المناضلة الفلسطينية زكية شموط: وضعت مولودتها في السجن وأرضعتها في المحكمة
عرفت دولة فلسطين نماذج نسوية، صمدت صمود الرجال متحدية شوكة الاستعمار، ككل فلسطينية تعيش بالأراضي المحتلة،
عانت زكية شموط من الغزو الإسرائيلي، الذي ولد عندها روح التحدي والرغبة في استرجاع الأراضي المحتلة هذا ما يجعل كل واحدة من هن لها قصتها إلا أن ما يميز الفدائية زكية شموط عن غيرها من النساء المكافحات هو أنها أنجبت ابنتها في السجن و أرضعتها في المحكمة.
دخلت زكية السجن وهي حامل في شهرها الخامس ولأنها قضت نحو شهر في سجن “الناصر” فقد بقي أمامها كي تضع مولدوها الجديد نحو ثلاثة أشهر وهنا لابد ان نشير الا انه جاء في حديثها “عندما كنت حاملا خلال فترة التحقيق تحاشوا قدر الإمكان ضربي على بطني بل كانوا يضربوني على رأسي وأطراف يدي ورجلي في الوقت الذي كانوا يعلقون أمي من رأسها ساعات طويلة و يرشون والدي بالماء الساخن والبارد في دورات متتالية ،أما في سجن “الرملة” فلم أتعرض لأي تعذيب لأنني كنت أعترف بكل شيء تحت وطأة تعذيب أطفالي أمام عيني ،ولكنهم بدل من ضربي قاموا بتسليط السجينات الإسرائيليات ،المجرمات ،فكن بتسنين الفرص حين أخرج إلى ساحة السجن يتبعنني ليتفنن في ضربي وشتمي متجاهلين ما في بطني “. هي ماسات ما عانته في فترة الحمل إلا أن ما عاشته بعد الوضع لم يكن في الحسبان ، إذ بعد أسبوع من وضع طفلتها نادية وجدت زكية نفسها و ابنتها في الزنزانة الانفرادية الباردة و المظلمة لمدة أسبوع، وهي لم تكن قد تعافت بعد من ألام الوضع بالإضافة إلى أن الطفلة أصيبت بنزلة برد شديدة في ذلك المكان الموحش.كل هذا بسبب ردها لضربات إحدى السجينات التي تعرضت لها عندما كانت متجهة إلى صيدلية السجن من أجل إحضار بعض الحليب للصغيرة.
في أحد الأيام أخدت زكية إلى محكمة عسكرية صهيونية من أجل النظر في قضيتها فاضطرت إلى أخد ابنتها معها وفي تلك المحكمة قامت هذه المجاهدة بإرضاع ابنتها أمام حشد من العساكر والجنود .حيث نشرت صحيفة”دافار” الإسرائيلية صورة لها وهي تقوم بإرضاع ابنتها.
مرت سنة وستة أشهر كبرت فيهما نادية، و بدأت تدرك الأشياء من حولها، كتعلمها لبعض الشتائم بالعبرية من قبل السجينات، لتسألها مديرة السجن عن اسما فترد عليها نادية بشتيمة لها ولإسرائيل الأمر الذي دفع بالمديرة لرفع تقرير إلى إدارة السجن تطلب فيه فصلها عن أمها وذلك بنقلها إلى إحدى ملاجئ الأيتام مع إخوتها، ولم يمر على تلك الحادثة سوى ثلاثة أيام لتنقل بعد ذلك نادية إلى أحد الملاجئ بعيدة عن أمها بحجة أن إسرائيل لا تتحمل سجن طفلة لا علاقة لها بما ارتكبته أمها .
بعد انفصالها عنها انقطعت أخبارها ولم تعرف في أي ملجئ وضعت ،لتعود و تراها بعد عشرة سنوات و بعد أن قضت أربعة عشر عام في المعتقل إلى مصر التي رفضت استقبالهم على حد قولها ومن ثم قام الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد بإرسال برقية يرحب من خلالها بهم في الجزائر ومن هنا بدأت زكية شموط حياة جديدة وسط عائلتها التي كادت أن تفقدها. أما نادية التي عاشت أول سنوات عمرها في السجن مع والدتها فقد استرجعتها بعد أن كادت أن تفقدها وهي الآن متزوجة ومستقرة بالأردن.