الفنان الجزائري أصبح “مال بلا راعي” وأطلب مقابلة خليدة تومي لنقل همومنا
زوجي تدخل مرة واحدة عندما رفض التوقيع لروتانا.. وانتظروا ألبومي الجديد
صوتها ارتبط بالغناء الطربي، تخرجت من المدرسة القرآنية ورتلت القرآن قبل أن تحترف الغناء، كانت مجرد موهبة صوتية ثم صقلتها بمرور الوقت، وخاصة بعد مشاركتها في برنامج “ألحان وشباب” لعام 1988 ، أين تحصلت على المرتبة الخامسة بأغنية “أنت عمري” لكوكب الشرق أم كلثوم رغم صعوبة الأداء وصغر سنها، ما جعلها تحسن من أدائها وترتقي شيئا فشيئا إلى صوت له خاصيته ومكانته في الساحة الفنية، وقد عزز موقعها تمسكها بنوع طربي أصيل وظلت كذلك دون تغيير أو انقلاب كما فعل بعض الفنانين، إنها المطربة زكية محمد، التي يتهمها الكثير بالتكبر حتى من طرف زملائها الفنانين، حلت ضيفة على الجريدة “النهار” ملبية بتواضع كبير دعوتنا، تكلمت بكثيرمن الانفعال عن وضعية الفنان الجزائري المهمشة، وتحدثت عن “ضريبة” زكية لإخلاصها للفن الأصيل من خلال ساعتين من الزمن التي جمعتنا معها.
* تأخرت كثيرا عن جمهورك، لماذا كل هذا الكسل؟
- من حق جمهوري أن يلومني لأنني فعلا تأخرت عليه، وهذا راجع لانشغالي الكثير في البحث الذي قمت به بخصوص الكلمات والألحان، والذي استغرق وقتا طويلا، وكذلك من أجل مراقبة ما يجري في الساحة الفنية ومعرفة ما يطلبه الجمهور لأكون عند حسن ظنه، خاصة بعد طول غياب.
** إذن ننتظر من عملك الجديد أشياء كثيرة؟
ـ الحمد لله، كل شيء كان على أحسن ما يرام، وأنا دخلت الأستديو للتسجيل حيث تعاملت مع كبار كتّاب الكلمات على غرار بلقاسم زيطوط، ونور الدين بن غالي، وأغاني من التراث المغاربي النايلي، الألبوم فيه ثماني أغاني جديدة أنواعها مختلفة، وأتمنى أن تنال إعجاب الجمهور الجزائري.
** زكية معروفة بأغانيها الملتزمة وغير التجارية، لكن أظن أن هذه المرة الأمر يختلف؟
– الشريط فيه أنواع كثيرة من النايلي إلى المغربي، الفلامينغو، والشاوي. زكية معروفة بطابعها غير التجاري لأنني بكل صراحة لا أعتمد على الفن في مصاريفي اليومية رغم أن الفن أعطاني أشياء كثيرة، أنا أول من سجل أغاني عصرية عاصمية من أيام “أولاد حومتي”، “على غفلة”، لكنني لم أستمر في هذا النوع لأن طبيعة أغاني تختلف عن هذا النوع الذي أحترمه كثيرا وكذلك سفري المستمر إلى بلدان المشرق العربي.
** ورغم أنك من جيل تأثر كثيرا بموجة الراي، وحتى من كان يغني الفن العاصمي والشرقي والسطايفي تحول إلى مغني الراي، لأنه مطلوب أكثر، ومازلت في 2008 تستمتعين بأغاني أم كلثوم؟ هل تعتبرين “إنسانة قديمة” كما يقال؟
– أغاني الراي أستمع إليها وأحترم مؤديها، ولا أحد ينكر أنها هي من أوصلت الأغنية الجزائرية إلى العالمية، لكنني لا أتأثر بالنوع الذي ينجح في السوق. أما فيما يخص أغاني أم كلثوم فأنا أتنفسها وحتى ابنتي نائلة تستمع إليها وإلى ميادة وأصالة وفضل شاكر.. “خلي يقولو علي إنسانة قديمة”.
**وربما هذا ما جعل البعض يتهمك بالتكبر والتعالي على جمهورك وحتى زملائك الفنانين؟
ـ الحمد لله، الإشاعات التي تلاحقني وصلت إلى هذا الحد فقط. لماذا أتكبر عليهم، من هي زكية محمد حتى تتكبر على الناس، أطلب الاحترام لا أكثر ولا أقل، أنا بنت حسين داي، حي شعبي، من عائلة عادية جدا، أحب عملي وأحترم الكل ولا أطلب منهم أكثر من الاحترام.
** رغم أنك من الأوائل الذين غنوا واشتهروا في المشرق العربي إلا أنك انقطعت عن كل ما هو عربي، لماذا؟
ـ لماذا، الجزائري ليس عربيا؟ (تتساءل) لم أنقطع عن البلدان العربية، أذهب بين الفترة والأخرى لكنني لا أستطيع أن أطيل الزيارات مثل زمان، لا تنسي أنني زوجة وأم ومسؤولة عن عائلة، رغم أن الملحن المصري “حلمي بكر” يتصل بي باستمرار للعمل لكوني من بين الأوائل الذين تعامل معهم، إلى جانب السيدة وردة.
** هل يتدخل زوجك الطيار في عملك، مثلا يمنعك من المشاركة في أي حفل أو مهرجان أو أغنية؟ وهل يمانع في دخول نائلة أو نور عالم الغناء؟
ـ كما قلت هو طيار، لكن عنده أذن سميعة جدا وفنان، تدخل مرة واحدة في حياتي الفنية عندما منعني من الإمضاء لشركة روتانا، أما عدا ذلك فلا يتدخل أبدا لأنه يؤمن بي كفنانة، وحتى إذا أراد ابني نور أو ابنتي نائلة احتراف الغناء، فلا يمانع، فقط يجب عليهما إنهاء دراستهما أولا، وأنا كذلك مستعدة لإفادتهما بتجربتي الطويلة لأنني أؤمن بأن الذي يحب شيئا سينجح فيه حتما.
** بعد طول هذا المشوار، هل ما زالت عندك أمنيات لم تحققيها بعد في المجال الفني؟
ـ أكيد، وإلا أموت أحسن.. تضحك.. أمنيتي الأولى أن يتوحد الغناء العربي وأن يهتموا أكثر بوضعية الفنان في الجزائر، لأننا وصلنا إلى طريق مسدود وأصبح الفنان الجزائري “مال بلا راعي”. كما أطلب من الوزيرة للمرة الثالثة لقاء للحديث عن حالة الفن والفنانين في الجزائر، كما أتمنى أن يعجب ألبومي الأخير جمهوري العزيز، وشكرا لكم جميعا على حسن الاستقبال.
جديد زكية محمد ألبوم ” مجنون”
سينزل إلى السوق في الأيام القليلة القادمة شريط المطربة زكية محمد الجديد الذي يحمل ثماني أغاني تضم أغنية من نوع الفلاميغو مع رضا سيكا، و”سلطان الروح” كلمات بلقاسم زيطوط وألحان قويدر بوزيان، الأغنية الثالثة نايلية بعنوان “سيدي نايل”، والتي وضعت ألحانها زكية بالصدفة، كما قالت، وتعلق عليها أمالها لنجاح هذا الألبوم، “اللي ساكن قلبي” كلمات وألحان نور الدين بن غالي، و”حبيبي ولالي” لحن للمرحوم المعطي بشير، بالإضافة إلى “دقت قلبك” و”لا تلوم”، بالإضافة إلى “مانا إلا بشر” من التراث المغربي.