''القشقاش'' جنّد شقراء نصرانية لتفجير الدرك بمنطقة القبائل
استمع قاضي التحقيق بغرفة الاتهام، أول أمس، إلى أقوال شابة في العشرينات من العمر تسمى ”سميرة” بعد توقيفها من طرف قوات الدرك الوطني منذ فترة بعد اشتباهم في علاقتها بالجماعة الإرهابية التي تنشط بتيزي وزو وضلوعها في العديد من العمليات الإرهابية التي هزت المنطقة خلال سنتي 2010 و2011.
وكشفت مصادر أمنية على صلة بملف الحال، أن القضية تعود إلى تاريخ 4 جويلية 2011، حينما أوقفت دورية تابعة لأمن دائرة بني دوالة بولاية تيزي وزو المسماة ”سميرة. ح” من مواليد 32 أوت 1988، وهي تتسكّع بالشارع في ساعة متأخرة من الليل، وعند التحقيق معها تبين أنها على صلة بجماعة إرهابية تنشط بالمنطقة، حيث اعترفت أثناء أطوار التحقيق أن الإرهابي المسمى ”مزيان” والذي تربطه بها علاقة حميمية، قد كلفها بنقل مبلغ مالي قدّر بـ15 ألف ديمار ووضعه تحت تصرّف والدته القاطنة بقرية إيغيل بوزرو، وقالت الشابة التي تنحدر من واضية والتي تدين بالمسيحية وبالتحديد المذهب الكاثوليكي، أنها تعرّفت على الإرهابي مزيان عن طريق شاب كانت تربطها علاقة حميمية به وكانت تقيم لديه عندما غادرت منزلها العائلي، وأكدت أنها لم تكن تعرف أنه ينتمي إلى جماعة إرهابية، حيث في أحد الأيام عرّفها صديقها على شاب هو شقيق الإرهابي الذي تولّى تقديمها للإرهابي ”مزيان”، وأكّدت أنه أخذها إلى مسكن مهجور وسط الغابة، حيث تعرّضت لاغتصاب جماعي من الإرهابي رفقة الأمير القشقاش الذي أصبحت فيما بعد عشيقته رفقة عدد من الإرهابيين الذين كانوا يتداولون عليها في سهرات ماجنة بأدغال منطقة القبائل والتي كانت تتعاطى فيها المخدرات والمشروبات الكحولية.
من جهة ثانية، اعترفت الشابة الشقراء ”سميرة” أن جماعة ”موح القشقاش” وصديقه الإرهابي ”مزيان” كانوا يكلفونها بالتجسس على قوات الأمن إلى جانب قضاء بعض الحاجيات مثل تزويدهم بالغذاء وطهي الطعام بمعاقل الإرهابيين، ومن بين المهام التي أوكلت إليها -تقول سميرة للمحققين– أن القشقاش طلب منها التجسّس على ثكنة بني عيسي التابعة للدرك الوطني والتي استهدفتها الجماعات الإرهابية في 25 جويلية 2011 في عملية انتحارية بسيارة مفخخة، حيث طلب منها اختلاق قصة للدخول إلى داخل الثكنة وجمع المعلومات المتعلقة حول عدد الأفراد المتواجدين بالداخل وكذلك فريق المناوبة، وبالفعل تمكنت الإرهابية من قضاء ليلة داخل الثكنة مدّعية أن أحد الرجال المسنين رافقها إلى أمام الدرك لقضاء الليلة حتى لا تتعرّض للاعتداء من طرف المنحرفين، غير أن المتهمة أنكرت أن تكون قد زوّدت الإرهابيين بأي معلومات، موضحة أنها غادرت الثكنة في الصباح وذهبت إلى بيتها لتعرف أن نفس الثكنة تعرّضت لاعتداء إرهابي بعد يومين من الحادثة.
كما اعترفت المتابعة بتهمة جناية الانخراط في جماعة إرهابية، أن الجماعة طلبت منها زرع عبوة ناسفة على قرب من حاجز أمني بأزفون، غير أنها أكدت أنها رفضت ذلك ودافع عنها عشيقها ”مزيان” الذي قال للأمير القشقاش أنها غير قادرة على تنفيذ مثل هذه العمليات، في حين أكدت أنها وقت حدوث انفجار القنبلة كانت بشاطئ أزفون رفقة صديق آخر يدعى ”أغيلاس”، وقالت إنها سمعت أحد أفراد الجماعة أسود البشرة ويتحدث باللغة التارڤية وهو يتصل بفتاة يطلب منها تنفيذ العملية. ومن جهة أخرى، اعترفت الشابة أن عشيقها ”موح القشقاش” وصديقه ”مزيان” أبلغاها أنهما وراء اختطاف المقاول ”مراد بيلاك” في شهر ماي 2011، غير أنها لا تعرف مكان تواجده، كما كشفت أن الجماعة كانت تخطط لتفجير كل محطات المسافرين بتيزي وزو وبني دوالة. للإشارة، فإن القضية ستعرض على المحكمة الجنائية في الدورة الجنائية المقبلة بمجلس قضاء تيزي وزو.