القاعدة تُعدم إرهابيا موريتانيا بعد اتهامه بالتجسّس
العميل الإستخباراتي كشف عن أسماء مستخدِميه في شريط فيديو قبل تصفيته
أوقف عناصر تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي عميلا استخباراتيا موريتانيا، انخرط في صفوف الجماعات الإرهابية المسلحة بمنطقة الأزواد في مالي منذ 5أشهر، للتجسس على خططهم وسياساتهم في المنطقة، قبل أن ينكشف أمره نظرا للمعلومات التي كان يرسلها إلى قادته، حيث تم استجوابه من طرف أحد الإرهابيين، وكشف خلالها عن أسماء العسكريين الذين جنّدوه وطريقة التواصل معهم.
وأظهر شريط فيديو نشر أمس، على موقع وكالة الأنباء الموريتانية، عملية استجواب العميل الإستخباراتي من قبل عناصر القاعدة، حيث اتّضح بأن لهجة الشخص الذي كان يستجوب العميل هي لهجة جزائرية، وتحدث العميل عن طريقة تجنيده، والمهام التي كُلِّف بها داخل التنظيم الإرهابي، فضلا عن استغلاله لثقة تنظيم القاعدة في البداية، لإيصال معلومات عن أسماء بعض عناصرها وتحركاتهم لجهاز المخابرات الموريتانية. وذكر العميل ،الذي أُعدم رميا بالرصاص، إسم مدير الإستخبارات الخارجية بموريتانيا، اللواء محمد ولد مكت على أساس أنه صاحب هذه المبادرة، حيث قال أنه طلب منه جمع كل المعطيات الخاصة بهذا التنظيم الإرهابي، مثل أسماء عناصره وأرقام هواتفهم، إلى جانب كيفية التعسكر والحراسة، وكذا تحركاتهم وطريقة تفكيرهم والأجندات المسطرة، زيادة عن معلومات أخرى أيّا كان نوعها.وتجدر الإشارة إلى أن عبد المالك دروكدال استنكر بعض العمليات التي قام بها أمراء الصحراء، من تقتيل وتصفيات، وذلك عقب العملية التي قام بها عبد الحميد أبو زيد ضد عدد من الذين شكك في ولائهم للإستخبارات، وتوقفت مثل هذه الأمور منذ ذلك الحين، قبل أن يظهر هذا الشريط ، ما يوحي بانشقاق القاعدة عن نفسها مرة أخرى وعدم احترام الزعامات والألقاب. وتعامل العميل الإستخباراتي، حسب ما أدلى به أمام عناصر التنظيم الإرهابي، في الشريط الذي بثته وكالة الأنباء الموريتانية المستقلة على موقعها الإلكتروني، مع شخصيات أخرى في المخابرات على غرار الرائد أحبيبي ولد الدلول ونقيب آخر يسمى خيري، مؤكدا أن هذا الثلاثي هو من كان يتواصل معهم طيلة الفترة التي قضاها في صفوف الجماعة الإرهابية المسلحة. وكلّفت الإستخبارات الموريتانية عميلها بتنفيذ أجندة موازية للأجندة التي كلفه بها تنظيم القاعدة، حيث تم تجنيده من قبل الجماعة الإرهابية لتفقّد طريق الأمل الذي يعد المعبر الوحيد للسياح الأجانب، وإبلاغهم بكل تحركاتهم لتنفيذ عملياتهم، في الوقت الذي خطّط الجيش الموريتاني لعملية مضادة عن طريقه، بحيث يبلّغ هذا الأخير قادة التنظيم بمرور سيارات لأجانب عبر ذلك الممر، على أن يكون ركابها من المخابرات، مسلحين ويشبهون السياح الغربيين للإشتباك مع الإرهابيين وتصفيتهم. وتمكن تنظيم القاعدة من اكتشاف هوية العميل الإسخباراتي -حسب الفيديو- قبل الإيقاع بالجماعة، في الوقت الذي نفت المخابرات الموريتانية على لسان مجنِّد هذا الأخير اللواء محمد ولد مكت، تعامله مع الضحية أو دسه في أوساط الجماعة الإرهابية للتجسس على مخططاتها، رغم أن العميل ذكر كل تفاصيل هذه الصفقة، والأموال التي تلقاها من قبل الجنرال والقادة الآخرين الذين كان يتواصل معهم. وذكر الضحية من خلال الفيديو إسم الإرهابيين اللذين استقبلاه بـ”تمبوكتو” في بداية تجنيده ونقله إلى مقر الجماعة بمكان يسمى ”الزبارة”، وهما إبراهيم القندهاري ومحمد، واللذان بلّغ عنهما قادته العسكريين، زيادة على خطة التنظيم، في تتبع تحركات الجيش الموريتاني بمنطقة ”ولاتة”، وكشف العميل عن مقتل ثلاثة مجندين موريتانيين اتهمهم التنظيم بالعمل لصالح الإستخبارات