السيناريو كان منتظرا والجميع يتحمّل المسؤولية
نهاية مؤسفة جدا تلك التي عرفتها مواجهة مولودية سعيدة أمام اتحاد العاصمة برسم الجولة 25 من بطولة القسم الوطني الأول المحترف عشية أول أمس بملعب 13 أفريل بسعيدة، الذي كان مسرحا لمعركة حقيقية استعملت فيها كل الوسائل اللارياضية أدت إلى الخروج المباراة عن نطاقها الرياضي وتحولها إلى حلبة صراع حقيقي بين الإخوة الأشقاء، نتجت عنها عدة إصابات في صفوف الفريقين وأنصارهما، كانت أخطرها إصابة الثنائي العيفاوي وبوشامة، وقد جنّب التواجد الأمني المكثف بعين المكان مدينة سعيدة كارثة حقيقية، بالنظر إلى الفوضى العارمة التي عرفتها هذه المباراة منذ بدايتها إلى نهايتها المؤسفة للغاية، وهو سيناريو كان منتظرا وكنا قد نبهنا من حدوثه في أعدادنا السابقة، بالنظر إلى حساسية اللقاء وحاجة الفريقين لنقاطه، إضافة إلى التصريحات النارية لمسؤولي ولاعبي الفريقين طيلة الأسبوع الذي سبق المباراة، ناهيك عن رفض مسيري مولودية سعيدة نقل المباراة من طرف التلفزيون الجزائري احتجاجا على الأحداث التي عرفتها مباراة الداربي أمام مولودية وهران، حيث أشار مسيرو سعيدة إلى أن فريقهم عاش يوما أسود بمدينة الباهية مازاد من شحنة أنصار سعيدة لهذه المواجهة التي أصبحت حديث العام والخاص بسعيدة وزاد من حدة هذا التوتر قرار الإدارة بدخول الأنصار مجانا إلى الملعب، وهو القرار الذي يمكن القول إنه لم يكن مسؤولا.
البداية مع “بوديغارد” المسامعية
بداية مسلسل الأحداث عشية أول أمس كان عند وصول وفد اتحاد العاصمة إلى ملعب 13 أفريل ساعة قبل بداية اللقاء، مرفوقا بحوالي 20 “بوديغارد” لحماية اللاعبين،ة وكأن مسيري “لياسما” كانوا ينتظرون تعرضهم لمضايقات من طرف مسيري المولودية، حيث كانت بداية النزاع بدخول حرس الإتحاد في ملاسنات مع بعض أنصار المولودية والمنظمين بالملعب بعد رفض دخولهم مع الفريق إلى غرف تغيير الملابس وفق القوانين المعمول بها من طرف جميع النوادي، وهو ما خلق فوضى كبيرة بعد رفض مسيري ولاعبي الإتحاد لهذا القرار، وجعل الملاسنات تتحول إلى مشادات بين الطرفين كادت أن تتطور لولا تدخل رجال الأمن الذين حلوا المشكل وأكدوا توفير الحماية للاعبي الإتحاد داخل غرف تغيير الملابس.
المباراة كانت عادية وهدف حميتي فجّر الأوضاع
وكانت المباراة تسير في أجواء عادية خاصة بعد تقدم المولودية في النتيجة، إلا أن تعديل الكفة من طرف الضيوف فجر المدرجات خاصة بعد الحركات اللارياضية التي قام بها ثلاثي الإتحاد لموشية، أوزناجي وحميتي تجاه أنصار المولودية، وخاصة اعتدائهم على مصور الفريق الذين كان يصور كل ما يجري، ما جعل الأمور تنفلت تماما برشق الأنصار أرضية الميدان بمختلف المقذوفات وتسلل بعضهم إليها والإعتداء مباشرة على لاعبي الإتحاد نتيجة التصرف الطائش من الثلاثي المذكور الذي يتحمل المسؤولية أيضا فيما حدث بملعب سعيدة.
الحكم زواوي لم يكن نزيها وزاد من تدهور الأوضاع
إضافة إلى استفزازات لموشية، أوزناجي وحميتي لأنصار المولودية، فإن الحكم زواوي الذي أدار المباراة خرجت من يديه زمام الأمور وكان سببا حقيقيا لوقوع هذه الكارثة، بسبب قراراته العشوائية خاصة بعد احتسابه ثماني دقائق كوقت إضافي، والذي ينهه حتى الدقيقة 11 بعد تعديل الكفة لصالح الزوار، وهو ما عتبره الجميع بسعيدة خدمة لصالح الزوار وزاد من تكهرب الأوضاع وحدث ما حدث.
عقوبات قاسية تنتظر المولودية وحظوظ البقاء تتقلص
بالنظر إلى الأحداث المؤسفة التي شهدتها مواجهة أول أمس والتقرير الأسود الذي رفعه حكم المباراة زواوي في حق المولودية إلى لجنة الإنضباط، فإن المولودية مرشحة لعقوبات قاسية قد تصل إلى حد الحرمان من جمهورها طيلة المباريات المقبلة، وهو ما لا يخدم تماما فريق المولودية الذي أصبح يسير بخطى ثابتة نحو القسم الوطني الثاني.
فرقة التلفزيون لم تتنقل إلى ملعب سعيدة
على عكس ما تم الترويج له سابقا حول منع أنصار المولودية لفرقة التلفزيون من دخول ملعب 13 أفريل بسعيدة، فإن فرقة التلفزيون لم تتنقل أصلا إلى ملعب سعيدة لتغطية هذا الموعد الكروي، وهو ما أكده رئيس الفريق الخالدي ورئيس لجنة الأنصار والسلطات الأمنية للولاية.