المشردة ” ليندة “.. ورشتها الشارع و بيتها قاعة الانترنيت
حياة التشرد التي عاشتها جعلتها تحمل ريشتها لتعبر عن همومها و تتخذ من موهبة الرسم مصدر رزق لها، بيطاني ليندة تبلغ من العمر 27 سنة أم عانت الحرمان الذي ورثه عنها ابنها.
بدأت الحديث عن حياتها و التي وصفتها بالمأساة فكانت مسيرتها مملوءة بالأشواك و الذئاب الآدمية . عاشت طفولتها في مركز الطفولة المسعفة بالابيار ثم غادرته وعمرها الستة سنوات لتعيش وسط عائلة تبنتها من ولاية بسكرة بقيت هناك سنوات عدة ودرست إلى غاية الثانوية، لتقرر العائلة التي تبنتها التخلي عنها و إعادتها للمركز لكن لوقت قصير حيث غادرته حينما بلغت سن الثامنة عشرة كغيرها من الأيتام و هذا لان قانون المركز لا يسمح ببقاء الأطفال أكثر من سن الثامنة عشرة.
وجدت “ليندة” نفسها بشوارع العاصمة و كانت ضريبة التشرد تعرضها للاغتصاب الذي جعلها تحمل و تنجب على إثره طفل قاسمها رحلة الشقاء، وهو ما حز في نفسها ضمان لقمة العيش له و بإحساس الأمومة حملت ريشتها لترسم صور أناس مقابل بضعة نقود تتقوت بها هي و طفلها الرضيع الذي تتركه كل صباح عند احدى العائلات و تذهب إلى العمل و عند عودتها في المساء تحضنه لكن لم يدم ذلك طويلا ووجدت نفسها عاجزة على إبقائه معها لتتركه عند تلك العائلة وترحل بعيدا عنه.
اخذت من الشوارع الكبرى بالعاصمة ورشة لها و كانت البداية شارع حماني بالعاصمة ” شاراس” سابقا أين تعرضت لمضايقات من المواطنين فانتقلت إلى شارع حسيبة ثم إلى ساحة اودان والتي وجدناها بها أين كانت جالسة على كرسي تحمل قلم رصاص و أمامها ورقة بها خطوط أولية لوجه شخص طلب منها أن ترسمه و عرضت علينا بعض اللوحات لأشخاص رسمتها و كانت جد متقنة و كأن اللوحة صورة فوتوغرافية برغم من أن الوسائل التي تستعملها بسيطة.
أما فيما يخص قناعتها بعملها قالت ليندة ” لا أريد آن أفكر في الأمر إن كان يعجبني أو لا لأنني انظر إلى الأمر كحل مؤقت و أريد الأحسن فانا الآن اعمل بالشارع و أتعرض لمضايقات و في المساء اذهب إلى قاعة الانترانت لأقضي الليلة بها لأنها لا تملك منزلا تأوي إليه.