“القاعدة” تقرر عدم الرد على فتوى أمير “حماة الدعوة السلفية” ببطلان العمليات الانتحارية
أفادت مراجع متطابقة أن أجهزة الأمن سجلت في غضون الأيام الأخيرة سلسلة من الاتصالات لعائلات ناشطين ضمن تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” قصد تسليم أنفسهم للسلطات
مقابل تمكينهم من تدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنية. وقال مصدر على صلة بالملف لـ “النهار” نقلا عن أحد التائبين الذي سلم نفسه لأجهزة الأمن الأربعاء الماضي أن خلافات شديدة ضمن قيادة أركان التنظيم المسلح حول مضمون الدراسة الشرعية التي أصدرها سليم الأفغاني أمير تنظيم “حماة الدعوة السلفية” حول بطلان العمليات الانتحارية من الناحية الشرعية وحتى أيضا الاعتداءات التي تستهدف الأجانب وراء حالة تململ كبير سجل في التنظيم الإرهابي في الفترة الأخيرة.
ولم تفض اللقاءات التي تمت بين قيادات أركان التنظيم المسلح إلى تحديد موقف واضح من “حماة الدعوة السلفية” بسبب مخاوف من تأثير عكسي قد يتسبب في تصدع تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” سيما بعد أن أشار سليم الأفغاني إلى عودة أساليب الخوارج في إشارة إلى العمليات الانتحارية التي استنكرها علماء السلفية الجهادية في العالم مثل أبو بصير الطرطوسي وعلماء الحجاز. وأبلغ التائب أجهزة الأمن أن التنظيم المسلح قرر على الأرجح عدم الرد على فتوى سليم الأفغاني رغم تزايد القلق لدى عدد كبير من أمراء السرايا والكتائب سيما في المنطقة الثانية التي يتزعمها حاليا أحد قدماء “الجيا” الذين شاركوا في مجزرة بن طلحة أيام عنتر الزوابري.
وحسب مراجع “النهار” فإن سبب رفض قيادة “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” إصدار رد فعل على تنظيم “حماة الدعوة السلفية” يعود إلى مخاوف من أن يتسبب ذلك في رحيل الناشطين السلفيين ضمن التنظيم المسلح سيما بعد أن تأكدت بأن سليم الأفغاني تبرأ للمرة الثانية في أقل من سنة من الاعتداءات الإجرامية التي تنفذ بواسطة السيارات المفخخة.
ولحد الساعة سلم عشرة مسلحين من “القاعدة” أنفسهم إلى أجهزة الأمن في كل من ولايات تيزي وزو وبومرداس منهم أربعة ناشطين ضمن “خلايا انتحارية” ويعتقد أن الاتصالات التي تلقتها أجهزة الأمن في هذه الولايات من عائلات المسلحين قد تفضي قريبا إلى تخلي عدد آخر عن العمل المسلح.
وميدانيا فشل التنظيم المسلح في الإبقاء على الإستراتجية السابقة في تنفيذ الاعتداءات الإرهابية ضد قوات الأمن والجيش في المناطق النائية وهو ما دفعه إلى تبني أسلوب خوارج “الجيا” من خلال القتل العشوائي والجماعي للأبرياء بواسطة السيارات أو الشاحنات المفخخة. وتكون هذه التطورات وراء تركيز أجهزة الأمن في الفترة الأخيرة على جهود إقناع المسلحين ببطلان العمليات الانتحارية من الناحية الشرعية من خلال إذاعة القرآن الكريم والتي أثمرت أيضا بقرار هام أصدره أمير “حماة الدعوة السلفية” تبرأ فيه أمام الله من شرعية العمليات الانتحارية التي تستهدف الشعب الجزائري المسلم.