الصراعات السياسية تؤثر على الأعمال الأدبية للكاتب
اعتبر الشاعر الجزائري خالد بن صالح والكاتب العراقي محسن الرملي المشاركان في المهرجان الدولي للأدب وكتاب الشباب أن الصراع بشتى أنواعه تؤثر على الأعمال الأدبية للكاتب سواء من ناحية الشكل أو المضمون. وأثار الشاعر الجزائري والكاتب العراقي امس الثلاثاء بالعاصمة في محاضرة بعنوان “الصراع في الأدب” تأثيرات النزاعات السياسية والعنف على أعمالهما الأدبية التي احتوت تجارب شخصية وأحداث مؤلمة خاضاها خلال فترات تاريخية شهدها بلداهما. واستعرض الشاعر الجزائري خالد بن صالح الذي صدرت له مجموعتان شعريتان الأولى بعنوان “سعال ملائكة متعبين” (2010) و120″ مترا على البيت” (2012) تجربته الشخصية مع الكتابة الشعرية وكيفية نقل هواجسه عن طريق العمل الادبي. وركز الشاعر على مدى انعكاس سنوات الارهاب (خاصة التسعينيات) على تكوينه الشخصي على المستوى الأدبي والسياسي والاجتماعي معتبرا أن الكتابة تتجاوز الكثير من الخيالات فهي تتعلق بالاعتراف بالذات. وأشار خالد بن صالح الى أن الأدب يستطيع أن “يضفي جمالية على الألم والحزن والدم” من خلال اتخاذ موقف انساني ازاء تلك الأوضاع دون التوغل في الرثاء مضيفا “أن ما عاشته الجزائر وبلدان عربية أخرى يستدعي وقفة تأملية” باعتبار تلك الاحداث “مادة دسمة” للكاتب. من جانبه يرى الكاتب العراقي محسن الرملي أن حالة النزاعات السياسية والصراعات المسلحة منذ حرب الايرانية العراقية والغزو الأمريكي للعراق أثرت على انتاجه الأدبي وانعكس ذلك في رواية “حدائق الرئيس” (2012) التي وصف فيها ما حدث في العراق خلال ال50 سنة الأخيرة. وأبدى الكاتب تأسفه من كونه لا يستطيع التجرد من الكتابة عن حالة الصراع الدائر في بلده قائلا انه يحلم في أن يكتب رواية خيالية أو بوليسية بعيدا عن الازمات السياسية. وأشار الكاتب الذي يستقر حاليا في اسبانيا الى أن “الاديب الحقيقي هو الذي يقف الى جانب الخاسر وليس المناصر والى جانب الضحية ولا الجلاد” معتبرا أن الأدب الذي يقف الى جانب المناصر يصبح “أدبا تعبويا”. وبحسب رأي الكاتب فإن الأدب هو الذي يستطيع أن يوصل ما يجري من أحداث الى الأفراد والجماعات أكثر من كتب التاريخ والصحافة التي تورد أرقاما فقط. وكان من المنتظر أن يشارك في هذا اللقاء الأدبي الأديب السوري خالد خليفة والتركية أسلي أردوغان التي كان من المقرر أن تشارك يوم غد الاربعاء في لقاء آخر الا “أن الأوضاع الأمنية التي يشهدها بلداهما حالت دون حضورهما في المهرجان” حسب المنظمين. و تتواصل فعاليات الطبعة السادسة للمهرجان الدولي للأدب و كتاب الشباب إلى غاية 22 جوان في العاصمة وتيبازة وتيزي وزو من خلال لقاءات أدبية و عروض موسيقية وورشات للأطفال.