إعــــلانات

المهربون يتحدثون للنهار عن خسائر فتح الحدود مع المغرب

بقلم النهار
المهربون يتحدثون للنهار عن خسائر فتح الحدود مع المغرب

وسط كل ما يروج ويدور على الساحة الإعلامية والسياسية حول إعادة فتح الحدود المغربية -الجزائرية والتي استمر غلقها لأكثر من 14 سنة كاملة،

وفي انتظار أن تعطي الجزائر موافقتها الرسمية على هذا العرض المغربي الذي يطالب بإعادة المياه إلى مجاريها و إعادة لم شمل شملي البلدين الشقيقين،اختارت جريدة “النهار الجديد” قصد بعض المناطق الحدودية بين البلدين،في جولة قادتها عبر كامل الشريط الحدودي، أشعرتنا بأن كل شيء يسير بوتيرة عادية كما لو أن سكان الحدود لم يسمعوا بما يدور في الحلبة السياسية ولو أن الأيام القليلة القادمة كفيلة بكشف المستور.
حدود مشفرة و شعبين لا تعنيهما السياسة
مارصدناه خلال جولتنا الميدانية للحدود أن شعبي البلدين البسيطين نجحا في تحقيق ما فشل فيه زعمائهما ،حيث أن الشعبين يتنقلان باستمرار و كثيرا ما يخترقان الحدود الجزائرية المغربية و بصفة دورية-يوميا- كما أن السواد الأعظم من المواطنين من كلا الجانبين كثيرا ما يدخلون في صفقات تجارية غير شرعية تمس مختلف المواد سواء الغذائية أو الصناعية،إضافة إلى علاقات مصاهرة واسعة بين العائلات المقيمة على الشريط الحدودي و معظمها مبنية على المصلحة و أفرادها يمتهنون التهريب، و مع هذا هناك عائلات أبعدت عن ذويها المقيمة على هذه الضفة أو تلك لسنوات طويلة و مع هذا هي ضد أن تفتح الحدود من جديد بما أن الأمر سيخدم المهربيين المغاربة عموما و المملكة المغربية خصوصا بالدرجة الأولى|،وهي آراء العديد من الشيوخ و الكهول الذين حرموا لذة اللقاء مع ذويهم و مع هذا قدموا مصلحة البلاد على أي مصلحة أخرى و لو كانت اقتصادية كون العملية ستلحق أضرارا فادحة بالاقتصاد الجزائري يضيفون.
ولو أن معظم الشباب البطال الذي حرم من فرص العيش الكريم في ظل انعدام فرص العمل،فتفاءلوا خيرا بالموضوع ،كون فتح الحدود سيفتح أمامهم فرص جديدة للحصول على منصب الشغل الحلم ، بما أنهم يأملون في الوصول إلى المغرب و ربما الظفر بمنصب شغل ما مما يمكنهم من فتح بيوت و تكوين أسر ،و في هذا الصدد يقول أحد الشباب الذين صادفناهم هناك “ربما ستفتح أمامنا أبواب الخير بفتح الحدود بيننا و بين أشقائنا المغاربة،ولم لا نحصل على عمل هناك عندهم ،يمكننا من فتح بيوت و تكوين اسر مثلنا مثل إخواننا في المناطق الأخرى من الوطن” حيث اتفق جميعمهم على أن فتح الحدود سيخلق حركية تجارية تنعش الاقتصاد الوطني عموما و تجارة المنطقة الحدودية خصوصا، و ما لمسناه  من خلال اقترابنا من نقاط التهريب الحدودية التي دلنا عليها بعض أبناء المنطقة أن عمليات التهريب لاتزال مستمرة بل و تعرف انتعاشا كون المهربين يعرفون كل الفجوات و كل المناطق و حتى استراتيجيات حرس الحدود من البلدين،و هذا بالنظر للعددالهائل للسيارات التي تتوافد على الحدود يوميا و لو أن أغلبها يحمل علامة رونو 25 و رونو 21 و مارسيداس.
حملة حسن النوايا المغربية
لن يختلف اثنان عاقلان في ان المستفيد الاكبر من عملية فتح الحدود هي الممملكة المغربية ،باعتبار انها تحاول جلب اكثر من 600 ألف سائح جزائري سنويا و هذا ما تؤكده الحملات الاشهارية التي تنتهجها في سياستها الخارجية عبر كامل قنواتها التلفزيونية وفي مقدمتها قيامها بالتشهير بطبخها المعروف عالميا و حتى بعادالتها و ملابسها التقليدية التي غزت الدول المغاريبية و حتى الاوروبية التي تعتبر مرآة الجزائريين الذين يعرفون بفضولهم لكل ما هو متداول بين المجتمعات الاوروبية،و يتصدرهها القفطان المغربي،و من هنا تبدو لنا جليا سياسة المغرب التنماوية و التي ترتكز على السياحة بالدرجة الاولى التي تعتبر ركيزة الاقتصاد المغربي.
السلع الجزائرية تغرق شرق المغرب
و قد اكد لنا جل المهربون الذين تقربنا منهم من خلال جولتنا الاستطلاعية هذه المارون بمنطقة “بني ذرار” المغربية التي تعج بالسلع الجزائرية بحيث أن السوق هناك جزائرية لا مغربية،و يتقدمها الخبز الجزائري الذي تصنعه أيادي نسوية من مغنية الجزائرية و يباع في المغرب بأسعار جد تنافسية و أقل بكثير من تلك الموقعة على الخبز المغربي،حيث فرض المغاربة –بذكاء- صفقات المقايضة التي تعود عليهم بالربح الوفير في السوق السوداء.

رابط دائم : https://nhar.tv/GCIfc