إعــــلانات

المتمردون الليبيون يتراجعون ويخسرون النفط

المتمردون الليبيون يتراجعون ويخسرون النفط

عاد الجيش الليبي الى الهجوم فيما الثوار يتراجعون شرقا ويفرون في الصحراء وقد تملكهم الهلع في حين تواصل قوات العقيد معمر القذافي هجوما سعيا لاستعادة السيطرة على موارد النفط.

فقد سيطرت القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي صباح الاربعاء بدون معارك تذكر على مصب رأس لانوف النفطي الاستراتيجي على مسافة مئتي كلم شرق سرت، بعدما بقي ثلاثة ايام فقط في قبضة الثوار.

وخلف مقود سيارته الرباعية الدفع القابعة خلف جدار محطة كهربائية على مسافة عشرة كلم من راس لانوف يجلس عبدالحمي صحتي ويداه ترتجفان.

ويقول “مساء امس كنا داخل المدينة قرب المصفاة. بدأ الامر قرابة الساعة 7,30، اطلقوا علينا صواريخ وقذائف من العيار الثقيل فرحلنا. انهم يصلون بسرعة”.

وفي السيارة يجلس خمسة ثوار، ووجوههم المنهكة تعكس هزيمة الجيوش الفارة. يقول التاجر الاربعيني المتحدر من بنغازي “التفوا حول المدينة من الصحراء واطلقوا النار على مركزنا للمراقبة، لم يكن بوسعنا القيام باي شيء”.

بعدها يصل اربعة مقاتلين اصغر سنا في سيارة مازدا مترهلة، ويقول احدهم “انتزعوا منا المصفاة. انهم يتقدمون في سيارات بيك اب مليئة بالرجال، يتقدمون بسرعة كبيرة. انهم يطلقون النار. لا تبقوا هنا!”.

ويحاول السائق جاهدا تشغيل المحرك ولكن يبدو ان البطارية تعطلت. يهرع الثلاثة الاخرون لدفع السيارة التي تنطلق في نهاية الامر فيفرون في اقصى سرعة.

وعلى حافة الطريق يوقف مدنيون السيارات النادرة المتوجهة الى رأس لانوف ويشيرون لهم الى اثر رصاصة اصابت صندوق سيارتهم الخلفي وينصحونهم بالعودة ادراجهم.

وبعد عشرين كلم تظهر نقطة تفتيش تسودها اجواء من الهلع فيهرول شبان ويحاولون وسط الصيحات تسلق البيك اب الذي يواصل سيره بالكاد متمهلا.

ويقول نبيل محمد الثلاثيني وهو يضع نظارتين شمسيتين وينتعل حذاء رياضيا حاملا بندقية كلاشنيكوف، انه يعتزم “العودة الى بنغازي” على مسافة 320 كلم شرقا، ويوضح “في المدن يمكننا ان نقاتل، يمكننا وقفهم. لكن هنا في الصحراء، هذا امر مستحيل، انهم ينزلون بنا مجازر قبل ان نلمحهم حتى لاطلاق النار عليهم”.

ويعبر ثلاثة شبان ممددين على اغطية في مؤخر شاحنة، وأحدهم يضم الى صدره مسدسا اوتوماتيكيا يبدو اشبه بلعبة بين يديه.

ويقول حمد منصور (52 عاما) الذي قضى 14 عاما ضابطا في الجيش النظامي الليبي قبل ان يتقاعد ان كتائب القذافي “تلقت تعزيزات في سرت، وحتى في طرابلس. باتوا الان مطمئنين. مضت ثلاثة ايام بدون شن غارات جوية عليهم لفتح الطريق لنا. لقد فهموا انهم طالما لا يخرجون في مدرعات ثقيلة، فان الطائرات الفرنسية والبريطانية لن تهاجمهم. هذه هي النهاية بالنسبة لنا هنا، لم يعد بوسعنا الصمود”.

ويضيف فيما يحضه رفاقه على الصعود في الشاحنة لمواصلة الفرار “القذافي بحاجة الى وقود. لم يعد لديه اي وقود. راس لانوف، البريقة، المصبات النفطية، هذا ما يريدونه. وسوف يسيطرون عليها هذا المساء، وبعد ذلك سوف يتوقف.. ربما”.

رابط دائم : https://nhar.tv/O6d97