العيد فرصة لتتصافى النفوس وتوثيق الروابط بين الأرحام

من المعاني الإنسانية التي ترتبط بالعيد، وتتأكد بمظاهره الخيّرة “صلة الرحم” التي تتميز عن سائر العلاقات الاجتماعية، وهي من أقوى الروابط وأكثرها رسوخا وثباتا. ومع الإحساس الفطري والشعور الوجداني بقوة هذه الرابطة وثباتها وتميزها على سائر الروابط والعلاقات الإنسانية والاجتماعية، فإنها بحاجة إلى التذكير بحقوقها دائما. لهذا خص القرآن الكريم الرحم والقرابة بكثير من العناية والرعاية. 

العيد فرصة لتتصافى النفوس

ويأتي العيد. ليكون فرصة عظيمة لتوثيق الروابط والصلة بين الأرحام. وصلة الرحم تكون بزيارة الأهل ومعونتهم بالنفس والمال، كما تكون بعيادة المرضى وإجابة الدعوة، والتهنئة بما يسرّ وبصفة عامة تكون صلة الرحم بإيصال ما أمكن من الخير،  وتكون قطيعة الرحم بعدم مودة الأهل وتوجيه الإساءة وترك الإحسان إليهم، وقد حذر الإسلام من قطيعة الرحم معتبرا إياها من أبغض الأمور عند الله،

وإن مما يؤسف عليه أن بعض المسلمين. جردوا هذه الأعياد من حليتها الدينية، وعطلوها عن معانيها الروحية الفوارة التي كانت تفيض على النفوس بالبهجة، وبالبشر مع شدة الأحوال؟ فأصبح بعض المسلمين يلقون أعيادهم بهمم فاترة، وحس بليد وشعور بارد وأسرة عابسة حتى لكأن العيد عملية تجارية تتبع الخصب والجد، وتتأثر بالعسر واليسر والنفاق، لا صبغة روحيه تؤثر ولا تتأثر.

العيد فرصة لتتصافى النفوس

ولئن كان من حق العيد. أن نبهج به ونفرح وكان من حقنا أن نتبادل به التهاني، ونطرح الهموم ونتهادى البشائر، فإن حقوق إخواننا تتقاضى أن نحزن لمحنتهم ونغتم، ونعنى بقضاياهم ونهتم. فالمجتمع السعيد الواعي هو ذلك الذي تسمو أخلاقه في العيد إلى أرفع ذروة، ويمتد شعوره الإنساني إلى أبعد مدى، وذلك حين يبدو في العيد متماسكا .

فصلة الرحم شعار الإيمان بالله واليوم الآخر، وسبب لزيادة العمر وبسط الرزق والمراد بزيادة العمر، إما البركة فيه أو أن الزيادة على حقيقتها، فالذي يصل رحمه يزيد الله في عمره، وصلة الرحم من أعظم أسباب دخول الجنة، وتشيع المحبة بين الأقارب.