“الظواهري تسلق على أكتاف الجماعة المسلحة في الجزائر وحرّضهم على الإسراف في القتل”
بقلم
م. صالحي
يواصل كتاب “مذكرة التعرية لكتاب التبرئة” لصاحبه السيد إمام عبد العزيز منظر الجهاديين، تعريته لمغالطات أيمن الظواهري، وتلاعبه بشكل انتهازي باستقرار الشعوب ومصائر الحركات الإسلامية ودفعها إلى العنف الدموي، ليس عن قناعة وإيمان راسخ بهذه المواقف وإنما لمجرد هدف واحد ذاتي هو أن “يتسلق” على أكتاف الآخرين بحثا عن الشهرة وقيادة الأمة الإسلامية، باللعب على المقدسات الإسلامية أحيانا، وبتحريف الدين الإسلامي والخروج على إجماع الأئمة أحيانا أخرى، وذلك حسب الظروف وموازين القوة.
- وأشار الكتاب، الذي تنفرد بنشره “الشرق الأوسط” ونشرت فصلا منه أول أمس الخميس يتعلق بأزمة الجزائر، إلى أن أنه بعد انتهازيته التي مارسها في مصر، وفشل فيها، وانتهى بإصدار بيان في 1995 يطلب فيه من أصحابه وقف العمليات، وهو ما أقرته الجماعة الإسلامية في 1997، تسلق الظواهري الجماعة الإسلامية المسلحة الجزائرية، وظل يحرّضهم على الإسراف في القتل في مجلات “المجاهدون” و”الأنصار” الصادرة في لندن، وظل يبرر لهم أفعالهم لسنوات لمجرد أن يكون له حضور في ساحة الإعلام الجهادي، ولتكون له يد عند تلك الجماعة عند وصولهم لحكم الجزائر، الذي ظنه وشيكا.
- وفي سياق تلاعبه بمصير الأمم، وكيله بمكيالين في تطبيق القيم والمبادئ الإسلامية، حيث شجع الجماعات المسلحة في مصر على وقف أعمالها المسلحة، رغم أنها كانت انتقائية وتستهدف أهدافا معينة ومدروسة، شجع نفس الأعمال في الجزائر وتبناها، وشحذ لها حملات إعلامية مضللة، رغم أنها كانت إرهابية وهمجية بشعة لم يعرف التاريخ مثلها، أضاف صاحب الكتاب، الذي كان مقربا ومرجعا للظواهري، أنه لما كثر النقد ضد الجماعة الإسلامية المسلحة في الجزائر (الجيا) تراجع الظواهري عن تأييده لها، ليبقي على ماء وجهه، بعدما برر لهم الإجرام كما يبرره اليوم لبن لادن. ولما أفلس في الجزائر بعدما أفلس في مصر، جاءت للظواهري فرصة الظهور الإعلامي باشتراكه في الجبهة العالمية لجهاد اليهود والصليبيين التي أعلنها بن لادن في 1998، واقتضى اشتراكه فيها نوعا من التبرير، فوضع نظرية قتال العدو البعيد، وهو الولايات المتحدة الأمريكية، وألف كتابا تحت عنوان “فرسان تحت راية النبي” العام 2000.
- وذهب المؤلف إلى أن الظواهري ظل يحرّض الجماعات الإسلامية المسلحة على الصدام في مصر، السودان والجزائر، بينما يهرب عندما تشتد المواجهة، ليكون عليهم المغرم (الخسائر) وله المغنم (المكاسب من السلامة والشهرة والأموال). وأنه مازال يمارس هوايته في التحريض عبر وسائل الإعلام إلى اليوم، ولم يرتق الظواهري في الرجولة مع إخوانه إلى مرتبة اليهودي الكافر حُيَي بن أخطب. وقال “وقد أردت أن أحذر الناس منهم، خاصة شباب المسلمين، الذين يصطادهم هؤلاء بمجموعة من الأفكار المنحرفة والخطب الحماسية ليلقوا بهم إلى المهالك بدون أي طائل ولا أدنى إنجاز على أرض الواقع إلا الصياح الإعلامي الذي يُغطون به على جرائمهم ويلبّسون به الأمور على الناس”، ليصل إلى قوله “ولقد تكلمت كثيرًا في أسباب فشل الحركات الإسلامية، وكنت دائمًا أقول: إن الشك في القائمين على العمل الإسلامي خير من الشك في وعد الله: «وكان حقا علينا نصر المؤمنين» (الروم: 47) فوعد الله حق ولا يتخلف النصر إلا بنقص في الإيمان الواجب وذلك فسق، ولا يغني وجود بعض الصالحين إذا كثر الخبث، كما صح الحديث بذلك.
رابط دائم :
https://nhar.tv/jiD1V