الشيخ كرمالي يفتح قلبه للنهار : علينا أن نحفظ الدرس المصري جيدا
يفتح عميد المدربين الجزائريين الشيخ عبد الحميد كرمالي قلبه لجريدة النهار الجديد ، ليجيب على كامل الأسئلة التي وجهة له ، حيث يكشف صاحب التتويج بكأس إفريقيا الوحيدة للخضر
الأسباب الحقيقة التي كانت وراء تراجع البطولة الوطنية بصفة عامة والمنتخب الوطني بصفة خاصة كما يتحدث عن كأس أمم إفريقيا الأخيرة و يكشف ولأول مرة بعض الخفايا والحقائق على منتخب جبهة التحرير الوطني ، فإليكم الحوار كاملا .
أين هو الشيخ عبد الحميد كرمالي ؟
أنا موجود حاليا بمسقط رأسي بمدينة سطيف ، مع عائلتي الكبيرة والصغيرة .
منذ إعتزالك لم تعد تظهر كثيرا ؟
لا ، على العكس كما قلت لك أنا موجود حاليا بمسقط رأسي ، صحيح لقد إبتعدت كثيرا على الملاعب منذ مدة أي منذ إنسحابي من العارضة الفنية لوفاق سطيف ، والحمد لله أن الأسرة الرياضية وكذا السلطات المحلية وعلى رأسها والي الولاية تفكرتني وقامت بتنظيم حفل إعتزالي الموسم الفارط .
إبتعدت عن الملاعب ، لكنك لازالت تتابع الكرة كما تسميها ؟
هذا صحيح ، حتى قبل إعتزالي للتدريب وكذا إستقالتي من العارضة الفنية لوفاق سطيف الذي كان أخر فريق أدربه في حياتي ، كنت بعيدا عن الملاعب ولم أعد أتنقل لأشاهد التدريبات والمقابلات الرسمية مثلما كان في السابق ، إلا أنه وعلى الرغم من كل ذلك لازلت أتابع أخبار الكرة من خلال الجرائد وكذا متابعة التلفزيون .
هل تابعت كأس أمم إفريقيا الأخيرة بغانا ؟
لم أتابع كأس أمم إفريقيا الأخيرة فقط ، بل تفاعلت معها وعايشتها لحظة بلحظة ، وذلك راجع لعدة أسباب ، أول تلك الأسباب ، المستوى الرائع والجيد الذي ظهرت به جميع المنتخبات وبخاصة المنتخب الأنغولي الذي أبهرني ، نفس الشىء بالنسبة للمنتخب المصري الذي تنبأت له بالإحتفاظ بكأس أمم إفريقيا للمرة الثانية على التوالي حتى قبل إنطلاق البطولة ، إضافة إلى الأهداف الكثيرة والرائعة التي سجلت في دورة غانا ، وهنا أوؤكد بأن دورة غانا حطمت الرقم القياسي في تسجيل أكبر عدد ممكن من الأهداف ، والدليل على كلامي تصريح رئيس الفيفا بلاتير ورئيس الكاف عيسى حياتو حول تحسن الكرة الإفريقية بشكل كبيرة وتركيزهم على الأهداف الكثيرة المسجلة هذه الدورة .
معناه ، أن الكرة الإفريقية تسير نحو التحسن بشكل كبير ؟
بالطبع ، الكرة الإفريقية هي الأن تسير نحو العالمية ، أنظر إلى كم من مناجير قدم خصيصا إلى دورة غانا من أجل متابعة النجوم وإكتشاف اللاعبين لتحويلهم إلى النوادي الكبيرة ، وهو دليل على أن الكرة الإفريقية في تطور كبير بصفة عامة وأن اللاعب الإفريقي يتمتع بإمكانات كبيرة ولايزال يحظى بثقة كبار روؤساء الأندية بصفة خاصة .
لكن هناك من المنتخبات الإفريقية من تسير نحو المجهول ، وأقصد هنا بمنتخبنا الوطني ؟
هذا صحيح أنا أوافقك الرأي ، الفرق مابين المنتخبات الإفريقية التي شاركت في دورة غانا الأخيرة ومنتخبنا الوطني فرق شاسع جدا ، هؤلاء عملوا تعبوا وهم الأن يحصدون مازرعو ، لكن اليوم نحن في الجزائر يأتي البعض ليصرح بأننا في تحسن ، عن أي تحسن يتحدثون ؟
هل عدم تأهل الخضر إلى كأس أمم إفريقيا لمرتين على التوالي هو التحسن ؟
هذه حقيقة يا أخي يجب التصريح بها ومن يقول العكس فإنه يكذب على نفسه ، وليس يكذب على الجمهور الرياضي الذي يعرف حقيقة ومستوى كرتنا .
قال كرمالي
* أحسن رئيس إتحادية ؟
أعتبر عمر كزال أحسن رئيس للفاف .
* أحسن لاعب في رأيك ؟
السيد مخلوفي ، جدير بنيل لقب أحسن لاعب جزائري على مر التاريخ .
* ماذا يعتبر لك حميد حداج ؟
رئيسا للفاف .
* المدرب الوطني رابح سعدان ؟
صديقي وتلميذي و..
أفضل ذكرى في حياتك ؟
التتويج بكأس إفريقيا مع الخضر .
أسوأ ذكرى ؟
عدم التأهل إلى نهائيات كأس العالم بإيطاليا في أخر لحظة .
* من هو الفريق الذي ترشحه لنيل لقب البطولة ؟
وفاق سطيف وشبيبة القبائل .
من كل هذا ، هل يستحق المنتخب المصري الإحتفاظ باللقب الإفريقي ؟
لا يستحق التتويج وفقط ، بل يجب علينا أن نكافأهم نحن على تتويجهم وإحتفاظهم باللقب ، لقد قدموا لنا درسا ليس في أبجديات كرة القدم ، بل حتى في الوطنية والدفاع على ألوان الوطن وكذا السجود والتعلق بالدين ، وهذا لا نجده وياللأسف الشديد إطلاقا في منتخبنا الوطني الذي يبحث لاعبوه سوى عن الأموال ، اليوم وعوضا أن نحفظ الدرس من إخواننا المصريين ، نحن نتراشق فيما بيننا ، الرئيس الفلاني يشتم الحكم ويتهمه بترتيب المقابلة للرئيس الفلاني ، والحكم الفلاني يقاضي رئيس النادي لأنه إتهمه بترتيب المقابلة ، والجمهور يقتحم الميدان إحتجاجا على إعلان الحكم ضربة الجزاء نفس الشىء بالنسبة للاعبين ، والرشوة تضرب بقوة ، كيف يمكننا بعد كل هذا أن نحسن من مستوى البطولة ومن ثما منتخبنا الوطني ونقول بأننا في طريق صحيح، بل نحن نهدم في كل شىء بدون أن نحس بذلك
كمدرب وطني سابق ، ماهو الفرق بين منتخبنا الوطني ومنتخب مصر ؟
في الوقت الحالي ، الفرق كبير جدا ، كيف نقارن منتخب فاز بكأس إفريقيا ست مرات من بينها مرتين على التوالي ومنتخبنا الذي لم يتأهل إلى كأس أمم إفريقيا لمرتين على التوالي لا يوجد أي شبه للمقارنة ، المشرفون على الإتحادية المصرية وبعد الصفعة التي تلقوها في نهائيات كأس أمم إفريقا 2004 بتونس أين خرجوا من الدور الأول حفظوا الدرس وقاموا بوضع خطة عمل وتعين مدرب محلي ، وهاهم اليوم يحصدون ثمار عملهم ، لكننا نحن في الجزائر قمنا بالعكس تماما ، تهميش الإطارات المحلية وتعين مدرب أجنبي مجهول لايعرف شىء عن الكرة أو اللاعب الجزائري وها نحن نحصد في السياسة الفاشلة التي طبقناها .
والفرق بين البطولة الجزائرية والمصرية ؟
يا أخي ، قوة البطولة من قوة المنتخب الوطني لأي منتخب من المنتخبات العالمية ، بطولتنا الوطنية الحالية ذات مستوى ضعيف أنتجت لنا لاعبين ومنتخب ضعيف ، أما في مصر فإن الأمر يختلف ، أنظر إلى اللاعبين المشكلين حاليا للمنتخب المصري 99 بالمئة منهم يحملون ألوان أندية مصرية وفي مقدمتها نادي الأهلي والزمالك بإستثناء لاعبين أو ثلاثة ينشطون في الأندية الأوروبية هاهم قد فازوا بكأس أمم إفريقيا لثاني مرة على التوالي وبمدرب محلي إسمه حسن شحاته وليس أجنبي وهم حاليا أبطال إفريقيا وسيمثلون القارة العام القادم بمناسبة إجراء بطولة العالم لمنتخبات القارات الخمسة ، أكرر دائما يجب علينا أخذ الدرس من أشقائنا المصريين لافرق بين اللاعب المحلي واللاعب المحترف في أوروبا أو الفرق مابين المدرب المحلي والأجنبي ، نحن لم نثق في إمكاناتنا والنتيجة أمامك .
في رأيك ، إلى ماذا ترجع سبب التراجع الرهيب لبطولتنا الوطنية ؟
قبل أجيبك على السؤال ، البعض من المسؤولين يقول بأن بطولتنا الوطنية لا بأس بها والدليل موجود هو إحتلالها للرتبة 22 عالميا ، أقول لهؤلاء هذا غير صحيح ، لا توجد بطولة وطنية في الوقت الحالي والنتائج الذي كان يحققها منتخبنا الوطني في السابق وكذا تأهله إلى كأس العالم لمرتين هو الذي كان وراء إحتلال البطولة للرتبة المذكورة و لأن الجميع يعلم بأن تأهل أي منتخب لكأس العالم وليس كأس قارته التي ينشط فيها يساعده كثيرا على تسجيل وتحسين مرتبة جيدة لبطولته الوطنية في التصنيف العالمي الخاص بالبطولات ، أما عن أسباب تراجع البطولة فالجميع يعرف ذلك ، أول تلك الأسباب عدم وجود قوانين ردعية وفي حالة وجود تلك القوانين فإنها لاتطبق ، ثانيا عدم الإهتمام بالتكوين الذي أهملناه منذ مدة طويلة في حين أشقائنا في تونس والمغرب يدشنون في كل شهر مدارس للتكوين التي بإمكانها تخريج لاعبين ذوو إمكانات كبيرة يساعدون من رفع مستوى البطولة وكذا المنتخب ، إضافة إلى أسباب أخرى .
إذن ، غياب مراكز التكوين وعدم وجود قوانين ردعية أثرت بشكل كبير ؟
بالفعل ، كيف نفتقد لمراكز تكوين ومن بعد ذلك نأتي لنجتمع من أجل البحث عن الحلول لتحسين وتطوير البطولة بصفة عامة والمنتخب بصفة خاصة ، يجب علينا أن لا نكون أغبياء لهذه الدرجة ، يجب إعادة هيكلة حقيقة لجميع النوادي وبدون إستثناء ونضع دفتر شروط لتلك الأندية بل ونلزمها بإنشاء مدرسة تكوين خاصة بها ، كما يجب أن نعطي إهتمام أكبر بالرياضة المدرسية التي أهملناها في السنوات الاخيرة ، أين هي الرياضة المدرسية التي تخرج منها عصاد وبلومي والقائمة طويلة .
وفيما يخص التحكيم ؟
نفس الشىء يقال على سلك التحكيم ، الذي وعلى الرغم من التحسن الذي طرأ عليه في الأونة الأخيرة، إلا أنه يلزمنا الإهتمام به أكثر ، لأنه من غير الممكن أن نسير بطولة بدون أصحاب البدلة السوادء ، إجراء تربصات تكوينية خاصة بالحكام وتتضمن جميع الجوانب ، الرفع من القيمة المالية التي تمنح لهم خلال إداراتهم للمقابلات الرسمية لكي نبعدهم على محيط الرشوة ، وهنا أوؤكد على أن سلك التحكيم كان من أكبر المتأثرين بمستوى البطولة ، إلى متى لا سيأتي الوقت الذي لا نسمع فيه إتهام رئيس نادي لحكم ما حول ترتيبه لمقابلة ما وإنحيازه لرئيس النادي الفلاني .
ولكن التحكيم الجزائري ظهر بمستوى رائع في كأس أمم إفريقيا الأخيرة ؟
صحيح ، لقد أدى كل من الثلاثي الذي مثل التحكيم الجزائري في دورة غانا الأخيرة وأقصد كل من الحكم الرئيسي بنوزة وزميله حيمودي إضافة إلى الحكم المساعد إبراهيم الجزار ، وهؤلاء شرفوا الصافرة الجزائرية والإفريقية وسيشرفونها قريبا من خلال مشاركتهم في مونديال 2010 ، ولكن لا يجب أن يدخل الغرور إلى أنفسنا ونقول بأن أصحاب البدلة السوادء قد وصلوا إلى العالمية ، بل على العكس علينا الإقتداء بهؤلاء وتحضير من يخلفهم في المستقبل وذلك لن يأتي إلى بالمثابرة والعمل الدائم .
معناه أن كل ماذكرته قد يساهم في النهوض بكرتنا على المستوى الإفريقي والعالمي ؟
هذا ما أردت قوله ، علينا أن ننظم أنفسنا ونضع خطة عمل للنهوض بكرتنا على المدى البعيد وليس القريب ولأن الثمار لا تأتي بسرعة ، يجب العمل في هدوء والإنتظار مدة أطول ومن بعد النتائج ستأتي لا محالة و لأن من زرع حصد ومن جد وجد .
ألا تعتقد بأن تمجيدنا للإنتصارات المحققة في الماضي ، أثر علينا بشكل كبير ولم يكن في صالحنا ؟
بالفعل ، تركيزنا على النتائج الإيجابية المحققة من بعد الإستقلال وإلى غاية حصولنا على كأس أمم إفريقيا 1990 ببلادنا كانت له أثر عكسية ، حيث وعوضا الإستفادة من تلك الإنتصارات والنتائج الإيجابية رحنا نعددها في كل مناسبة تمر ، قبل أن نستفيق على كارثة كبيرة حلت علينا ألا وهي تمجيد الماضي وعدم التفكير في المستقبل .
ولكن لماذا الفرق شاسع بين جيال كرمالي ، بلومي والجيل الحالي ؟
أطلب منك تتبع المسيرة الكبيرة التي قطعها لاعبي منتخب جبهة التحرير الذين أعتبر أنا واحد منهم للإجابة على السؤال الذي طرحته ، لقد كان منتخب جبهة التحرير ليس منتخب كرة قدم وفقط ، بل منتخب سياسي ورياضي في نفس الوقت ، منتخب سياسي يعرف بالقضية الجزائرية لكي ننال الإستقلال ، إضافة إلى أن لاعب مثل مخلوفي الذي كان يلعب في نادي فرنسي كان يلبي نداء المنتخب حتى قبل إستدعائه ولم يكن يهمه سوى الدفاع عن الألوان الوطنية ، وليس مثل اللاعبين الحاليين في المنتخب الذين تهمهم الأموال التي سيتلقونها قبل نداء الواجب وهنا أقصد جميع اللاعبين الهواة وكذا من يسمون باللاعبين المحترفين .
على ذكرك للاعبين المحليين والمحترفين ، هل يوجد فرق بين هؤلاء ؟
قد أفاجئك إذا ما قلت لك بأنه لايوجد أي فرق بين اللاعبين المحليين ومن يسمون بالمحترفين ، لو كان يوجد فرق مابين هؤلاء وهؤلاء لما إستدعينا إلى المنتخب الوطني في ظرف قصير أكثر من 70 لاعب محترف ينشطون في البطولات الأوروبية ، اللاعبون المحترفون الحقيقيون هم من يحملون حاليا ألوان المنتخبات الإفريقية كساحل العاج وغانا إضافة إلى الكامرون .
كيف ترى الخضر في طبعة المدرب المحلي سعدان ؟
رابح سعدان مدرب غني عن التعريف والنتائج التي حققها مع أغلب الأندية والمنتخبات الوطنية التي أشرف عليها سابقا دليل على ذلك ، لكن لا يجب علينا اليأس وبإمكان منتخبنا الوطني العودة من جديد إلى سابق عهده مع المدرب سعدان الذي أثق كامل الثقة في إمكاناته وبإمكانه إعطاء الشىء الكثير لعناصر النخبة الوطنية ، لكن يجب علينا أن نوفر له جميع الإمكانيات ونترك الرجل يعمل في هدوء تام ووفق برنامج وخطة عمل ومن بعد ذلك نأتي لنحاسبه على عمله الذي قدمه ، إضافة إلى ذلك فمنتخب 82 لم يأت هكذا بل جاء بعد عمل طويل دام أكثر من ثمانية سنوات .
لكن سعدان إشتكى من وجود بعض النقائص ؟
هذا هو الأمر الذي كنت أتخوف منه أنا شخصيا لما تم تعيني مدربا جديدا للخضر في السابق إشترطت على المشرفين على الإتحادية توفير كل ما طلبته وهو ماحدث والحمد لله النتائج جاءت وفق ما سطرنه وتحصلنا على كأس أمم إفريقيا ، لأن المدرب الوطني مهما كان إسمه لا يمكنه أن يطبق برنامج عمله في حالة عدم فرض نفسه على أكمل وجه وكذا تسجيل نقائص حتى ولو كانت تلك النقائص صغيرة .
لماذا يتم دائما توفير الإمكانيات للمدرب الأجنبيي ، عكس المدرب المحلي ؟
عليك أن توجه سؤالك هذا للمشرفين على كرتنا ، لأنهم بإمكانهم الإجابة على السؤال ، حسب علمي وخبرتي الطويلة في مجال التدريب أعتبر بأن المدرب المحلي في نظر مسؤولي الإتحاديات يمكنه أن يتفهم منطق نقص الإمكانيات وأنه مدرب سهل المنال منه وكبش فداء يمكن التخلص منه في أقرب وقت ممكن وطرده ، أما المدرب الأجنبي فإن أول شىء يطلبه هو توفير الإمكانيات وإلا يهدد بالإنسحاب وفي حالة عدم تفاهمه مع مشرفي الإتحادية يقدم على التهديد بتقديم شكوى لدى الفيفا لكي ينال مستحقاته المالية، إضافة إلى أسباب أخرى .
هل بإمكان المدرب سعدان النجاح حيث فشل الأخرون ؟
ولما لا ، بإمكان المدرب رابح سعدان خلق المعجزات وتجاوز جميع العقبات التي تقف في طريقه وأنا واثق من كلامي هذا ، لأن سعدان أعرفه جيدا والتحدي الذي رفعه سيعود بالفائدة على منتخبنا الوطني بصفة خاصة وكرتنا بصفة عامة ، بعد كل هذا ماذا يمكنني القول في حقه وحق الطاقم الفني الذي سيساعده ، وهنا يمكنني أن أستغل الفرصة لأكشف لك عن شىء لم تتحدث عنه الصحافة الوطنية بشكل كبير ولكنه مهم للغاية وأنا مسؤول على كلامي .
ماهو ؟
أقصد مشكلة الخبير والمدرب الألماني بيتر شنيتغر، لقد مر أكثر من عامين على قدومه إلى الجزائر للعمل بالإتحادية أين هو وماذا يفعل وماهي ثمار عمله ، بل لماذا نصرف عليه حاليا أموالا طائلة بالدولارات ، لكننا لم نستفد منه ، ونحن الذي جئنا به من أجل مساعدتنا لتطوير كرتنا ، أنا أعتبر ذلك يدخل في سياق سياسة بريكولاج التسير التي حذرت منها في السابق ، كيف نشتكي من قلة وشح الموارد المالية في وقت نتعاقد مع خبير أجنبي لا يقدم أي شىء أو فائدة تذكر للبلاد .
إذن أنت ضد تواجد الخبير شنيتغر بالجزائر ؟
لا ، أنا لست ضد بقاءه من عدمه ، لكن لم أفهم شىء ، لماذا قدمنا بهذا الخبير وماهو العمل الذي قدمه منذ مجئيه وإلى غاية يومنا الحالي ، لو كان خبير محلي لتم إنهاء تعاقده في أسرع وقت و لكن الأمر هنا يتعلق بخبير أجنبي .
هل توافق من ينادون بفصل تسير المنتخب عن الفاف ؟
تريد أن نفعل مثلما قامت به الإتحادية الفرنسية لكرة القدم التي قامت بفصل تسير شؤون منتخبها عن رئيس الإتحادية ، أنا أعتبر بأن الفكرة التي نجحت في فرنسا لا يمكنها النجاح بالجزائر ، وذلك لأن تفكير هؤلاء والخطة التي وضعوها لا يمكنها أصلا النجاح ببلانا فكيف يمكننا الإقتداء بهم .
هل بإمكانك أن تحدثنا قليلا عن منتخب جبهة التحرير ؟
منتخب جبهة التحرير كان يتشكل من لاعبين ومجاهدين في نفس الوقت ، لاعبين فوق أرضية الميدان ومجاهدين في الدفاع عن القضية الوطنية خارج الملاعب وفي كل الدول ، وهؤلاء اللاعبين لم تكن توجه لهم الدعوة بل كانوا يلتحقون حتى قبل أن يستدعوا للدفاع عن الألوان الوطنية وفي سرية تامة ولم تكن تغريهم الأموال مثلما يحدث حاليا ، بل كان القميص الوطني هو الذي يغريهم ، لقد سبق لي وأن صرحت في وقت سابق بأن منتخب جبهة التحرير لم يكن منتخب كرة القدم وفقط ، بل كان منتخب سياسي يدافع عن القضية الجزائرية في جميع المحطات الرياضية الدولية والجهوية ، والحمد لله الذي وفقنا من إكمال المسيرة وإختتام ذلك بنيل الإستقلال ورفع الراية الوطنية عاليا .
سمعنا بأنك تحضر لتأليف كتاب خاص بمسيرتك ومسيرة منتخب جبهة التحرير ؟
هذا صحيح ، أنا أعكف حاليا على التحضير لكتاب سيصدر قريبا ويتحدث عن مسيرتي الرياضية وكذا مسيرة منتخب جبهة التحرير الوطني وذلك كله من أجل أن يكون كذاكرة للأجيال اللاحقة وسيكشف كتابي الكثير من الخبايا قريبا .
وفيما يخص الصحفي الفرنسي الذي يحضر حاليا للإعداد لكتاب خاص بمنتخب الجبهة ؟
لقد زارني الصحفي الفرنسي إلى منزلي بسطيف ثلاثة مرات وكان يأتي من فرنسا خصيصا إلى بيتي بسطيف للحديث معي حول مسيرة منتخب جبهة التحرير وقد أكد لي الصحفي الفرنسي بأنه إتصل بعدد لا بأس به من لاعبي منتخب الجبهة الذين لايزالون حاليا على قيد الحياة من أجل جمع أكبر عدد ممكن من المعلومات الخاصة بمنتخب الجبهة وإصداره في كتاب خاص .
لماذا رفض المنتخب المصري مواجهة الخضر في الخمسينيات ؟
هذا السؤال يعتبر من بين أكثر الأسئلة التي طرحت علي ، الحقيقة أن مسؤولي المنتخب المصري رفضوا في أخر لحظة مواجهتنا لكي لا يتلقى منتخبهم هزيمة ثقيلة ، خاصة بعد أن علموا بالهزيمة الثقيلة التي تكبدها كل من المنتخب المغربي والتونسي على يد عناصر الجبهة ، وليس مثلما يشاع حاليا بأن منتخب مصر رفض مواجهتنا لكي لا يتعرض للعقوبة .
من هم اللاعبين الذين كانوا متوجهين لحمل ألوان المنتخب وتم القبض عليهم من طرف سلطات الإستعمار ؟
اللاعبان هم زيتوني ومخلوفي .
من هم اللاعبين الثلاثة الذين لم يهربوا معكم إلى تونس لتشكيل منتخب جبهة التحرير لكنهم تم تقديمهم للرئيس الشاذلي بمناسبة تكريمكم على أساس أنهم كانوا معكم ؟
لن أجيبك في الوقت الحالي على هذا السؤال ، لكي لا أخلق الفوضى ، لكن مذكرتي ستكشف إسم هؤلاء الثلاثي الذين تم تقديمهم للرئيس الشاذلي على أساس أنهم كانوا من بين عشرة لاعبين ثم أصبحوا 34 لاعبا توجهو إلى تونس لتشكيل منتخب جبهة التحرير .
هل صحيح أنك إنصرفت مؤخرا للأعمال الخيرية ؟
بالفعل ، بعد مسيرة طويلة في الميادين كلاعب ومدرب ، فضلت الإعتزال والتفرغ للأعمال الخيرية ولقد وفقني الله في أن أساهم في بناء مركز لمرضى السرطان بمدينة سطيف والأشغال جارية حاليا لإنجازه ، نفس الشىء بالنسبة للمسجد الذي يبنى حاليا بمدينة سطيف .
كلمة ختامية ؟
بودي أن أتوجه بالشكر الجزيل إلى كل كافة أعضاء منتخب جبهة التحرير وكذا الأسرة الرياضية والجمعيات وبخاصة كبيرة الجمعيات التي قامت بتكريمي رفقة زملائي ، كما أوجه شكري لكافة طاقم جريدة النهار الجديد على هذا الحوار وأتمنى لهم التوفيق والنجاح في مهنة المتاعب .