الميراث سيجعلني في خانة المطلقات
الميراث سيجعلني في خانة المطلقات
سيدتي، من الطبيعي أن كلما كبر الإنسان في السن إلا ويزداد رجاحة وتعقلا، إلا أن حماي سامحه الله غاب عقله وبات يهذي. بأن يلحقني بركب المطلقات لا لشيء. إلا بسبب الميراث الذي تحصلت عليه بعد وفاة أمي.
الميراث سيجعلني في خانة المطلقات
تزوجت منذ سنوات من رجل أحببته حبا كبيرا، وقد توسمت فيه العوض حيث أنني عشت يتيمة الأب، وقد وعدني حماي يوم تقدم لطلب يدي من والدتي بأن يكون لي الأب والصدر الحنون، كما أنه أخبرني بأنه قد يقف في وجه إبنه لو أن هذا الأخير مسني بسوء.
الأمر لم يكن على النحو الذي توقعته، حيث أنني ومنذ زواجي لمست من أهل زوجي إهتمامهم وطمعهم في مرتبي ، فأنا إطار في شركة محترمة ولي راتب معتبر لم أدخر منه فلسا منذ تزوجت، فعوض أن أكون مسؤولة من زوجي وجدتني أنا من يغطي كل المصاريف والأعباء، ولما كنت أقصد حماي الذي خلته عند وعده أجده ينصحني بضرورة الصبر والتريث ففي الغد ما من شأنه أن يجبر خاطري مع زوجي الذي أوهمني أنه يدخر ماله من أجل أبنائنا.
الميراث سيجعلني في خانة المطلقات
كل هذا وأنا أتجرّع طعم الخيبة من زوج وأب خذلاني، لكنني لم أخل يوما أنني سأحيا مثل ما أحياه من مشكلة هي مربط الفرس في طرحي هذا الذي امنح لك سيدتي من خلاله مفاتيح قلبي حتى تبددي همي. توفيت أمي منذ أشهر، وكما يقتضيه الشرع نلت وأخواتي نصيبي من الميراث. هذا الأخير الذي وعلى ما يبدو أسال لعاب أهل زوجي بما فيهم والده الذي طلب مني أن أمنحه ما تحصلت عليه كونه ينوي القيام ببناء منزل كبير يضم أبناؤه المتزوجين ومن يسكنون بيوتا إستأجروها.في البدء سيدتي إعتبرت أن الأمر مجرد دعابة أو هزل، لكنني فيما بعد وجدت أن حماي يبعث لي برسائل مع زوجي مضمونها الإسراع في منحه ما نلته من حق بعد وفاة والداي حتى تتنعم به أسرته.
الميراث سيجعلني في خانة المطلقات
صدقيني سيدتيـ، تهاوت أحلامي حينها وأحسست باللا أمان وتيقنت من أن زواجي لم يكن ليبنى على الحب والمودة والإحتواء، فما يجمعني بأهل زوجي لا يعدو إلا أن يكون المال ولا شيء غيره.إنتفضت لنفسي ولم أقبل المضي في كذبة عشتها زهاء سنوات، وأخبرت زوجي أنه لن يكون لهم أبدا حق في مال أهلي، فيكفيهم ما أخذوه مني عن طيب خاطر وغباء مني طيلة سنوات مضت. وقتها أبان زوجي وأوبه عن نواياهما، حيث أخبراني بصريح العبارة أنني لن أبقى بينهم ،ومن أنني سألحق بركب المطلقات بسبب تهوري وقرار سيعصف بحياتي.
متحسرة أنا سيدتي ومتأسفة على ما المّ بي على يد أب وجد أولادي الذي سيكون مصيرهم التشتت والضياع ، فأنا لا أريد أن أفرط في مال لا أعتبره حقا من حقوق أهل زوجي، كما أنني لا أريد الطلاق لأنه ليس لي بيت يحتضنني بعد وفاة والداي . أنا في حيرة من أمري سيدتي، فهل عليّ الخنوع لحماي ومنحه ميراثي حتى لا ألتحق بركب المطلقات؟
الميراث سيجعلني في خانة المطلقات
ن.ميرال من الشرق الجزائري
الرد:
هوني عليك بنيتي، وأطفئي لوعة ما تحيينه من موقف بالدعاء والتضرع إلى الله بأن لن يصيبك مكروه بإذنه تعالى، من المؤسف أن تجدي نفسك في هذه الحال وأنت من أخلصت وأبذلت في العطاء طيلة سنوات منحت فيها الغالي والنفيس ولم تنالي حتى الشكر والعرفان. أحسّ بشظايا الظلم وهي تعصف بقلبك الذي بات وحيدا بعد أن فارقتك أمك التي عشت بعد وفاتها تجربة عصفت بحياتك، وإلا فكيف نسمي من تنصل لوعده لك بأن يكون لك الأب والصدر الحنون ولو كان ذلك على حساب إبنه، حماك الذي أخلط عليك الأوراق وقلب موازين حياتك بقرار تعسفي.
إن تصرف حماك بنيتي يدل على طمعه الكبير في المال، كما أنه يدل على غطرسته بعد أن سولت له نفسه أن يساوم إستمرار زواجك من إبنه. بما ستمنحينه له من مال هو في الأصل حق لك . أتساءل عن موقف هذا الأب لو وضعت إحدى بناته في ذات الموقف، ترى هل كان سيقبل؟
الميراث سيجعلني في خانة المطلقات
من حقك أختاه أن ترفضي رفضا باتا تسليم ما بقي لك من ذكرى والديك لحماك. الذي ليس في نيته أن يقترض المال منك، بلأخذه بالمستريح ليحقق به أحلام ابنائه وييسر لهم سبل العيش. وعليك أن تخبريه أنه إن هو حقا دفع بإبنه لتطليقك. فإنه سيحيا بذنوب ستخنق مستقبله وتسيء لأخرته. تماسكي ولا تخاتف وليكن رفضك قاطعا بأن مال والديك أنت وأبناؤك أولى به. ما دمت تحت جلباب زوج لامسؤول، زوج لا يهمه هو الأخر سوى مالك ومرتبك. الذي إستنزفه منك طيلة سنوات ولم يسأل عن إحتياجاتك ولا عن طلباتك وكأني بك آلة لضخّ المال.
إن كان نصيبك أختاه أن تبقي على ذمة زوجك بعد هذه المشكلة. فذلك أحسن بالنسبة لأبنائك حتى لا يحيوا الشتات، أما إن حدث الطلاق فيمكنك بكل الإنكسار الذي سيكون من نصيبك أن تبني حياة جديدة. أنت وفلذات كبدك حتى تحيي منعّمة مكرّمة. بعيدة عن كل إبتزاز وتعسف من أهل زوجك سامحهم الله.
طالع أيضا :
📌📌 يتيح لكم تطبيق النهار الإطلاع على آخبار العاجلة وأهم الأحداث الوطنية.. العربية والعالمية فور حدوثها
حمل تطبيق النهار عبر رابط “البلاي ستور”
https://play.google.com/store/apps/details?id=com.ennahar.