إعــــلانات

اللاذقية مدينة اشباح بعد ايام من الرعب

اللاذقية مدينة اشباح بعد ايام من الرعب

تحت بعض المحال التجارية ابوابها لبضع ساعات الاثنين في مدينة اللاذقية السورية، المرفأ الرئيسي للبلاد، الا ان غالبية المدارس بقيت مقفلة، ولم يلتحق الموظفون باعمالهم، بعد موجة العنف التي ضربتها خلال الايام الماضية.

وقال عصام الخوري من سكان اللاذقية لوكالة فرانس برس عبر اتصال هاتفي معه ان “المحال التجارية فتحت ابوابها لساعات، ولكن الموظفين لم يلتحقوا بعملهم”.

واضاف هذا الصحافي الذي يدير مركز التنمية البيئية والاجتماعية في اللاذقية “لقد بقيت معظم المدارس مغلقة كما فضل الاهل عدم ارسال اطفالهم اليها” وعادت الشوارع الى هدوئها عند حلول المساء حيث لزم السكان منازلهم.

واشار الخوري الى ان “نحو 200 شخص ساروا في تظاهرة الاثنين لمساندة درعا” في حي الصليبة في اللاذقية من دون تسجيل اي مواجهات، كما لفت الى قيام “مسيرة ثانية ضد الطائفية” في ساحة اوغاريت في وسط هذه المدينة التي يتعايش فيه السنة والعلويون والمسيحيون.

واعتبر ان قوى الامن “فوجئت بما حدث في اليوم الاول (الجمعة) مشيرا الى ان هيكليتها لم تكن جاهزة لممانعة على هذا المستوى”.

ووصلت تعزيزات عسكرية ليل السبت الاحد لاحلال الامن في اللاذقية التي تبعد 350 كلم عن العاصمة، حيث لاحظت مراسلة فرانس برس انتشار عدد كبير من وحدات الجيش على مفترقات الطرق الرئيسية فيها، وفي ساحة الشيخ ضاهر التي شهدت اعنف الاحداث في المدينة.

واضاف الخوري ان سكان هذه المدينة “لجأوا لحماية احيائهم بوضع حواجز عند مداخل الازقة”.

وشاهدت مراسلة وكالة فرانس برس الاحد عددا من الشبان يقومون بوضع سواتر معدنية واطارات واعمدة خشبية عند مداخل الازقة لاستخدامها كحواجز حماية.

واسفرت الاحداث في اللاذقية خلال الايام الثلاثة الماضية عن وقوع 13 قتيلا من مدنيين وعسكريين و185 جريحا، اضافة الى مقتل اثنين من المحتجين، بحسب مصادر رسمية وطبية.

وهاجم خلال اليومين الماضيين بعض الشبان المسلحين بالعصي والخناجر المتاجر والسكان، فيما انتشر عدد من القناصة على سطوح المباني وكانوا يستهدفون المارة.

واشار خوري الى انه من “المبكر جدا معرفة من يقف وراء هؤلاء الاشخاص” لافتا الى “تحقيق يجري بهذا الخصوص”.

الا ان بثينة شعبان مستشارة الرئيس الاسد حملت الاحد الاصوليين الاسلاميين مسؤولية اعمال العنف التي وقعت في سوريا اخيرا، معتبرة انها اعمال عنف تستهدف ضرب التعايش الديني في البلاد.

واكد عبد الكريم ريحاوي رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان في سوريا لوكالة فرانس برس “انه بحسب معلومات (يملكها) القى المواطنون في اللاذقية القبض على اغلب العناصر المسلحة وسلموهم الى قوات الامن”، مشيرا الى انهم “ينتمون الى جنسيات عربية مختلفة ويملكون اسلحة ومبالغ كبيرة من المال”.

وتشهد سوريا منذ اسبوعين احتحجاجات غير مسبوقة ضد النظام ولا سيما في درعا جنوب البلاد.

وتجمع في درعا (جنوب) التي شهدت اعنف التظاهرات في الايام القليلة الماضية، متظاهرون في وسطها ظهر الاثنين قبل ان تقوم قوات الامن بتفريقهم، وفق ما افاد شاهد عيان.

واضاف الشاهد ان “بعض المتظاهرين قاموا الاثنين بكشف احد رجال الاستخبارات الذي اندس بينهم فقبضوا عليه” من دون ان يقدم تفاصيل اضافية.

من جهة اخرى، دعا مجلس الشعب الرئيس السوري الى توضيح اجراءات تعزيز الديموقراطية التي وعد بها، كما وقف دقيقة صمت حدادا على ارواح قتلى تظاهرات الايام الاخيرة، على ما صرح النائب محمد حبش لفرانس برس الاثنين.

واعلن مصدر سوري رسمي الاثنين ان مسيرات “دعم وتأييد للرئيس السوري بشار الاسد ستجري الثلاثاء في جميع المدن السورية”.

وقالت مديرة التلفزيون السوري ريم حداد لوكالة فرانس برس ان “المواطنين سيقومون غدا (الثلاثاء) بمسيرات دعم وتاييد للرئيس السوري وللبلاد”.

كما دعت نقابات مهنية عدة اعضاءها الى المشاركة في هذه المسيرات في مختلف المدن السورية.

وانشأ مناصرون للرئيس السوري صفحات على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” دعوا فيه الى المشاركة في هذه المسيرات، فيما ينوي الرئيس السوري انهاء العمل بقانون الطوارىء المطبق منذ العام 1963.

من جهة ثانية نقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) الثلاثاء عن نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ان الاسد “سيلقي كلمة هامة خلال اليومين القادمين تطمئن كل ابناء الشعب”.

ومن المنتظر ان يعلن قريبا الغاء العمل بقانون الطوارىء المعمول به منذ 1963 اي منذ ان تولى حزب البعث السلطة، كما اعلنت شعبان، كما سيعلن عن اجراءات جديدة تتعلق بالعمل الحزبي وحرية الاعلام.

واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان الاثنين ان السلطات السورية اعتقلت خمسة محامين، ودعا هذه السلطات الى “الافراج الفوري عن كافة معتقلي الرأي”.

ودان المرصد في بيانه “امعان السلطات السورية في ممارسة سياسة الاعتقال التعسفي بحق المعارضين السياسيين ونشطاء المجتمع المدني وحقوق الإنسان” مجددا “مطالبته بالإفراج الفوري عن كافة معتقلي الرأي والضمير”.

وكان هذا المرصد ومقره لندن اعلن الاحد في بيان ان الاجهزة الأمنية السورية اعتقلت خلال التظاهرات التي جرت الجمعة “عشرات الشبان في مناطق مختلفة من سوريا وتمكن المرصد من الحصول على اسماء بعضهم”.

وعدد البيان اسماء 41 شخصا قال المرصد انهم اعتقلوا في دمشق وحمص ودير الزور ومدن اخرى.

واضاف البيان ان “الاجهزة الامنية في دمشق اعتقلت الاحد ضحى حسن وزاهر علمين”.

وتحدثت منظمة العفو الدولية من جهتها عن لائحة من 93 شخصا اعتقلوا خلال اذار/مارس بسبب انشطتهم على الانترنت في دمشق وحلب وبانياس ودرعا وحمص وحماه ومدن سورية اخرى.


رابط دائم : https://nhar.tv/XPcrE