المغـــــرب يعلـــــن حربـــــا إلكترونيـــــة علـــــى الجزائـــــر
”الرسالة وصلت من الهاكرز المغربيين.. تعرفون هذه الراية؟، أظن أنها للمغرب؟، تعرفون أن الصحراء هي ملكنا..؟”، هذا مقطع من نص رسالة تركها قراصنة مغربيون استهدفوا على مدار الأيام القليلة الماضية، مواقع إلكترونية جزائرية، بعضها لمؤسسات رسمية والأخرى لهيئات ومؤسسات إعلامية ومواقع إخبارية. قالت وزارة الخارجية في برقية لها، مساء أول أمس، إن قراصنة مغربيين استهدفوا موقع السفارة الجزائرية في العاصمة الأمريكية واشنطن، مضيفة أن القراصنة شلّوا الموقع لساعات، وقاموا بحذف كامل المادة والمعطيات الموجودة فيه، مخلفين وراءهم إشارات تدل على جنسياتهم ودوافعهم. وأضاف نفس المصدر، أن القراصنة المغربيين تركوا رسالة على صفحة استقبال الموقع الإلكتروني للسفارة الجزائرية، تمثلت في خريطة مزيفة، تضمنت التراب المغربي إلى جانب التراب الصحراوي، في إشارة واضحة إلى أن الصحراء المغربية هي ”جزء لا يتجزأ من التراب المغربي”، حسب ما تدعيه الرواية الرسمية المغربية. وقالت الخارجية إن القراصنة تركوا على موقع السفارة صورة للعلم المغربي، إلى جانب مقطع صوتي يتضمن النشيد الوطني المغربي، مضيفة أن عملية القرصنة تمت في محاولتين، جرتا نهاية الأسبوع الماضي، لتؤكد بذلك ما نشرته وسائل إعلام مغربية في وقت سابق، ومن ضمنها موقع ”هسبريس” المقرب من مصالح المخابرات المغربية، من أن قراصنة مغربيين استهدفوا موقع سفارة الجزائر بواشنطن. وقال بيان الخارجية إنه ”من خلال قرصنة الصفحة الرئيسية للموقع وإدراج خريطة المغرب تتضمن إقليم الصحراء الغربية المحتلة على أنغام النشيد الوطني المغربي، فإن القراصنة لم يتركوا أي مجال للشك في حقيقة هويتهم، أو من يقف وراءهم، والذين باتوا اليوم في يأس من أمرهم”، في إشارة إلى اتهام غير مباشر لجهات رسمية مغربية، بالوقوف وراء استهداف الموقع الرسمي للسفارة الجزائرية في الولايات المتحدة الأمريكية. وفي نفس السياق، تعرّضت مواقع إلكترونية جزائرية أخرةى، على غرار الموقع الإلكتروني الإخباري ”كل شيء عن الجزائر”، وموقع ”براس دي زاد” إلى القرصنة، حيث جرى شلّ الأول منذ يومين، فيما تعرّض الثاني إلى ”نسف إلكتروني شامل”، أتي على كافة محتوياته، وجرى تعويضها بالعلم المغربي ونص مكتوب يتضمن عبارة ”الرسالة وصلت من الهاكرز المغربيين”. تأتي هذه التطورات بعد أيام قليلة من استهداف موقع وزارة الداخلية، من طرف قراصنة مغربيين، ليتأكد بأن حملة ”القصف الإلكتروني” لمواقع جزائرية رسمية وغير رسمية، هو بمثابة إعلان عن حرب إلكترونية على الجزائر، كعملية انتقامية يائسة للفشل الذريع الذي منيت به الحكومة والدبلوماسية المغربية، ومن ورائها نظام ”المخزن”، بعد مجزرة العيون الصحراوية المحتلة، أين قتل أكثر من 15 صحراويا في حملة قمع همجية ووحشية من طرف قوات الإحتلال المغربي.