السلطات التونسية تترقب عمليات نزوح واسعة للاجئين الفارين من ليبيا
تترقب السلطات التونسية عمليات نزوح واسعة النطاق للاجئين انطلاقا من الاراضي الليبية نحو التراب التونسي عبر المنافذ البرية الحدودية الرابطة بين البلدين لاسيما فى أعقاب صدور قرار مجلس الامن الدولي رقم 1973 بشأن إقامة
منطقة للحظر الجوي فوق ليبيا وفي ضوء احتمال تضاعف عمليات حماية المدنيين ونقلهم للمخيمات التونسية.
ومن اجل هذا الغرض ازدادت التحضيرات والاستعدادات على مستوى منطقة رأس جدير الحدودية التي يشارك فيها ممثلو وزارة الصحة التونسية والهلال الاحمر التونسي ومندوبو المنظمات الدولية العاملة بالمنطقة وذلك بغية تامين استقبال المزيد من الفارين من الاوضاع الامنية المتدهورة بليبيا وضمان اعمال الاغاثة اللازمة.
وفي هذا المضمار افادت تقارير المنظمات الانسانية بان العدد الاجمالي للجرحى في ليبيا بلغ 65 الف جريح فيما توقعت ذات التقارير نزوح عدد كبير من هؤلاء الجرحى الى تونس فى حالة السماح لهم بمغادرة الاراضي الليبية.
وتجدر الاشارة الى ان ما يناهز 2662 شخصا من بينهم 1442 ليبيا قد عبروا الحدود التونسية الليبية خلال 24 ساعة الماضية ليبلغ بذلك العدد الاجمالي للمقيمين في الوقت الراهن بمخيمات اللاجئين 9188 شخصا مع تسجيل تراجع في عدد اللاجئين البنغال إلى أربعة آلاف بما يفسر التقدم الحاصل في عملية إجلائهم .
وتشير التقارير إلى أن المنظومة الصحية براس جدير جاهزة لأي طارئ سواء تعلق الامر بكميات الادوية او كميات الدم او اعداد الأطباء التي بلغت لحد الساعة حوالي 50 طبيبا من بينهم أربعة أطباء نفسانيين ينجزون ما معدله 1000 فحصا طبيا في اليوم.
وعن الاجراءات المتعلقة بالوقاية الصحية على مستوى المخيمات اكد الامين العام للهلال الاحمر التونسي السيد طاهر شنيتي ان مخاوف انتشار الاوبئة تبدا اعتبارا من اواخر شهر افريل المقبل مع بداية ارتفاع درجة الحرارة في هذه المناطق الحدودية داعيا في المقابل الى ضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة.
والح ذات المسؤول على ضرورة تكثيف الجهود في مجال الوقاية الصحية خاصة بالنسبة للاطفال والرضع وتطوير منظومة حفظ المواد الغذائية الاساسية ووقايتها من التعفن موضحا ان الهلال الاحمر التونسي اكتسب - من خلال استقبال الالاف من اللاجئين- خبرة في مجال الاعمال الانسانية تؤهله للتاقلم مع كل الاوضاع.
ودعا الى تطوير منظومة ترحيل اللاجئين الى بلدانهم الاصلية مشيدا بالمجهودات التونسية والدولية لتامين وضمان تنظيم الرحلات الجوية لنقل المهاجرين الى بلدانهم الاصلية.
وبخصوص الوضع الحالي داخل المخيمات افاد بانها اصبحت “تحت السيطرة” خاصة بعد تراجع عدد الوافدين مشيرا الى ان عدد المرحلين يفوق عدد الوافدين وان طاقة الايواء المتوفرة تتسع حاليا الى 28 الف شخص مع امكانية استيعاب 20 الف اخرين وهو ما يكفي حسبه لمواجهة كل الظروف الطارئة.
