السيسي في الجزائر اليوم لطلب وساطة بوتفليقة

الزيارة تكشف تعاظم الدور العربي للجزائر بعد نجاحها في «حلحلة» الأزمة التونسية والخلاف القطري السعودي
يحل اليوم، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالجزائر، في أول زيارة عمل إلى بلد عربي وأجنبي منذ انتخابه رئيسا، حيث سيلتقي خلالها بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة، لطلب وساطة مع قادة الدول العربية، وكذا التباحث حول عديد القضايا التي تهم الطرفين، ومن بينها الوضع الحالي في المنطقة العربية .كشفت مصادر موثوقة لـ«النهار»، أن الرئيس المصري المنتخب، سينزل ضيفا على الجزائر في أولى زيارة له منذ انتخابه رئيسا جديدا لمصر، بطلب منه للقاء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قصد طلب وساطة مع قادة الدولة العربية. وحسب ذات المصادر، فإن الزيارة تندرج في إطار التشاور والتبادل، إذ ستسمح للطرفين باستعراض العلاقات الثنائية وبحث سبل وإمكانيات ترقية التعاون الثنائي إلى المستوى المنشود من البلدين، كما ستسمح هذه الزيارة للجانبين، بمناقشة العديد من القضايا، منها الأزمة الليبية والوضع في مصر وعلاقاتها مع الدول العربية، وإضافة إلى الجانب الثنائي، فستتمحور المحادثات حول مجموعة من القضايا السياسية الإقليمية والدولية التي تكتسي أهمية بالنسبة إلى الجزائر ومصر. وتأتي الزيارة الأولى للرئيس المصري لطلب وساطة من الرئيس بوتفليقة، كاعتراف من السيسي بالدور الذي يلعبه بوتفليقة في السنوات الأخيرة في الوساطة بين قادة الدول العربية لتسوية خلافات دبلوماسية، حيث كان قد استقبل أمير قطر، الذي طلب هو الآخر الوساطة من بوتفليقة لحل الخلاف بين قطر والمملكة العربية السعودية. وتضاف زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الجزائر كأول دولة منذ توليه زمام الحكم ، إلى الزيارات الأخرى التي قام بها ملوك وزعماء العرب، الذين شهدوا بحنكته وحكمته في معالجة القضايا الإقليمية، خاصة وجهة نظره فيما عرف بـ«الربيع العربي»، والذي انعكس على موقف الجزائر الرسمي تجاه الحركات التي قامت في بعض الدول، بالإضافة إلى كونه الرئيس الوحيد الذي يُقصد من أجل الوساطات العربية، سواء عربية أو مع الدول الأجنبية، وحتى تلك المتعلقة بالوضع الداخلي للدول، على غرار الأزمة التي وقعت في تونس بين حزب «النهضة» والأحزاب الأخرى، والتي كان فيها بوتفليقة الفاصل من خلال الإقتراحات والنصائح التي قدمها للطرفين في زيارات متعددة لهم إلى الجزائر. زيارة الرئيس السيسي والتي تزامنت كذلك مع التصريح الذي أدلت به السفيرة الأمريكية القادمة إلى الجزائر في «الكونغرس»، والتي قالت إن هذه الدولة هي الضامن الوحيد للأمن في منطقة الساحل وإفريقيا والمغرب العربي، وأن الجزائر قامت بمساعدة مادية ومعنوية لجميع الدول التي عاشت أزمات، الأمر الذي يكشف عن نية مصر في اللجوء إلى الجزائر لإخراجها من الأزمة التي عاشتها اقتصاديا مؤخرا. إن ما عاشته الجزائر خلال العشرية السوداء، كما أن «الخرجة» السلمية التي جاء بها بوتفليقة عن طريق المصالحة الوطنية والوئام المدني، هو دافع آخر لزيارة الرئيس المصري السيسي للجزائر، من أجل أخد نفس الإستراتيجية وتطبيقها في مصر.
رحابي: زيارة السيسي تمنح الجزائر قوة إضافية في المنطقة العربية
وقال وزير الإتصال الأسبق، عبد العزيز رحابي، إن زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأولى للجزائر تمنح قوة إضافية للجزائر في المنطقة، ودليل على الدور الفعّال الذي تلعبه في إطار تسوية الخلافات في الدول العربية. وأكد أمس رحابي، في اتصال بـ «النهار»، أن هذه الطلبات ليست بجديدة على الدبلوماسية الجزائرية، التي كانت قد عرفتها سابقا في أعز أيامها، كما أنها اعتراف بدور الجزائر بلعب دور مهم في منطقة العالم العربي، وأوضح الوزير السابق، أن زيارة السيسي تندرج في إطار التشاور العربي، وذلك بعد الزيارات التي قام بها رؤساء وممثلو الدول العربية إلى الجزائر، حيث جمعتهم لقاءات بالرئيس بوتفليقة.