المنتخب ليس ملكا لأحد… وعهد التكتلات ماكـــــانـــش معـــــايـــــــا
تفاعل الشارع الرياضي الجزائري والأخصائيون الرياضيون في بلادنا مع التغييرات الجذرية التي أحدثها الناخب الوطني عبد الحق بن شيخة في المنتخب، من خلال إحداثه لثورة حقيقية في التشكيلة مست الركائز الأساسية للتشكيلة والحرس القديم إن صح القول- من خلال التضحية بأسماء كانت إلى وقت ليس ببعيد المساس بهم يدخل في خانة ”الحرام” والممنوع، على غرار الثنائي نذير بلحاج وعبد القادر غزال وبدرجة أقل جمال عبدون، وهو ما شكل مفاجأة مدوية في الشارع الرياضي الجزائري الذي لم يصدق أن هذا الثنائي الأول بدرجة خاصة قد تم الإستغناء عنهما.
وغير بعيد عن هذه الخطوة الجرئية التي أقدم عليها ”الجنرال” فإن الرسائل التي أراد توجيهها المدرب السابق للنادي الإفريقي التونسي أبعد من الإستغناء كوادر المنتخب، وما أراد قوله المسؤول الأول على العارضة الفنية للمنتخب الوطني الجزائري من خلال إنهائه لعهد لاعبين كاموا يظنون أنفسهم أنهم الكل في الكل في المنتخب الذي يعتقدونه ملكية خاصة يأمرون وينهون كما يشاؤون، ويحللون ويحرمون ما يحلو لهم، أن هذا العهد قد انتهى دون رجعة في قاموس ”الجنرال” الذي لا يعترف بالأسماء وإنما بمن يمنح الإضافة في للمنتخب، إلى جانب أن بن شيخة وبعد نكسة ”بانغي” الأخيرة أمام إفريقيا الوسطى في أول مهمة رسمية له على رأس المنتخب، يكون قد وقف على مكمن الخلل في المنتخب الوطني والمتمثل في سياسة ”التكتلات” الموجودة في المنتخب، والتي لمح لها الناخب الوطني السابق رابح سعدان بقوة في إطلالته الإعلامية عبر قناة ”نسمة” التونسية، لما أكد أن شيئا ما حدث في المنتخب عشية المباراة خلال التربص التحضيري المغلق، وهو الطرح الذي لمّح إليه ”الشيخ” انطلاقا من تجاربه السابقة في المنتخب مع هذه الأسماء، وهو ما جعله كذلك يعلن عن انفلات الأمور من يده في الآونة الأخيرة قبل استقالته على عكس ما كان عليه الأمر في السنوات الثلاثة الأولى، كل هذا يؤكد على وجود تكتلات في المنتخب، غير أنه افتقد للشجاعة عكس بن شيخة الذي يبدو أنه أحس بأن الأمور قد تسير نحو الأسوأ إذا ما استمرت الأمور على ما هي عليه حاليا دون أن اتخاذ إجراءات عاجلة وسريعة وعملية جراحية معمقة على جسد المنتخب الوطني الذي أظهرت التجربة القاسية له ببانغي دنه قد تعفن وفي حاجة إلى إسعافه وإخراجه من الوضعية الصعبة التي يتواجد عليها.
”هذه البداية ومازال مازال”.. القائمة قد تعرف ضحايا جدد
ويبقى الشيء الأكيد أن خطوة ”الجنرال” الجريئة هذه ستتبعها خطوات أخرى أكثر جرأة من خلال توسعة قائمة ضحايا المنتخب الوطني من الحرس القديم، خاصة وأن أسماء أخرى توجد على قائمة الانتظار لحمل حقائبها والرحيل من المنتخب في أقرب وقت ممكن سواء تلك التي لا تلعب بصفة منتظمة مع نواديها، أو باقي الأسماء التي قد تشكل عليه خطرا لتجسيد مشروعه في المنتخب والنجاح في مأموريته، خاصة وأن بن شيخة قد سبق وأن أعلن بصفة مباشرة وعلنية أنه لا مكان في المنتخب الوطني سوى للأحسن ولا مكان للمجاملة، وهو ما ما بدأ في تجسيده من خلال الثورة الكبيرة التي أحدثها في التشكيلة والتي لم نشاهدها منذ أزيد من ٣ سنوات كاملة، الأمر الذي نترقب على ضوئه أسماء جديدة ستتم التضحية بها من قبل ”الجنرال” خلال المواعيد القادمة.
التضحية بغزال، بلحاج وعبدون ليست لتدني مستواهم فحسب…
وعلى الرغم من الانتقادات اللاذعة التي وجهت للثلاثي بلحاج، غزال وعبدون بعد المردود غير الطيب الذي أبانوه مؤخرا وتراجع المستوى خاصة بالنسبة لبلحاج، إلا أن الشيىء الأكيد أن معيار الاستغناء عن هذا الثلاثي ليس بالضرورة المستوى، على اعتبار أن بلحاج يعد من الركائز الأساسية للمنتخب، وإن أجمع الكل على تراجع مستواه بعد الخيار الخاطىء الذي كان له باختيار البطولة القطرية، إلا أنه ليس الأسوأ في المنتخب، ونفس الأمر بالنسبة لعبدون المتألق في اليونان، وغزال الأكثر من ”محبوب” في ”الطليان”، فإن الشيىء الأكيد أن هذا الثلاثي أصبح مزعجا في المنتخب ويؤثر في مسيرة واستقرار ”الخضر” دون أن نجزم بمعرفتنا الأساسية لحيثيات المشاكل التي أضحوا يخلقونها في المنتخب والتي استدعت التضحية بهم، إلا أن في الأمر ”إن” كما يقال، قد تتضح الرؤية بشأنه خلال الأيام القليلة القادمة.
رائحة روراوة تفوح من القائمة… وهو من أعطى الضوء الأخضر للتغييرات
ودون الإنقاص من تحكم بن شيخة في زمام الأمور كمسؤول أول عن العارضة الفنية للمنتخب الوطني، غير أن ”رائحة” رئيس الفاف محمد روراوة تنبعث بقوة ويشمها كل من يطّلع على قائمة الخضر لموعد لوكسمبورغ، من خلال المفاجآت المدوية التي حملتها، والتي ما كانت لتحدث لو لم يتلق ”الجنرال” الضوء الأخضر من الرجل الأول في قصر دالي ابراهيم، بأنه يقف إلى جانبه في هذه التغييرات، حتى لا نقول أنه كان وراءها، على اعتبار أن الإستغناء عن الحرس القديم للمنتخب يتطلب أمرا فوقيا من روراوة، ليبقى بن شيخة مسؤولا على خياراته التي لا يمكن الحكم عليها في الوقت الراهن، إلى غاية الوقوف على مدى نجاعاتها من عدمها، لأنه ليس لدينا ما نخسره أكثر، وفقا للسان حال شريحة معتبرة من الجزائريين.