المدرسة العليا لأساتذة التعليم التكنولوجي بوهران تتحول إلى مدرسة متعددة التقنيات
ستتحول المدرسة العليا لأساتذة التعليم التكنولوجي بوهران إلى مدرسة متعددة التقنيات و ذلك اعتبارا من الدخول الجامعي المقبل حسبما أعلنه اليوم الثلاثاء مديرها عبد الباقي بن زيان. فبعد 42 سنة من تفرغها لتكوين الأساتذة في التخصصات التقنية و التكنولوجية لفائدة قطاع التربية الوطنية ستشهد المدرسة منعرجا حاسما سيجعلها تواكب متطلبات و حاجيات القطاع الاقتصادي و الصناعي حسبما أبرز ذات المسؤول على هامش ملتقى حول “الشراكة جامعة-مؤسسة أداة للتنمية المستدامة”.و أوضح بن زيان أن هذا التحول سيسمح بمطابقة حجم ونوعية التكوين وفق حاجيات المؤسسات الجزائرية وتنميتها وأفاق تطورها مبينا أن التكوين على ضوء هذا النظام الجديد سيكون بالاعتماد على إستراتيجية التكوين وفق الطلب. و أشار إلى أن التحول سيكون وفق مراحل من خلال مخطط “مدروس” سيتم في ظله الانتقال بصفة شاملة إلى النمط الجديد من التكوين فيما يتواصل التكوين وفق النظام القديم خلال السنوات القليلة المقبلة ريثما تنتهي الدفعات الحالية من مسارها التعليمي. و ذكر ذات المصدر في نفس الصدد أن الصيغة الجديدة بهذا الصرح الجامعي ستتميز بانتقاء الطلبة النجباء والمتفوقين في امتحان شهادة البكالوريا وستكلل فترة التكوين بشهادات في التخصص بدرجة “مهندس مدارس كبرى” وهو ما يعادل “مهندس دولة” المعتمد في النظام القديم. و لتحقيق الأهداف الإستراتيجية لهذا التحول أبرز بن زيان أنه قد شرع في تنظيم سلسلة من اللقاءات مع مختلف الشركاء الاقتصاديين للتشاور والاستماع إلى انشغالات رؤساء المؤسسات حتى تأخذ بعين الاعتبار في بلورة المناهج والمحتويات البيداغوجية. و أضاف أنه سيتم العمل على تطوير تصور مشترك حول الشراكة ما بين الجامعة والمؤسسة بالوطن مرتقبا “استحداث شعب وتخصصات علمية جديدة في التكوين لمواكبة حاجيات المؤسسات والقطاع الصناعي بالدرجة الأولى”.و من جانبه أكد مدير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار خلال هذا اللقاء الذي شهد مشاركة رؤساء مؤسسات وأكاديميين أنه لا يمكن بلورة إستراتيجية صناعية واقتصادية بدون إقحام الجامعة. و قد عرفت أشغال الملتقى المنظم من قبل المدرسة العليا لأساتذة التعليم التكنولوجي تقديم مداخلات ومناقشات حول واقع ومستقبل الشراكة بين الجامعة والمؤسسة بالجزائر. و استعرض عدد من رؤساء المؤسسات العمومية والخاصة بالمناسبة ثمار تجربة شراكتهم مع الجامعة والنتائج التي تحققت بفضل ذلك. كما تم التوقيع على عقود شراكة ما بين رؤساء مؤسسات صناعية من سعيدة وأدرار والشلف من جهة ورؤساء مخابر علمية وتطبيقية متخصصة في مختلف الفروع بالمدرسة المذكورة. للإشارة فان المدرسة العليا لأساتذة التعليم التكنولوجي تمكنت من تكوين منذ 1970 سنة نشأتها حوالي 6200 أستاذ تكفلوا بالتأطير التعليمي لتلاميذ مختلف الأطوار لقطاع التربية الوطنية.