المعذرة يا زوجي كنت محقا
تحية طيبة وأزكى سلام وأسال الله أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال.
أردت اليوم المشاركة في هذا الركن من خلال رسالة أوجهها لـ زوجي الذي كان على صواب وكنت على خطأ فأقول له :
كنت محقا يا شريك حياتي، لقد انتهى رمضان لتصير حياتنا إلى ما كانت عليه، روتين العمل اليومي والعودة إلى البيت لأجده خاويا على عروشه.
كانت أياما جميلة تلك التي شعرت فيها بالتعب والإرهاق، كان بيتنا يعج بالحركة والضجيج.
أي نعم لم يكن الأمر يروق لي لكنني وبعدما ذهب صديقك وزوجته وابنه المريض، شعرت بفراغ كبير، وندمت كثيرا أنني لم أحسن إليهم أكثر.
كنت تقول إنها فترة وتزول، ونحن في شهر الخيرات والحسنة بعشر أمثالها والله يضاعف لمن يشاء.
فكنت أردد بداخلي أن هذا الكلام لن أنال منه سوى التعب، لأن صديقك كان بإمكانه أن يقيم في فندق حتى يقضي أموره المعلقة وينهى فحوصات ابنه، ثم يعود إلى مدينته.
وكنت أقول إن الإحسان في رمضان إطعام المساكين والفقراء، وهذا الرجل ليس مسكينا ولا فقيرا.
لكنني أدركت حقا أن الكلمة الطيبة أيضا إحسان والابتسامة أيضا والرفق والمعاملة الطيبة كلها لأصل ثابت وفروع في السماء.
لقد شعرت بالإحراج يوم ذهابهم، عندما أخرجت زوجة صديقك تلك الهدية القيمة، وقالت لي إنك تستحقين أكثر من هذا لأنك امرأة طيبة ومُحسنة.
ـ وما كنت كذلك ـ هدية قيمة جعلتني أدرك أن هؤلاء كانوا يبحثون عن اللمة وليس شيئا آخر.
فأرجو أن يغفر لي الله على ما جنت يداي، فقد انتهى رمضان ولم يبق إلا وجه الله ذو الجلال والإكرام.
نسيمة/ سطيف