الشارع الجزائري يترقب محاكمة المتورطين في محاولة اغتيال الرئيس بوتفليقة

يترقب وينتظر الشارع الجزائري والدولي بصفة عامة ما ستقرره محكمة جنايات باتنة يوم 22 ديسمبر القادم في ملف قضية محاولة اغتيال رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، يوم 6 سبتمبر 2007 بعد العملية الانتحارية التي نفذها الإرهابي ”بلزرق الهواري” المدعو ”أبو مقداد الوهراني” دقائق قبل وصول موكب الرئيس إلى وسط مدينة باتنة، وتأتي حالة الترقب والانتظار لما للقضية من أهمية على المستويين المحلي والدولي باعتبارها تخص أهم شخصية في البلاد، خاصة وأن الملف أسال الكثير من الحبر عبر كل القنوات الفضائية المرئية والمسموعة والمكتوبة منذ ثلاث سنوات، وتعد هذه القضية إحدى أهم القضايا التي ستعالجها المحكمة الجزائرية، وإذا كان بعض القانونيين يرون أنّ المتهمين في القضية إذا ثبت تورطهم واقتنع قضاة المحكمة بالأدلة المتوفرة المدينة لهم، سيواجهون أحكاما بين الإعدام والمؤبد، فإن فئة أخرى من رجال القانون بالجزائر رفضوا سبق الأحداث، تاركين العدالة تأخذ مجراها وتحكم بما اقتنعت به في الأخير.
وحسب مصادر قضائية، فإن من بين أهم المتورطين الذين سيحاكمون في التاريخ المذكور أعلاه أمير ما يسمى القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ”عبد المالك دروكدال” المدعو ”أبو مصعب عبد الودود” الذي تبنى العملية الانتحارية في بيان صادر عنه، وأمير كتيبة الموت ”علي مهيرة” المكنى ”أبو رواحة” الذي يعد العقل المدبر والمخطط والمنفذ للعملية الانتحارية، بالإضافة إلى أمير التنظيم المزعوم في منطقة الشرق ”عبد العالي يحياوي” المكنى ”يونس أبو الحسن”، وكذا الكاميكاز ”ف. حسين”، وبالإضافة إلى كل أفراد كتيبة الموت المتواجدين في حالة فرار والمقدر عددهم بـ47 إرهابيا، سيحاكم 12 متهما موقوفا ويتعلق الأمر بـ”ز. وليد”، ”خ. عماد” من مواليد 1990 كان قاصرين تاريخ الحادثة، ”ع. هشام”، ”ا. حسين”، ”ع. حمزة ”، ”ر. عبد الرزاق”، ”ب. جمال ”، ”ا .عبد الرزاق”، ”م. فارس”، ”خ. الطاهر”، ”ذ. محمد أمين”، و”خ. علي” من مواليد 1954 والد المتهم ”خ. عماد”. ويواجه المتهمون الرئيسيون الأربعة الأوائل ”دروكدال” و”أبو رواحة” و”يونس أبو الحسن” والكاميكاز الأمير ”ف. حسين” مثلهم مثل الموقوفين ”ز. وليد” و”خ. عماد” اللذين اعترفا خلال التحقيقات بما نسب إليهم، تهمة جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد ومحاولة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد والجروح العمدية وحيازة واستعمال أسلحة ومتفجرات في أماكن عمومية، في وقت وجهت فيه تهمة المشاركة في الجناية المذكورة، لبقية أفراد كتيبة الموت وكذا الموقوف ”ذ. محمد أمين” الذي نقل المنتحر ”بلزرق الهواري” من بارك فوراج إلى وسط المدينة باعتباره يعمل ”فرودار” حسب ادعائه، أما المتهم الموقوف هو الآخر ”ع. هشام” فقد اتهم بالمشاركة في تنظيمات الجماعات الإرهابية مع معرفة غرضها وأنشطتها، كونه قبل أسبوع من العملية الانتحارية تحدث مع المتهم ”ز. وليد” وتحدث معه عن الجماعات الإرهابية، ويوم الحادثة جاءه ”ز. وليد” في حالة اضطراب واضحة مخطرا إياه أنه من الضروري الصعود إلى الجبل، في وقت يواجه البقية تهمة عدم التبليغ عن جناية كحال ”خ. علي” الذي أعلمه ابنه ”خ. عماد” أمسية الحادثة بما جرى، دون أن يبلغ المصالح المختصة ما علم به، أمّا ”إ. عبد الرزاق” فقد حددت مصالح الأمن اتصالا قام به مع الإرهابي ”ش. توفيق” المكنى ”جيلبيب”، و”ع. هشام” تحدث مع ”م. فارس” و”ا. حسين” و”خ. الطاهر” حول موضوع الالتحاق بصفوف الجماعات الإرهابية، كما اتصل ”ر. عبد الرزاق” و”ب. جمال” مع الإرهابي المدعو ”شرقي”، وكل ذلك أياما فقط قبل العملية الانتحارية التي زهقت أرواح أكثر من 22 شخصا وجرح أكثر من 100 من الذين كانوا ينتظرون استقبال الرئيس في أعقاب زيارة قادته إلى ولاية باتنة.
ومن خلال ما ورد من تصريحات المتهمين في قضية محاولة اغتيال الرئيس بوتفليقة يوم 6 سبتمبر 2007، نجد أن أبرز المتهمين هما ”ز. وليد” و”خ. عماد”، واللذان كان لهما شبه اتصال مباشر مع أمير كتيبة الموت ”أبو رواحة”، خاصة بالنسبة للمتهم ”ز. وليد” الذي استفاد من تدابير المصالحة الوطنية والذي كان على اتصال مع أمير كتيبة الموت قبل يوم العملية عن طريق الهاتف، حيث طلب منه الاستعداد لاستقبال منفذ العملية المدعو ”أبو مقداد الوهراني”، هذا الأخير وعند الالتقاء بالقرب من حي تامشيط تبين أنه يعرف ”ز. وليد” باعتبار أنهما التقيا في الجبل قبل ذلك، وبعد وصولهما إلى حي ”بارك فوراج” تحول الاثنان بمعية المتهم ”خ. عماد” 17 سنة آنذاك عبر سيارة ”فرود” لصاحبها المتهم ”ذ. محمد أمين” إلى وسط المدينة، أين دخل كل من ”ز. وليد” و”خ. عماد” والمنتحر مقهى وسط المدينة، وطلب ”ز. وليد” من ”خ. عماد” استطلاع الوضع في الخارج، لأن هذا الأخير حدثْ ومن المستبعد أن تشك فيه مصالح الأمن، قبل أن يقرر الجميع الخروج بناء على إصرار المنتحر الذي ألح على ضرورة تنفيذ العملية الانتحارية وأن الحواجز الحديدية لن تعيقه، وهو ما قام به الثلاثة لدى عودة ”خ. عماد” من الاستطلاع المطلوب منه، وأثناء سير المجموعة بين المقهى المقابلة للمسجد العتيق ونافورة وسط المدينة سأل ”خ. عماد” صديقه ”ز. وليد” عن المنتحر ”لماذا يمشي هكذا مثل الروبوتيك؟” ليجيبه بضرورة التزام الصمت، قبل أن يلمح أحد عناصر الأمن المنتحر ويشك فيه بالنظر إلى لباسه الرياضي الذي لا يتلاءم وحرارة جو ذلك اليوم، لتبدأ المطاردة إلى غاية موقع الانفجار الذي فجّر فيه الإرهابي ”بلزرق الهواري” نفسه وتسبب في مقتل 25 مواطنا وجرح أكثر من 100 آخر من جموع المواطنين الذين كانوا في انتظار استقبال الرئيس بوتفليقة دقائق فقط قبل وصوله. ومباشرة بعد الانفجار فرّ ”ز. وليد” إلى كشيدة، أين التقى بـ”ع. هشام” وطلب منه ضرورة الإسراع في إجراء الاتصالات مع الإرهابيين ليضمنوا لهم الالتحاق بالجبل، في وقت عاد فيه ”خ. عماد” إلى بيته ببارك فوراج، أين قصّ ما جرى على والده ”خ. علي” الذي توبع بتهمة عدم الإبلاغ عن جناية. تجدر الإشارة إلى أن الإرهابي ”أبو رواحة” أمير ما يسمى ”كتيبة الموت”، تحدثت قبل أشهر العديد من الأوساط حول فرضية القضاء عليه في إحدى الطلعات الجوية الناجحة للطيران الحربي بمنطقة الأوراس، وهو ما لم يتأكد قضائيا لحد الآن، أمّا يونس أبو الحسن فقد أشارت سابقا مصادر مطلعة إلى عزله من قبل الأمير الوطني للتنظيم المزعوم المسمى القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ؛عبد المالك دروكدال”.