العاهل السعودي عبدالله بن عبدالعزيز في الولايات المتحدة لتلقي العلاج
توجه العاهل السعودي عبدالله بن عبدالعزيز (86 عاما) الاثنين الى الولايات المتحدة لتلقي العلاج بعد اصابته بانزلاق غضروفي، فيما ليس من المتوقع ان يكون لغياب اي تأثير على الاستقرار في المملكة ذات الثقل الاقتصادي والسياسي الكبير في المنطقة.
واناب العاهل السعودي ولي العهد الامير سلطان بن عبدالعزيزلادارة شؤون البلاد، وذلك غداة عودته في وقت متأخر الاحد الى الرياض من المغرب
وذكر بيان للديوان الملكي ان الملك عبد الله (86 عاما) “غادر اليوم الاثنين الى الولايات المتحدة الاميركية لاجراء بعض الفحوصات الطبية، وقبل مغادرته، اصدر الملك امرا ملكية اناب بموجبه ولي العهد الامير سلطان بن عبدالعزيز ادارة شؤون البلاد
وقال الامر الملكي “انبنا بموجب امرنا هذا صاحب السمو الملكي الأخ الامير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد في ادارة شؤون الدولة ورعاية مصالح الشعب خلال فترة غيابنا عن المملكة”.
وكان اقطاب أسرة ال سعود الحاكمة استقبلوا الامير سلطان في قاعدة جوية في الرياض بعد عودته من مدينة أغادير التي كان فيها في اطار زيارة خاصة منذ حوالى 12 أسبوعا.
وإنحسر نشاط ولي العهد البالغ من العمر حوالى 85 عاما بشكل كبير بسبب فترة العلاج والنقاهة المطولة منذ العام 2008، ويعتقد ان الامير سلطان يعاني من مرض السرطان بحسب محللين ودبلوماسيين.
وقلل المحلل السياسي اللبناني المقيم في لندن عبدالوهاب بدرخان من خطورة مرض العاهل السعودي وإعتبر ان عودة ولي العهد تهدف الى الابقاء على الغطاء المطلوب للمؤسسات في غياب الملك.
وقال بدرخان لوكالة الأبناء الفرنسية “إعتقد ان المعلومات التي اعلنت عن الوعكة كانت واضحة، ثم ظهور الملك للكلام مع السعوديين كان برهانا آخر” على عدم خطورة الوضع، “لكن الحالة الصحية ربما تتطلب معالجة عاجلة واضطر الملك الى السفر”.
وحول التساؤلات التى تطرح بسبب العارض الصحي للملك في ظل مرض ولي العهد، قال بدرخان “دائما هناك تساؤلات حول وضع الحكم في السعودية، ولكي لا تكون هناك تساؤلات عاد الامير سلطان من المغرب لكي تكون المؤسسات مغطاة وفقا للاصول وكما يتوقع السعوديون”.
وبحسب بدرخان “كان بالامكان اخفاء المشكلة الصحية للملك لكن كان عليه المشاركة في كثير من المناسبات خلال الحج. كان لا بد من اعلان الخبر واعلان ما هو الظرف الصحي الحقيقي ولا اعتقد ان هناك اي شيء يمكن ان يكون قد اخفي على الناس”.
واعتبر المحلل ان “العارض الصحي محدود وسيصار الى معالجته. في حال حصل تأخير (في أمريكا)، لكل حادث حديث”.
وكان الديوان الملكي اعلن الاحد ان العاهل السعودي الذي تعد بلاده اهم منتج في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) سيسافر الى الولايات المتحدة لتلقي العلاج في مؤسسة طبية لم يحددها، بسبب الانزلاق الغضروفي الذي يعاني منه والتجمع دموي حول العمود الفقري، ما يسبب له الاما حادة.
والانزلاق غضروفي حالة مؤلمة ولكن يمكن معالجتها وتتطلب الراحة.
من جهته طمأن وزير الصحة السعودي عبدالله الربيعة الاحد الى ان العاهل السعودي “يتمتع بصحة جيدة وهو في وضع مستقر” مؤكدا انه سيستكمل علاجه في الولايات المتحدة.
وقال الربيعة في تصريح نقلته وكالة الانباء السعودية الرسمية “اطمئن الجميع ان خادم الحرمين الشريفين يتمتع بصحة جيدة وهو في وضع مستقر”.
واضاف ان العاهل السعودي “يعاني فقط من انزلاق غضروفي وتجمع دموي وأوصى الفريق الطبي بأن يغادر الى الولايات المتحدة الأميركية لزيارة أحد المراكز المتخصصة في العمود الفقري لاستكمال الفحوصات الطبية ومتابعة العلاج”.
وقبل مغادرته الى الولايات المتحدة، اصدر الملك عبدالله سلسلة من المراسيم بما في ذلك التمديد لكل من مفتي السعودية وسفير المملكة في الولايات المتحدة.
وبعد خمسة ايام من الاعلان عن مرضه، اي في 17 نوفمبر، عين الملك عبدالله ابنه الامير متعب وزير دولة ورئيسا للحرس الوطني الذي كان الملك يرئسه شخصيا.
كما قبل طلب استقالة اخيه الامير بدر بن عبدالعزيز من منصب نائب رئيس الحرس الوطني بسبب ظروفه الصحية.
والملك كان يرأس منذ 1962 الحرس الوطني المؤلف من عناصر من البدو معروفين بولائهم ومكلفين بحماية المواقع الاستراتيجية على غرار المنشآت النفطية، وكذلك افراد العائلة المالكة.