المعارض الأردني ليث شبيلات: على الملك سماعنا قبل الانفجار
وجّه المعارض الأردني البارز ليث شبيلات رسالة واضحة للعاهل الأردني عبد الله الثاني دعاه فيها للتفاوض مع الشعب قبل “انفجار الجماهير”، كما انتقد بشدة ما وصفها بمحاكمات “الأربعين حراميا” فيما يشير الناس إلى “علي بابا”، على حد ما جاء في تصريحات له. و في بيان له مساء أمس عقب زيارته للنائب السابق أحمد عويدي العبادي ، الذي أوقفته محكمة أمن الدولة في سجن الجويدة على خلفية تصريحات له دعا فيها لحكم جمهوري في الأردن، دعا شبيلات إلى “علاج جاد سريع ليس له طريق يمنع انفجار الجماهير في رأيي سوى التفاوض مع شخص واحد لا ثاني له : الملك ، ليسمعنا ما يعرضه من خطط إصلاحية تشمله هو أولا و كل المحيطين به“.و أكد شبيلات أنه رغم زيارته عويدي العبادي التي رافقه فيها الناشط النقابي ميسرة ملص ، لا يتفق مع العبادي في صريحاته التي تندرج ضمن حقه “في حرية التعبير التي كفلها الدستور و المواثيق الدولية لحقوق الإنسان إذا لم تقترن بالقوة و الجبر و الإكراه”، و انتقد المعارض البارز إحالات مسؤولين سابقين و أهمهم مدير المخابرات الأسبق محمد الذهبي للمحاكمة بتهم الفساد و غسيل الأموال ، و قال “النظام المأزوم بات يرمي للشعب فاسدا وراء الآخر من 40 حراميا متأملا أن في ذلك منع وصول مطالبات الناس التي بدأت بتوجيه الإصبع نحو علي بابا الذي لولاه ما كان هنالك حرامية يعبثون في الأرض فسادا“. و تابع “و في ارتباك النظام هذا لن يجرؤ على محاكمة العبادي ، بل إن محاكمته إن حدثت فستنقلب إلى محاكمة النظام بمجمله الذي إنقلب على نفسه حيث اختطفت مؤسسات الشعب الدستورية المدنية و العسكرية و الأمنية و وضعت بغير وجه حق في يد حاكم منفرد أوصلت الأحوال إلى ما وصلت إليه“.و عدد شبيلات ملفات تحوي شبهات فساد اعتبر أنه “لا تقوم بها إلا مجموعة يرتبط بعضها ببعض ، و قد ثبت أن الخيوط فيها كلها تصل إلى الديوان الملكي، وما عاد هذا سرا عند أبسط الناس“.وفي تصريحات للجزيرة نت، انتقد شبيلات بشدة الشخصيات السياسية التي قال إن امتناعها عن رفع الحقائق وتحميل الملك و”حكم الفرد” مسؤولية ما جرى ويجري في الأردن هو الذي دفع الناس للإشارة له في الشارع في هتافاتهم ، مضيفا “مثل هذا التصرف من الناس قد يفضي إلى فوضى بينما الطريق الأسلم أن يتولى الزعماء الدفاع عن شعبهم وهو ما سيبعد الناس عن الفوضى“. وجاءت تصريحات شبيلات متوافقة مع مزاج عام بدأ من خلال تصريحات سياسية و هتافات لحراكات شعبية عادت لرفع سقف شعاراتها مؤخرا في رسالة بدت بأن الشارع غير قانع بمحاكمات الفساد حيث ذهبت مسيرات للمطالبة بمحاكمة رئيس الديوان الأسبق باسم عوض الله ، وسط تسريبات عن احتمال إحالة رؤساء حكومات سابقين لمحاكمات بملفات فساد قريبا ، و في كلمة له بمهرجان للإخوان المسلمين أمس ، قال المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين همام سعيد إن خطوة الحكومة بإحالة فاسدين للقضاء “مقدرة”، لكنه تساءل “كيف أصبح هؤلاء المسؤولون فاسدين؟“.وقال “من أجل السلطة المطلقة التي كانوا يمارسونها، واليوم نريد لهذه السلطة أن تعود إلى الشعب وأن لا تكون بيد فرد واحد أو بيد حاكم واحد، فالسلطة المطلقة هي فساد مطلق”. وزاد “لا مجال لمشاركة سياسية تكون فيه الأمور للمخابرات العامة أو للأجهزة الأمنية“.وكانت مدن أردنية قد شهدت أمس مسيرات تحت الأمطار عادت لتوجه الانتقادات للنظام و أجهزته المختلفة ، على وقع استمرار إضراب المعلمين في القطاع العام مع بدء الفصل الدراسي الثاني. كما جرت إضرابات و احتجاجات على خلفية مشروع لإعادة هيكلة الرواتب ، وسط تهديد قطاعات أخرى من بينها المتقاعدون العسكريون بالعودة للغة الاحتجاجات إذا لم تستجب الحكومة لمطالبها. و في تصريحات متتالية أكد العاهل الأردني و رئيس حكومته عون الخصاونة جديتهم في مكافحة الفساد و المضي بالإصلاح ، و هي تصريحات تخضع لتحليل مطول من السياسيين ، لكن وقعها على الشارع يبدو بطيئا بحسب ما يرى مراقبون لدرجة دفعت بسياسيين من رحم النظام للتحذير من أن يكون الأردن يمر بمرحلة “يأكل فيها النظام نفسه“.
الجزائر - النهار أولاين