المقلدة تجعل عيون الجزائريين في خطر
عرفت ظاهرة بيع النظرات الطبية المقلدة اوالمغشوشة والتي تستورد عادة وبطريقة غير شرعية من دول جنوب شرق أسيا، حيث تلقى رواجا كبيرا في أسواقنا
و هو ما اعتبره المختصون خطرا على عين المواطن لعدم توفرها على الطبقة الخاصة بالحماية. “سوق بومعطي” بالحراش، سوق “بابا عزون” للجملة هي الأماكن الأكثر بيعا للنظارات غير الطبية حيث اندهشنا إلى الكم الهائل من النظارات المعروضة للبيع على أشكالها وألوانها، وطوابير من المواطنين ينتظرون دورهم، حيث أكد لنا البائعون أنها تباع مثل الخبز، ويأتي إقبال المواطنين على اقتناء هذا النوع من المنتوجات وحسب ماأكده لنا بعض المواطنون منهم الآنسة “م.ف” أنهم يقبلون على اقتنائها نظرا لأسعارها المعقولة لتؤيدها في نفس الفكرة السيدة “ج.و” التي اعتبرت السعر المعقول أول ما يشد انتباههم أما عن المخاطر فهم يجهلون ذلك تماما، و عن سعر هذه النظارات أكد احد الباعة بسوق بومعطي أنها تتراوح أسعارها ما بين 100 و 200 دج، و هو ما يختلف عن السعر المعروض في المحلات الخاصة ببيع النظارات الطبية، هذا ما أثار سخط أخصائيين البصريات، حيث أوضح كريم مسعودي أخصائي في البصريات، أنها تعتبر منافسة غير شريفة حيث تراجعت الطلبات على النظارات الطبية بصفة كبيرة بعد ظهور هذه النظارات المقلدة والرخيصة، كما ناشد السلطات المعنية بوقف هذه الظاهرة، حماية للمستهلك خاصة ولمهنة أخصائي البصريات عامة التي ستزول لا محالة.
المختصون يحذرون من أضرار استعمال النظارات غير الطبية.
ولمعرفة أخطار هذه النظارات، تقربت “النهار” من الدكتور ايت قاسي السعيد أخصائي في طب العيون، حيث أكد أن ارتداء النظارات الشمسية أو الطبية المقلدة التي تباع على الأرصفة وبعض المتاجر الخاصة بالإكسسوارات، مضرة كثيرا بعين المواطن لعدم توفر الطبقة الخاصة بالحماية من الأشعة الضارة، حيث تسمح بمرور الأشعة فوق البنفسجية الموجودة في أشعة الشمس وشاشات التلفزيون والكمبيوتر وأضواء النيون إلى العين وتؤدي إلى الإصابة بالمياه البيضاء “الكاترات” .
ولدى استشارتنا للدكتورة “لوكاري صبري” أخصائية بصريات، حذرت هذه الأخيرة من استعمال هذه النظارات لأنها غير مدروسة طبيا خاصة فيما يتعلق بالنظارات الشمسية التي يجب أ ن تحمل علامة فوق البنفسجية أو التي يرمز لها ب”او.في” وهو فلتر يمنع الأشعة فوق البنفسجية والأشعة تحت الحمراء كما أن زجاجها مقاوم للكسر، وعن استفسارنا حول ما إذا قام المختصون في البصريات بحملات تحسيسية، صرحت الدكتورة أنها شاركت في حمالات تحسيسية في الإذاعة والتلفزيون حول مخاطر هذه النظارات الصيف الفارط، حيث وصفت هذه الخطوة بالحسنة لكنها غير كافية فلازال الأطباء والمختصون يطالبون السلطات المعنية بمكافحة الغش باتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من الظاهرة، لكن دون أي جدوى.
وأمام تفاقم الظاهرة، يبقى المواطن ضحية تجارة يقودها تجار غير شرعيون لايبالون بصحة المواطن، همهم الوحيد الربح السريع.