الشباب البطال يصنعون سوقا للشغل على طريقتهم
شكل العديد من شباب مدينة سيدي لخضر بعين الدفلى والبلديات المجاورة تجمعات بشرية بالضفة الشرقية للمدينة تتكون من مختلف شرائح المجتمع يعدون بالعشرات
طلبا للعمل في الحقول المنتشرة في البلديات الفلاحية على غرار جليدة العامرة وعين الدفلى حيث يتجمع هؤلاء فجر كل يوم عند مدخل البلدية في انتظار من يأتي ليأخذهم إلى العمل من الفلاحين ،المقاولين خلال ساعات النهار مقابل اجر زهيد ليعيلوا أسرهم على تحمل أعباء الحياة. المشهد جديد لكنه ليس غريبا على حياة الأسرة الفقيرة، ولدى ولوجنا بين هؤلاء تبين لنا بان المتجمعيين ينقسمون إلى قسمين نوع يعمل في الحقول والنوع الثاني يعمل بأماكن تخزين الخضر.
وقد ارجع الكثير منهم سبب انتشار هاته الظاهرة الى انعدام مناصب الشغل الدائمة والمحترمة الامر الذي أجبرهم على ممارسة هاته المهام الشاقة وفي هذا الفصل البارد مقابل أجرة لا تعكس أبدا الجهد المبذول من قبل هؤلاء ، وقد روى لنا احد الذين التقيناهم بالمكان بأنهم ينقلون في الشاحنات و الجرارات وعربات نقل البضائع على مسافات تزيد أحيانا عن 20كلم في صباح كل يوم من القرى الى الأراضي الزراعية أو لاماكن تخزين الخضر للعمل في ملا الشاحنات بصناديق البطاطا، وعن الأجرة التي يتقاضاها هؤلاء مقابل ذلك ذكر لنا احدهم بان ذلك يتماشى وحسب حجم الشاحنة وبالسرعة المطلوبة وتتراوح سعر ملا شاحنة من 1800دج الى 2000 دج اما عن اجرة العاملين في جني البطاطا فأجرتهم تحسب ب30 دج للصندوق الواحد ويمكن للعامل ان يجني حتى 40 صندوقا في اليوم الواحد حسب قدرة كل فرد ،أما عن الأجرة التي يتقضاها عمال جني الزيتون فتتراوح من 120الى 150دج للصندوق الواحد وقد وجدنا الكثير من الأطفال القصر وتلاميذ المدارس وسط هذه التجمعات البشرية وقد بررو لنا ذلك لحاجتهم الماسة للمال قصد إعالة ذويهم من مصاعب الحياة اليومية التي فرضتها غلاء المعيشة.
وقد سالت احدهم عن ظروف العمل وهل هم مؤمنون صحيا فقال لي لايوجد أي تامين وان وقع لك شيئ فأجرك على الله وقد روى لي بان العديد من الحوادث وقعت وكادت أن تودي بحياة الكثير من العمال على غرار ما وقع لأحد الشباب الذي سقط من علو شاهق لشجرة زيتون احدث له كسر في العمود الفقري كلفت عائلته عشرات الملايين وهو يرقد الآن دون حراك في احد مستشفيات البليدة أما عن ظروف العمل الأخرى فهي غير إنسانية فغذائهم اليومي يقتصر على الخبز والمشروبات الغازية. إن أسباب انتشار الظاهرة كثيرة بدءا من الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيش تحت وطأتها اسر هؤلاء مرورا بغلاء المواد الأساسية التي زادت من حدة الفقر.